23 ديسمبر، 2024 12:54 م

جثث العراق المجهولة وصورة كلب روما ..مقارنة بين إنسانيتين !!

جثث العراق المجهولة وصورة كلب روما ..مقارنة بين إنسانيتين !!

هل نحن إنسانيون ومثاليون  وأخلاقيون وعاطفيون وآدميون نحترم  الحياة ونقدسها ونتحرك  للحفاظ  عليها  واقعا ، أم مجرد – حجي جرايد  – لا تصلح سوى لتنظيف  زجاج النوافذ المتسخة على الدوام بسبب العواصف الترابية من جراء التصحر وتناول الأطعمة الفاسدة ولحوم الحمير النافقة  المحلية منها والمستوردة  فوقها  ؟ سؤال أوجهه بلا تردد الى أصحاب العمائم البيضاء والسوداء على سواء ، الكبيرة منها والصغيرة ،تلك  التي تجيد التحدث بالعربية  الفصحى أو التي  – تحجي مكسر-  برغم ألفية ابن مالك وقطر الندى والأجرومية ولِسان العرَب لأبن المنظور ومُغني اللبيب، لابن هِشام،  والنحو الوافي  وبقية كتب الصرف والمعاني والبيان ونهج البلاغة التي تزعم حفظها عن ظهر قلب وإن كنت أشكك في ذلك ودليلي – انتي شدكولين ابو سعد  ؟!- ، الى أصحاب الفينات  أو – القلم أبو المساحة بخرقتيها الخضراء أو الصفراء – كما يطلق عليهم البغادة ، الى ذوي القبعات والكوفيات والعقل والبيريات والكاسكيتات   والخوذات وووو الشعر المسبسب والقزع والسبايكي ؟بكل ثقة  أؤكد بأننا لسنا انسانيين  ولا .. بطيييخ !
ثماني سنين وأنا  أحرر  يوميا وعلى مدار الساعة بحكم عملي الصحفي  في وكالات الأنباء و الصحف والمجلات أخبارا تخفت تارة وتشتد أخرى وبالأخص عقب التفجيرات الإجرامية تفيد بالعثور على جثث مجهولة الهوية مرمية على قارعة الطرق أو قرب مكبات النفايات !! لماذا جميع الجثث المصابة بطلق ناري في الرأس والصدر مجهولة وليس بينها  جثة واحدة معلومة الهوية  ؟ الجواب بكل نزاهة وشفافية  و” كونفوشيوسية” لأن القتلة  حريصون كل الحرص على سرقة محفظاتها  الشخصية بما تحمله من أموال  وهويات ومستندات إضافة الى سرقة الموبايلات الخاصة بها وساعاتها وخواتمها ومخشلاتها الذهبية – ان كانت لنساء مغدورات وما أكثرهن اليوم –  ومن ثم إلقاء الجثث – هب بياض – بغية  الإمعان في تعذيب  ذويها   وإرغامهم على البحث عنها طويلا من دون جدوى في أغلب الأحيان ، او  دفع 40 الف دينار لتسلمها من الطب العدلي في  حال العثور او   التعرف عليها لاحقا بعلامة فارقة قبل انتفاخها وتفسخها تحت أشعة الشمس اللاهبة !! بعض الجثث يتم تسلمها او العثور عليها بلا كلى ولا  قرنيات وربما بلا قلوب ولا أكباد ايضا خدمة للصالح العام ومباركة لجرائم الإتجار بالأعضاء والبشر  !!
اليوم إلتقطت عدسة الإعلامي العراقي المبدع ، ليث مشتاق ، تلك الكفاءة التي حرص العراق كعادته على فقدانها وخسارتها كونه بلدا  طاردا  للكفاءات والخبرات والطاقات  والمواهب والعقول لينضم الى سلسلة طويلة  من المبدعين  في بلاد المهجر فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ، أقول لقد إلتقطت عدسة  مشتاق القناصة صورة لجثة كلب قفز من إحدى البنايات ومات في زقاق”  فيا ديلا كوتشي ” أحد  الأزقة التراثية العريقة في العاصمة الإيطالية  روما  و نشرها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الأجتماعي فيس بوك ، مضيفا ان ” جثة الكلب الإيطالي  ، ووريت عن الأنظار سريعا  بغطاء أبيض تبرع به أحد أصحاب المطاعم المجاورة إحتراما لها – أليست نفسا ..أليست كائنا حيا   ..أليست كبدا رطبة وفي كل كبد رطبة خير ؟ –  فيما تجمهر السياح  الأجانب وأبناء الحي   حولها تبدو على وجوههم علامات الأسى والحزن الشديد والكل يتساءل عن أسباب هذا السقوط المفجع الذي أزهق روحا خلقها الله تعالى وأبدع  صنعها ، أين مالك  البناية ؟ أين صاحب   الشقة ؟ أين مربي  الكلب ؟ ماهي إجراءات السلامة التي سيتم إتخاذها مستقبلا  للحيلولة من دون سقوط كلاب أخرى ليواجهوا ذات المصير المحزن   ؟ من المسؤول عن مصرع الكلب المسكين وتعرضه لمثل هذه الميتة العنيفة ؟ !!انسانية حقة نفتقدها ولا نروج لها ولا نثقف بها والنتيجة  أكثر من 70 فصيلا مسلحا من غير – الطايفات – لا يدري مغدورهم  لأي  شيء قتل  ولا قاتلهم فيم قتل  !!