18 ديسمبر، 2024 2:24 م

جحيم الأيام / الحلقة الخامسة عشرة

جحيم الأيام / الحلقة الخامسة عشرة

كان شابا لطيفاً جداً وملتزماً. حدثني عن عائلتهِ وعن حياته الخاصة وسمعتُ منهُ أشياء عجيبة لم أصدقها في البداية إلا أنه أكد لي ذلك آلاف المرات.الشيء الذي جعله يتقرب مني هو وجود قواسم مشتركة بيننا قلما يجدها بين الأشخاص الآخرين. مثلاً حينما سألته عن الزميلة ” وهبية” فتح فاه متعجباً وسألني عن كيفية معرفتها؟ كانت تعمل معه في نفس المكان. حينما أخبرته بأنها كانت زميلتي أربع سنوات في كلية الآداب إزداد تقربه مني. إضافة إلى رغبته المطلقة في التحدث باللغة الأنكليزية لأنه كان يريد تطوير ذاته من خلال التحدث معي. أخبرني بأنه كان قد إشترك في دوره قصيرة في المعهد البريطاني في بغداد إلا أنه لم يستطع إكمال الدورة لأسباب شخصية. كان قد نقل سريره قريباً من سريري وراح يهتم بي بشكل عجيب لايتكاسل في تقديم أية خدمة لي.لا أنسى تلك اللحظة التي قام بها من أجلي . في صباح أحد الأيام الباردة جداً وعند صلاة الفجر حمل إبريق الماء بدلاً عني طالباً مني الوضوء لأداء صلاة الفجر. حاولتُ جاهداً أن أختطف الأبريق منه إلا أنه أصرّ أن يحمله بدلاً عني. كان من مواليد 1965 . حقاً قضيتُ معه وقتاً طويلاً رائعاً.

. كان يذكر لي كل شيء عن حياته الخاصة لدرجة أنه أقسم لي بأنه سوف يزوجني من ابنة عمه وهي من نفس مواليدي. أخبرته بأنني متزوج ولدي ثلاثة أطفال. قال بأنهُ يعرف هذا ، وذكر لي بأنها جميلة ولديها طفلة واحدة وزوجها طبيب أستشهد في الحرب وهي تسكن المنصور. ذكر لي أيضاً بأن رجال كثيرون تقدموا لها ولكنها رفضت لعدم وجود توافق.قال لي أيضاً بأنها ستوافق علي وأنه سوف يؤثر عليها في عملية الإقناع. أكد لي بأنه يتزوجها لو كانت بعمرهِ . وفوق كل هذا قال لي بأن حالتها المادية جيدة جداً. لقد أدخل فكرة الزواج في ذهني مرة أخرى. كان يحدثني عنها كل يوم. في النهاية قال لي بأنه يفضل ترك الموضوع لحين العودة. كانت فكرة الزواج مرة أخرى تقض مضجعي ، كانت صورة زوجتي تزورني كلما وضعتُ رأسي فوق الوسادة . كان شبحها يُطاردني ويحوم فوق جسدي وهي تردد بصوت يُحطم الأعصاب ” أيها الخائن “.

