22 ديسمبر، 2024 1:45 م

جحيم أسمه العراق ..

جحيم أسمه العراق ..

حقيقة لا أعلم سبب إرتفاع حرارة الصيف اللاهب لهذه الدرجة غير المسبوقة طيلة تاريخ العراق ، بحيث عُدّ هذا البلد أحر منطقة في العالم ، فلا الموقع الجغرافي يسمح بذلك كونه يقع في نصف الكرة الشمالي وشمال خط الأستواء ، ولا أعلم سبب إنخفاض درجة الحرارة عند تركك للبلد لجميع الإتجاهات ، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، والغريب أن جغرافية درجات الحرارة المرتفعة ، والتي لا يتحملها حتى الحيوان ، محصورة داخل حدود هذه البلد المبتلى بكل شيء ، علما أن خارطة البلد قد وضعها بشر ، فلا علم الجغرافيا المناخية تسعفني في فهم تبريرات إرتفاع درجة الحرارة ، ولا علم فيزياء المناخ !.

هل هو بسبب الجفاف الذي مارسته علينا دول المنابع المائية ، والتي طالما إبتزّتنا دون أي رد فعل من “الدبلوماسية العراقية” المشلولة ، والتي في جعبتها الكثير من الأسلحة ، وأحد هذه الأسلحة هو مقاطعتها تجاريا على الأقل ، هل بسبب تجريف المناطق الخضراء من قبل طفيليات الحكومة لبناء المولات والمجمعات السكنية التي تفوق اسعارها أسعار مجمعات دبي و(بيفرلي هيلز) ؟!، هل هو غضب رباني إجتاحنا ، نحن الذين ندعوا (اللهم لا تحاسبنا بما فعل السّفهاء منّا) !؟ .

(غوغل) يبرر ذلك إن البلد واقع تحت منخفض جوي “مزمن” ، بحيث تهرع إلينا كل الرياح المسمومة في العالم ، سبحان الله ، كالغزاة وما جلبوا علينا من سياسيين !.

بقي أن تهتم “الدولة” بالطاقة الكهربائية كأولوية قصوى ، إن كان أمر المواطن يهمها ! ، لكن هذا لم يحصل منذ أكثر ن عشرين عاما ، لا شيء سوى النهب المنظم والهدر المستمر على هذا القطاع ، بحيث أن الأموال المهدورة على هذا القطاع يعادل بناء 100 برج شبيه ببرج خليفة ! ، لكن دون أن تستقر الطاقة أوتتقلص إنقطاعاتها ! ، والناس المبتلية بعطل ما كإنفجار محولة أو خط نقل ، هي التي تدفع ثمنه ! .

هكذا وضعتنا الحكومة تحت رحمة مافيا المولدات الأهلية والتي تزيد من تلوث الجو ، وطاقتها غير مستقرة وغير كافية لتشغيل كل أحمال المنزل لأنها باهظة الثمن وهذا ما كان ينقص الميزانية المالية المتواضعة ، بالرغم من الأجورالباهضة للكهرباء (الوطنية جدا) ، بحيث أن سعر الطاقة قد يكلف راتب تقاعدي كامل رغم تردّي هذه الخدمة ! ، فالفولتية تتراوح بين 170 إلى 260 فولت ، وكلتا هاتين القيمتين مضرة بالأحمال المنزلية ، وهي مثل سائر الخدمات الأخرى ، وكنا نقول ، حسنا ، نستجير من الرمضاء بالنار ، بتشغيل (المبردات) التي ترفع درجة الضيق إلى السقف كونها تأتي بالرطوبة أيضا ، وتقوم بسحب أنواع الروائح والدخان الناتج عن حرق الأزبال في مناطق الطمر (اللاصحي) ! ، خصوصا في بغداد الجديدة ، والتي تسبب الإختناق وأنت في عقر دارك ، ولا تستطيع إطفاء المبردة لأن البيت سيتحول إلى جحيم ! ، ولدينا وزارة للبيئة !!! .

 عندها لا أملك إلا أن أقلّب طرفي في سماء رمادية بلا نجوم ، يكللها الدخان ، شاكيا لله ظلم الظالمين ، داعيا إياه أن يستضيفهم في جهنم ! .

فإلى أين نلتفت ؟ ، إلى غلاء الأسعار في السوق ، أم أسعار البنزين التي حرقت قلوبنا على غرار مقولة أحد الكتّاب القدماء الذي كتب في الماضي (تسعيرتكم للشلغم أثلجت صدورنا) ، في إشارة إلى التخبط الإقتصادي في العهد الملكي ، والذي لا يُقارَن بما نحن عليه الآن ، أم خدمة الماء المتردية ، أم الغرامات والمعاملات المرورية التي ترقى إلى درجة الكفر الصريح ! ، وغيرها من الضرائب .

وأعود فأقول (إلهي رحمة نرجوها منك لا من البشر ، فالبلد لا يسيّره إلا الله ، لا عبد الله ، ربّنا لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا) !.