صورة “كلب  روما ” التي حظيت  بذلكم   الاحترام الإنساني الذي نفتقر إليه  إستدعت الى ذاكرتي الحبلى الاف المناظر المقززة والصور البشعة لجثث  مجهولة الهوية زرعت شوارع العاصمة بغداد وازقتها بجانبيها الكرخ والرصافة بعضها لعلماء واساتذة جامعات وخبراء ووجهاء وفقهاء وضباط وطياريين وإعلاميين  وبعضها لعوام الناس ،  آخرها ما تم العثور عليها في منطقة الشعب  قبل أيام وكانت جميعها مقيدة الأيدي  تبدو عليها  آثار طلقات نارية في منطقة الرأس، وإن كنت أنسى فلن أنسى ما حييت تلك الجثث التي كانت تنهشها الكلاب السائبة التي أدمنت من جرائها  اللحم البشري من دون ان يكلف أحدنا مواراتها الثرى – وإكرام الميت دفنه –  أو نقلها  على الأقل الى دائرة الطب العدلي الذي شهد بين 2006- 2007  إختطاف ذوي المغدورين ممن جاؤوا لتسلم جثامين ابنائهم من أمام ابوابه  ليلقوا ذات المصير المفجع ايضا ، واذكر ان احدى الجثث كانت مرمية على طريق يؤدي الى إحدى محطات تعبئة الوقود  غربي  بغداد بالتزامن مع  إحدى الأزمات المفتعلة عام 2009 قبل بيع النفط العراقي – شلع قلع – الى الشركات الاحتكارية ضمن جولة التراخيص  لتختفي بعدها الأزمة  كليا وبلمح البصر حيث كان طابور السيارات الطويل حين يصل الى الجثة يميل يسارا لتجاوزها ثم يعود الى اليمين بكل – أنسنة سيطلقها المارد المعنوي ولاشك  متى ما خرج من القمقم من فيطي – لينتظم في الطابورثانية  – كبر لفكم ولف انسانيتكم الورقية –   .
نسخة أبعثها الى سفاح السدة ، السماك ” ابو درع ” الذي ظهر قبل أيام فجأة من اللامكان بطلته المشؤومة التي تفوح منها رائحة الدماء والدريلات التي كان احد ابطالها ايام الطائفية وهو يتباكى على شهداء الكرادة المنكوبين ممن  يطالب أهلها يسحب لافتات الأحزاب والكتل السياسية من المنطقة فورا وإجراء  تحقيق دولي  شامل لكشف ملابسات الجريمة الغامضة  والمروعة لسببين : الأول ان كل المبررات التي سيقت حتى الآن لتسويف الجريمة  الفسفورية البيضاء ، النابالمية  الصفراء ، السيفورية الحمراء ، غير منطقية بالمرة   وثانيها ان شكوكا تحوم وبقوة حول بعض المتباكين على الجريمة إعلاميا  بأنهم هم من يقفون  خلفها وبالأخص ان ” كاميرا  مراقبة واحدة من بين عشرات  الكاميرات المنصوبة في معظم المحال القريبة  لم تصور ما حدث لحظة التفجير،  وان التفجير وعلى غير العادة لم يترك خلفه أثرا ولا حفرة تذكر على غير العادة  إضافة الى إختفاء بعض جرحى الحادث الأليم  بعد خروجهم منه سالمين واتصالهم بذويهم والى يومنا هذا ، وظهور سيارات إسعاف تحمل أرقاما لا تعود الى وزارة الصحة سبقت بقدرة قادر سيارات الإطفاء التي تأخرت بسبب الزحام وغلق الشوارع وإن شارع الكرادة قد تم فتحه  بعد ان كان مغلقا قبل عشر دقائق فقط من التفجير ، ووجود إطلاقات نارية في بعض الجثث المحترقة ، والأهم  هو تشابه المواد الفسفورية  التي استخدمت  في تفجيرات – مرقد سيد محمد –  بقضاء بلد مع  مواد تفجير الكرادة وان إجراءات الدفاع المدني في كلا الجريمتين كانت غير فعالة بحسب رئاسة  اللجنة الأمنية البرلمانية  ، نسخة أخرى  من الصورة ابعث بها الى بقية الآباء والأمهات المؤسسين  والمؤسسات للجماعات والفصائل والميليشيات المسلحة  التي تعمل خارج إطار الحكومة  ، فهل أنتم انسانيون  وأخلاقيون ومتدينيون وديمقراطيون وعقائديون كما تزعمون ؟ صورة كلب روما الأنسانية المغطاة  لوحدها تقول لكم ..لا والف لا  ! فأن كان لكم رأي آخر في أخطر بلد في العالم بحسب موقع (هاوستاف وورك)، المتخصص بتقديم الاستشارات العالمية، على وفق  معايير (دليل السلام العالمي) الذي يضم 144 بلدا بحصيلة نهائية تمثلت بمقتل 662 عراقياً وإصابة 1457 آخرين جراء أعمال العنف والنزاع المسلح خلال حزيران الماضي فقط على وفق تقرير – يونامي – فهلموا واثبتوا لنا بأن مزيدا  من الجثث البشرية البريئة والدماء المعصومة فضلا عن الكائنات الحية لن  تسفك بأياديكم  الملطخة ولن تشاهد بعد اليوم مرمية  على قارعة الطرق مهانة بخلاف كلب روما المعزز ، قبل أن يلعنكم الله ومن ثم التأريخ والبشرية جمعاء  وهي   تردد قوله تعالى في  محكم  التنزيل  : ” وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، وقوله صلى الله عليه وسلم : ” لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق”. اودعناكم اغاتي