في الخربةِ التي جنب داري وضعت الكلبة الملساء جراءها الخمسه تحممت مزهوةً بمياة المستنقع الذي تكون من فيض مياه الصرف الصحي في حَيّنا الشعبي وملئَت ازقته الترابية التي حُفرت هي الاخرى بحفارات عمال شركة ادعت صيانتها لشبكة الصرف الصحي.
كانت افق ابنتي الصغرى اكثر اطفال الحي عرضةً لملاحقة ذباب المستنقع كلما خرجت في نزهة استطلاعية لاستكشافه.
تسمرت في مكانها وهي تصغي لانين الجراء تحت بطن امها وهي تلثمُ حُلَمَ اثداءها.
طلبت واحدا منها بان نصحبه الى دارنا.
انها قذره ومريضه ،،،،
اني ساعتني به ردت على كلامي لها.
لايمكن ان تنظف،،،،،،
انهاكلاب،،،،،،
الم ترّ انها تسبح في مياه المستنقع القذره،،،،،
لم يكن كلامي مقنعا لها بدأت بالبكاء وتحول بكاءها الى صراخٍ .
تجمع الاطفال حولها محاولين اقناعها دون جدوى.
من نهاية الزقاق صدرت صرخةٌ مدويه مَلَئَته
كلب ….كلب… كلب
ارتد الكلبُ مذعورا على اعقابه
اراد حرسهِ ان ينالوا من المنادي
لولا تدارك المارة للموقف.
ركب سيارته الحديثه الانيقه محاطا ببطانته .
عبر زجاجها كان يرى هتافات للجماهير التي تابعت موكبه الفخم.
خفض قليلا من زجاج النافذه، ليسمع هتافات تمجد بحياته.
وليسمع من خلالها
كلب،،،كلب،،،كلب،،،
اغلق الزجاج بعصبيةٍ واشار للسائق ان يغير وجهته.
لازالت الاصوات تصل الى مسامعه
كلب،،،،،
بدا الذعر يسري في اوصاله المنتفخه . .
الاصوات تتضخم في مسامعه
في كل زاويةٍ من قصره.
اغلق اذنيه بقطع من القطن دون فائدة
احس ان رَبَطةْ العنقِ حبلَ مِشنقةٍ يلتف حول رقبته رمى بها ارضاً.
رمى ببدلته (السموكن) لتلحق بالربطة.
صم اذنيه بِكلى يديه لم تنجح محاولاته .
ليل حالك يطبق عليه .
تصور ان زحفا من الجماهير التي هتفت لحياته يتجه نحو االقصر.
امر حراسه بغلق الابواب والنوافذ والانتشار بكل الشوارع التي تؤدي الى قصره.
من البعيد كان نباح الكلاب يتهادى لمسامعه.
استفز حيوانيته وشهوته.
تذكر ان لولده الصغير قناع لوجه كلب.
ارتدى ذلك القناع وحاول تقليد الكلاب في عواءها وحركتها.
حَدَثَ نفسه كان ينقصه الذَنَب.
لايهم ،،
زحف على قوائمه الاربعه متجها الى الخارج.
عند ركن الشارع كانت مجموعة من الكلاب تتزاحم على اكوام القمامة.
وعند بوابات البيوت كان بعضها يحرس اصحابه.
زحف نحو المجموعة التي تدور حول اكوام القمامة.
احاطت به الكلاب
واشتد نباحها
حاول ان يقلد اصواتهاوحركاتها
عند اول خيوط الفجر عَثَرَ
عمال النظافةَ على جثة كلبٍ مهم
