17 نوفمبر، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

جدلية الأسماء والإنتماء، عند الأحزاب العراقية: تيار شهيد المحراب/المجلس الأعلى – إنموذجاً

جدلية الأسماء والإنتماء، عند الأحزاب العراقية: تيار شهيد المحراب/المجلس الأعلى – إنموذجاً

الأسماء لها تأثيرها، في المُسمى والمُستخدِم والسامع، ولها عِلمها الخاص، الذي بحثتهُ الفلسفةُ منذُ آلاف السنين، فعندما يكتب الكاتب مقالاً أو يؤلف كتاباً، قد لا يقف في المقدمة والعرض والخاتمة، كما يقف أمام إختيار العنوان، ذلك أن العنوان أو الإسم يُمثل واجهة المنشور، وهو المتصدر على غيره، والذي سيحقق جذباً للمتلقي، أو صرفاً دون إكتراث.

المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، مكون سياسي يمتلك جناح عسكري(فيلق بدر)، معارض لنظام الحكم الصدامي السابق، حتى سقوطه عام 2003، وبات من المعروف دواعي إختيار هذه التسمية وأسبابها، ولن نخوض فيها لأنها إرتبطت بزمان ومكان معينيين، ووفق ما أطرحهُ دائماً بأن الأشياء تتغير وفق الزمان والمكان، حيث الحركة تتطلب التغيير.

لاقت تسمية هذا المكون تغييراً بعد مشاركته في العملية السياسية العراقية الجديدة، حيث أصبح الأسم(المجلس الأعلى الأسلامي)، دون أن تسبقهُ كلمة تعريفية مثل حزب أو تجمع أو كتلة أو تيار، ولعل قائلاً يقول: أن كلمة(مجلس) هي مرادف لتلك الكلمات التعريفية، فهذا القول مردود، لأن لكل حزب أو تجمع أو تيار يوجد مجلساً لقيادته.

أسس السيد عمار الحكيم مؤسسة شهيد المحراب(السيد محمد باقر الحكيم)، التي تُعنى بالشؤون الدينية والإجتماعية، حينما كان والده السيد عبد العزيز الحكيم يترأس المجلس الأعلى، وبعد وفاته تم إنتخاب السيد عمار الحكيم رئيساً للمجلس، وأظنهُ قَبِلَ ذلك وفق شروط، منها أن يكون المجلس الأعلى أحد مكونات تيار شهيد المحراب، كـ(تجمع الأمل) و(تجمع العراق الجديد) وغيرها من المكونات الأُخرى، لكن المجلس سيطر على هذا التيار، وأصبحت لهُ الريادة، فعندما يُذكر إسم السيد عمار الحكيم، يقال: رئيس المجلس الأعلى! بالرغم من أن السيد يركز دائماً على ذكر تيار شهيد المحراب، في خطبهِ وجميع كلماته التي يُلقيها.

عند تشكيل كتلة المواطن، التي ضمت كثيراً من الأحزاب والشخصيات المتنوعة، من العلماني والليبرالي والإسلامي، من الذين يؤمنون بمشروع الحكيم ببناء دولة مدنية عصرية، سيطر المجلس الأعلى على هذه الكتلة أيضاً!

ما يُدهشني حقاً، سؤالٌ يحيرني: مَنْ يقود المجلس الأعلى اليوم؟

فالسيد عادل عبد المهدي لهُ مكتبهُ الخاص

والأستاذ باقر جبر الزبيدي لهُ مكتبهُ الخاص

والشيخ همام حمودي له مكتبه الخاص

والشيخ جلال الدين الصغير له مكتبه الخاص

ولهم مجلس شورى، ولا يُعلمُ عن هيكليتهم شئ! فهل هو الغموض والحنكة!؟ أم هي المتاهةُ والضياع!؟

هل للسيد الحكيم دورٌ فاعلٌ في إختيار هذه القيادات وعملها!؟ أم هذه القيادات إستغلت رمزية عائلة الحكيم وحب الجمهور لهم!؟

بقي شئ…

في الإجتماع الأخير لمجلس الشورى الموسع لم يحضر الأربعة المذكورين، كذلك ولم يحضروا في جميع المناسبات والفعاليات، التي أقامها مكتب السيد الحكيم، وأخرها إحتفالية عيد الغدير الأغر، ومجالس العزاء الحسيني التي أقامها مكتب السيد الحكيم، لماذا!؟

أحدث المقالات