ومرت الأيام وعلى حين غرة تركتُ صحبة أياد . كان هناك سبباً تافهاً ولكنني شعرتُ أنه بدأ يتدخل في حياتي الشخصية ويحاول أن يبدو أكثر تحضراً مني. في إحدى المرالت وبينما كنا نتناول طعام الفطور الصباحي المؤلف من قطع صغيرة من البسكويت والشاي المر. كنتُ أغمس قطعة البسكويت بالشاي المر كي أستطيع تذوقها وكي تمنح الشاي طعماً حلواً. نظر إليَّ بأشمئزاز وغضب قائلاً:” لماذا تفعل هكذا؟ هذه طريقة تدل على عدم الذوق ، إنها طريقة مقززة في تناول الطعام. يجب أن تضع قطعة البسكويت في فمك ثم تشرب الشاي من بعدها”. شعرتُ أنني سأفقد أعصابي بسبب طريقته في الكلام معي. حاولتُ أن أهمل الموضوع كي لا أسبب حرجاً له. عند وجبة الغداء اعتذرتُ منه وأخبرته بأنني سأكون أكثر راحة لو تناولتُ وجباتي كلها لوحدي. في النهاية شعرتُ أنني قد تحررتُ قليلاً. يمكن القول إن تناول الطعام مع شخص في الأسر له فوائد ومساوىء. الفوائد هي : إنه قد يُحضر لك طعامك حينما تكون منشغلاً أو مريضاً أو حينما تكون قد ذهبت إلى الطبيب أو إلى أي مكان آخر. أما المساويء فهي أنك تشعر بأنك مقيد بأشياء عديدة. يجب أن تكون مستعد نفسياً عندما تجلس مع من تتناول طعامك. يجب أن لا يظهر عليك الحزن أو التذمر من أي شيء وإلا فأن جلستك معه ستكون غير مريحة أبداً. أشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى. بدأت حياة جديدة بالنسبةِ لي ، حياة لا تختلف عن حياة الزنزانة ولكنها تختلف بوجود البشر حولي وتبادل الأحاديث التي لا تنقطع. أحاديث ليس لها واقع ملموس مبنية على الأحلام التي لاتنقطع.

تعرفتُ على أشخاص من مختلف أنحاء البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.أغلبهم من الجنود البسطاء من حيثُ الثقافة والتعليم. الحياة في هذا المعسكر”……..” تسير على وتيرةٍ واحدة. هناك بعض الأحداث المتفرقة تجعل الحياة تختلف بعض الشيء عن الأيام الإعتيادية.

في البداية سأحاول أن أعطي صورة عامة عن الحياة وبعدها ندخل في تفاصيل ومفردات الحياة اليومية ، الحياة المرعبة التي دامت أحد عشر عاماً. يبدأ النهوض الصباحي السادسة صباحاً لايهم إن كان الطقس بارداً ثلجياً أو ساخناً كالنار الملتهبة. نبقى ننتظر ـ الجندي ـ الذي يُجري عملية تعداد ويكون التعداد الصباحي عند السابعة صباحا. التعداد هو أزعج شيء يواجهه ــ الضيف ــ في أرض الغربةِ والضياع. الجلوس على شكل ” خمسات أو عشرات ” في الساحة المخصصة لنا. قد يتأخر أحياناً ونبقى ننتظر بفارغ الصبر حتى تنتهي عملية التعذيب الصباحي. بعد الانتهاء من هذه العملية المرهقة لنا نتوجه راكضين نحو القاعةِ الكبيرة ننشد الدفيء أو ننشد الظل في لهيب الصيف. بعدها يتم توزيع الشاي على الحظائر. قصة توزيع الشاي بحد ذاتها حكاية لاتنتهي تتخللها معاناة وأحزان وأشياء كثيرة. سأتناول جزءاً منها كي لا يُصاب القاريء بالضجر.

توجد غرفة صغيرة في الجهة اليسرى من القاعتين كُتِبَ عليها كلمة ” جايخانة”. لهذا المكان خصوصية وأهمية قد لا يتصورها الإنسان الذي لم ” تتوفر له فرصة العيش في هذا العالم الذي نتحدثُ عنه الآن”. الشخص المختار لهذا المكان له مركز مرموق وشخصية مخيفة ونفوذ قد يصل إلى نفس نفوذ الأرشد العراقي. مثلاً ــ له حصة إضافية من الرز أي قدح آخر بينما أنا والآخرين نحصل على قدح واحد فقط من الرز المطبوخ. ـ هو يستطيع الحصول على ماء حار في أية لحظة باعتبار أن ” البر يمز” قريب منه ويستطيع أن يأخذ ماء حار من ماء الشاي في أي وقت يكون هو في حاجة إلى الماء الحار. نحن نحصل على ” سطل” ماء حار كل أسبوع للاستحمام بينما هو يحصل على ـ سطل ماء حار متى شاء. إذا جاءت فضلات من طعام الجنود فأنهم يعطونها إلى مسؤول الجايخانه وله حق التصرف بها حسب ما يراهُ مناسباً .

