18 ديسمبر، 2024 11:43 م

جحيم يتمناه الابناء !

جحيم يتمناه الابناء !

الابن العشريني مخاطبا ابيه وهو منزعج” هسه لو صدام موجود، غرقت العبارة، واستشهدت هاي الناس؟!”
نظر الاب الى ولده وقال: حتما لم يكن ليقع هذا الحادث .
رد الابن وقال:
اذن انا على حق عندما اقول ان زمن صدام أفضل من زمن هؤلاء السراق!
قال الاب:
بني سأقارن بين حقبة المناضل صدام حسين، وهؤلاء السراق، وضمن المقارنة سأجيبك لماذا لم يكن ليقع هذا الحادث في ذلك الزمان.
في زمن صدام سكان الجنوب في كل عام يسكنون محافظة، والان كلا يسكن في داره مستقر.
في ذلك الزمان كانت الاسرة من الجد نزولا الى الاحفاد يسكنون في دار واحدة ولا يفترقون.
في ذلك الزمان لا تجد شاب يقف في الشارع.
واغلب البيوت بلا اقفال.
في ذلك الزمان الجميع يصعدون الى السطح ليلا ليبحثوا عن النجوم ( الدب القطبي, بنات نعش, النجمة ام ذويل) وغيرها من النجوم.
في ذلك الزمان كان اغلب الشعب رشيق ولا كرش لديه.
في زمن صدام كنا لا نسمع الا عن الانتصارات، وتلقين الاعداء درس.
في ذلك الزمان دائما نشاهد العلم العراقي يرفرف في الازقة.
في زمن صدام كنا نشاهد الكرم العراقي للأخوة العرب في الجامعات العراقية، وكان الموظف لا ينتظر الراتب او يعتمد عليه.
في ذلك الزمان كانت العوائل الجنوبية لا تفارق زيارة امير المؤمنين.
في زمن صدام .. قاطعة ابنه هذا يكفي فميزه واحدة تكفي لان يكون صدام حسين بطل قومي.
قال الاب:
نعم لكن دعني اوضح لك السبب , نحن اعطينا النتائج دون الاسباب .
لم تكن لتغرق العبارة .. لأنها سوف تكون غير مزدحمة لعدم وجود امكانية مادية لدى العوائل العراقية للذهاب الى الجزيرة.
سكان الجنوب في كل عام يذهبون الى محافظة، ليس لتغير الجو او التصييف كما تفعلون الان. . انما للهروب من قذائف الموت.
كانت العائلة الكبيرة تسكن في بيت واحد، لان الشاب ليس لديه امكانية فتح بيت مستقل.
كنت لا تشاهد شباب في الشارع، لكون الشاب كان في الجبهة، او هارب من الجيش في الاهوار، او في وادي الغري.
ليس في البيوت اقفال، لسببين الاول لا توجد ابواب ليكون فيها اقفال، لأنها بيعت مقابل حفنه طحين، والثاني يعلم السارق ان البيت لا يوجد فيه شيء كي يسرقه.
اغلب الشعب يتابع النجوم، ليس لعشقه لها، او لأنه يحب علم الفلك، انما لأنه مضطر للنوم على السطح لعدم وجود وسائل التبريد، ولان البعوض والحر يمنعه من النوم.
اما الرشاقة وعدم وجود كرش، فهذا لا يعود لكون الشعب رياضي، انما لعدم وجود ما يشبع بطنه من الطعام.
كنا لا نسمع الا عن انتصاراتنا، لان الشعب كان محرم عليه الاستماع لغير قناة العراقية والشباب.
اما الاعلام العراقية ترفرف في الازقة، ذلك لكثرة الشهداء في الحروب التي احدثها صدام.
اما كرم الرئيس صدام فكان للأخوة العرب فقط، اما الشعب فعمله مجهود حربي.
كانت العوائل تزور امير المؤمنين ليس للتبرك، انما لزيارة قبور قتلاها من الحروب.
بني لا نقول اننا نعيش حياة مثالية حاليا، انما هناك كثير من العمل يجب ان تقوموا به أنتم الشباب، لكن من الظلم ان يقارن زمن الملعون صدام مع هذا الزمن.