يستطيع الدخول إلى غرفة الجنود في أي وقت يشاء باعتباره الرجل الوحيد الذي لديه صلاحية الدخول إلى غرفة الجنود الساكنين معنا في نفس المعسكر. مع هذا يجب الاعتراف هنا أن صاحب الجايخانه يتعب كثيراً ولو أن شخصاً ما عرض علي هذا ” المنصب ” لما قبلته مهما كانت المغريات. ينبغي عليه أن ينهض في الساعة الثالثة صباحاً كل يوم ويعمل الشاي ويبقى ينظف الأواني الخاصة بالشاي أي القدور إلى وقت متأخر . مع ذلك يُعتبر هذا المنصب مهماً ولهذا السبب فأن الكثيرون يحاولون الحصول عليه. من الجدير بالذكر أنه خلال كتابة هذه الأوراق كانت هناك أفكار وحكايات تتهافت على ذاكرتي بلا انقطاع لدرجة أنني لم أعد أعرف أيهما تكون الأولى للتدوين ولكن سأكتفي ببعضٍ منها كنموذج.

من الأشياء التي لايمكن نسيانها أبداً والتي خطت لها نقوشاً في ذاكرتي قضية ” الخبز اليابس”، وهذا ما كان يحدث باستمرار. سأذكر حادثة واحدة تعوض عن بقية الحكايات . كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً وهواء الصباح بارد جداً في قبور الأحياء. كنتُ أسير مع المهندس عبدالله في المساحة المخصصة للبؤساء أمثالنا. دون سابق إنذار صرخ الأرشد العراقي بأنه في حاجةٍ إلى عشرين شخصاً للذهاب إلى خارج المعسكر لغرض جمع القاذورات والفضلات خارج الأسلاك ــ أي خارج المعسكر الذي نسكن فيه. وتقافز الرجال كل واحد يحاول أن يسجل اسمه في الورقة الصغيرة التي كان الأرشد العراقي يحملها في يدهِ. توقف عبدالله وهو يقول لي” لماذا لا تذهب معهم فقد يرزقنا الله عن طريقك؟”.أسرعتُ صوب الأرشد العراقي وسجلت اسمي مع العاملين خارج المعسكر. تجمعنا أمام الباب الحديدي للمعسكر ووقف عدد من الجنود وهم يحملون رشاشات في أيديهم. حينما اكتمل العدد سرنا كالقطيع المرهق في صحراءٍ جرداءٍ خالية من أي شيءٍ أخضر.

كان الهواء البارد يلفح وجهي بسياطهِ التي لا تعرف الرحمة. بالنسبةِ لي كانت هذه التجربة جديدة تماماً. لم أسير خلف الأسلاك الشائكة منذ أن وطأت قدماي هذه الأرض. تطلعتُ إلى الوراء فشاهدت الرجال لا زالوا يسيرون داخل المعسكر جماعاتٍ وفرادى. شاهدتُ شيئاً غريباً مع السائرين نحو القاذوراتِ . كل واحد منهم كان يحمل قطعة من القماش وقد خيطها على شكل كيس كبير. تساءلتُ مع نفسي عن سبب حملهم لكل هذه الأكياس؟ فجأةً حدثت دمدمة وأصوات بين السائرين نحو المجهول. تعالت الأصوات وبدأ كل واحد يُخرج كيسهُ. تعجبتُ لتلك الفوضى التي حدثت دون توقع. من بعيد بانت أكوام من مختلف الأشياء. حينما أصبحنا على مسافة 50 متراً أو أقل من أكوام القاذورات ركضوا جميعاً كأنهم يركضون نحو شيء نفيس. ركضتُ معهم بأقصى سرعة كي استكشف الشيء الثمين.

الغريب أن كل الجنود راحوا يركضون معنا دون أن يتفوه أي واحد منهم بأي شيء.عندما أصبحت المسافة لا تزيد على عشرة أمتار ازدادت سرعة الركض بشكل هستيري وكأنها المعركة الأخيرة للوصول إلى الهدف. هجم البؤساء على كومة ٍ من القاذورات وفضلات الطعام الفاسد الملقى هنا وهناك من مختلف المعسكرات.أطنان من الخبز اليابس المنقوع بالمرق وقطع من الطماطم المرعبة المنظر والباذنجان الفاسد والبصل الأسود وملايين من الذباب المتجمع فوقها. شعرتُ بالقرف من ذلك المنظر البشع. لم أتصور أن هذا هو حال الجندي العراقي . تراجعتُ إلى الوراء قليلاً لقد أصابتني صدمة كبيرة. كان الرجال يجمعون الخبز الجاف فقط ويملئون أكياسهم بسعادةٍ غامرة. صرخ في وجهي أحد البؤساء” لماذا أنت واقفٌ هكذا؟ خذ ما تشاء من الخبز”. نظرتُ إليهِ وكأنني أعيشُ كابوساً مرعباً. أيُّ خبزٍ هذا الذي يتحدثُ عنهُ ؟ ومع ذلك وبترددٍ شديد بدأتُ أنتقي قطعاً صغيرةً من الخبز الجاف بعد تنظيفها من القاذورات العالقة فيها من كلِ حَدْبٍ وصوب إلى أن جمعتُ ما يكفي لمليء ثلاثة جيوب.

صرخ الجندي بصوتٍ مرتفع ” هذا يكفي”. ترك الرجال أكياسهم جانباً وراحوا يتناوبون على مليء الشاحنة العسكرية التي كانت واقفة كتنين ٍ كسول. وجاء دوري ورحتُ أعمل بجدٍ وغضبٍ من كلِ شيء يحيط بي. بعد أن تمت العملية المرهقة تحركت الشاحنة إلى مكانٍ مجهول بالنسبةِ لنا جميعاً. عدنا في صفٍ منتظم والجنود يُحيطون بنا كأننا ذاهبين إلى حتفنا الأخير. كانت الأصوات الصادرة من أفواه البؤساء تصل إلى مسامعي كأنها همساتٌ لا مبالية في جوٍ غائم. كانوا فرحين جداً بذلك الحصاد الوهمي إن صح التعبير. لم أشعر بمثلِ سعادتهم أبداً. شعرتُ بالحزن الشديد لأنني لم أحملُ أكياساً ً مثلهم. ماذا سأقول للصديق عبدالله الذي كان ينتظرني بفارغ الصبر لأنه كان جائعاً على الدوام. هو شاب طويل أحببتُ صحبته من اللحظة التي جلستُ فيها معه لأول مرة. ساعدني في مواقف كثيرة. متدين من الدرجةِ الأولى. كان يقول لي بأن حلمه الوحيد في ذلك المكان هو أن يشبع يوماً ما. كان من أغنى الموجودين في كل المعسكرات ويملك أموالاً طائلة ولكنه لا يستطيع أن يشتري رغيفاً من الخبز( وهذه القضية حكاية بحد ذاتها ).

كان يخفي في لباسهِ الداخلي قطعاً حقيقية من الذهب الخالص ــ ليرات ذهبية ــ كان قد أدخلها معه حينما دخل هذه البلاد. صادر الجنود قسماً منها وسلم القسم الآخر إلى السلطات في ذلك الوقت مقابل وصل رسمي بالاستلام.أخبرته السلطات أنه يستطيع استرجاعها عندما يخرج من السجن يوماً ما. كان لا يُفكر إلا في السفر إلى إيطاليا حيث تنتظرهُ خطيبته التي سافرت مع والدها للدراسة. سرنا بانتظام نحو المعسكر الذي نسكن فيه. كلما إقتربنا من المكان كلما صار قلبي يخفق بشدة أكثر. وقفنا عند المدخل الرئيسي للمعسكر وكل واحد منا يحتفظ بكنزهِ الثمين . أكياساً مُلأِتْ بالخبز الجاف.انتظرنا أمام الباب الكبير لكي يجري علينا الجندي عملية التعداد للتأكد من إكتمال عددنا وتفتيشنا تفتيشاً دقيقاً. بدأ القلق يعزف ألحانهُ المرعبة فوق الوجوه الصفراء من شدة الجوع. صاح الجندي المسؤول عن الباب بصوتٍ مرعب ومزاج حاد ” اتركوا أمتعتكم هناك عند الطرف الأخر من الجدار. لا يُسمح لأي شخص بإدخال أي شيء مهما كان نوعه”. بدأ المساكين يتذمرون ويتوسلون اليهِ أن يسمح لهم بإدخال الخبز الجاف فقط بَيْدَ أنه كان عنيداً جداً وكأنه قد فقد السمع والرحمة في آنٍ واحد. طفق المساكين يضعون أكياسهم المليئة بالحاجيات كالخبز الجاف وفضلات الطماطم النتنة وبعض العلب المعدنية الفارغة التي سيستفادون منها في مناسباتٍ لا تُعد ولا تحصى. كل أسيرٍ راح ينظر إلى كيسهِ ويتنهد بحسرةٍ وحزنٍ شديدين.

تراجعتُ إلى الوراء قليلاً كي لا أرى الطريقة الوحشية التي كان الجندي يتبعها في تفتيش الأجساد المرتعشة من البرد والقلقِ في آنٍ واحد. وضعتُ يدي في جيبي وتحسستُ كمية الخبز القليلة وقلتُ مع نفسي” لن أتخلص منها إلا بعد أن تنفذ كافة السبل في إقناع الجندي المتحجر القلب.”من خلف الأسلاك الشائكة شاهدتُ عبدالله ينظر إليّ من بعيد وكأن لسان حالهِ يقول ” هل جلبتَ شيئاً ما ؟” لقد كنتُ محرجاً منه لدرجة الموت. الحقيقة أنني لا أستطيع أن أضع قطعة صغيرة من ذلك الخبز في فمي لو شعرتُ بالهلاك. كان منظر الذباب والديدان والحشرات الصغيرة يبعثُ في قلبي شعوراً من التقزز والغثيان. تقدم الشخص الواقف أمامي لغرض تفتيشهُ من قبل الجندي. أصبحتُ الأخير في الطابور الكبير.

الحقيقة أنا أردتُ أن أكون الأخير في ذلك الطابور لأن الخبرة الطويلة في التفتيش في ذلك المعسكر منحتني خبرة في هذا المجال. أثناء التفتيش تكون العشرة الأولى أو العشرين الضحية الكبرى للجندي الذي يجري عملية التفتيش لأنه يكون متحمساً للعثور على أي شيء. بعد فترة من الزمن يبدأ الملل يدب إليه ، من هنا يبدأ بالتهاون ويحاول إنهاء التفتيش بأسرع وقت. راهنتُ على عملية الملل التي قد تساهم في تقديم العون لي . كان جميع البؤساء قد دخلوا من خلال البوابةِ الكبيرة وبقيت الوحيد مع ذلك الجندي. لم أُخرج قطع الخبز الجاف من جيبي. فتحتُ الجيب وقلتُ بنفس اللغة التي يتكلمها ” كانت لغتي قد تطورت نوعاً ما لدرجة أنني أستطيع من خلالها التفاهم مع الشخص المقابل”ـــ قلتُ بحماسة مطلقة ” أيها السيد أنا لا أملكُ إلا هذا الخبز القليل وأنا جائع جداً أرجوك أن تسمح لي بالاحتفاظ به في سبيل الله.”

يتبع……