هناك حملة عنيفة وشرسة ضد القرار التي إتخذه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بإلتزام العراق بالعقوبات الامريکية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنطلاقا من مصلحة الشعب العراقي، هذه الحملة تقودها الميليشيات العراقية التابعة لإيران الى جانب وسائل الاعلام الرسمية الايرانية ولاسيما تلك التابعة للحرس الثوري وتصريحات متفرقة تظهر هناك وهناك کرد فعل على ذلك القرار ومن ضمنها مطالبة نائب رئيس البرلمان الايراني العراق بدفع 11 ألف مليار دولار کتعويضات عن الحرب.
هذه الحملة الشرسة التي تقودها في الحقيقة الحرس الثوري الايراني، بإعتباره”مالك”الميليشيات العراقية”الشرعي” الى جانب إن معظم وسائل الاعلام التي تقود هذه الءملة تابعة له، يمکن إعتبارها تجسد مدى تأثير إنغلاق العراق على النظام الايراني، فقد صار العراق ومنذ الاحتلال الامريکي للعراق بمثابة الشريان الابهر لهذا النظام حيث ساهم وبصورة رئيسية ومباشرة في إنقاذه من الکثير من المشاکل وفي مقدمتها الحصار والعقوبات التي کانت مفروضة عليه في عهد أوباما، حيث إن تواطٶ حکومة نوري المالکي مع النظام الايراني وعلى حساب مصلحة الشعب العراقي، قد ساهم في إفراغ تلك العقوبات من التأثيرات المنتظرة لها.
اليوم، وعندما يتم غلق العراق کمتنفس إقتصادي لهذا النظام المثير للمشاکل والفتن والذي يقف خلف معظم الاوضاع السيئة التي يعاني منها العراق، فإن البکاء والنحيب من جانب النظام الايراني وعملائه الى جانب التهديدات الوقحة من قبلهم، دليل على مدى الاهمية الاستراتيجية للعراق بالنسبة لهم في محنهم وأوقاتهم الصعبة، ولاغرو من إن الامور لاتقف عند هذا الحد، إذ سيسعى النظام للتصعيد والتدخل بصورة عملية بطرق مختلفة تضر بالامن والاستقرار في البلاد قبل کل شئ، وإن المطلوب برأينا أن لايجري السکوت وإلتزام الصمت على مٶامرات المخططات المشبوهة للنظام الايراني والتي قد يقدم على تنفيذها ضد العراق ويجب کشفها وفضحه وعدم الخضوع للتهديدات وهناك ألف طريقة وطريقة لذلك، إذ لايجب أبدا إعادة سيناريو عهد أوباما وجعل العراق”خان جغان”بالنسبة للنظام الايراني.
إقفال وإغلاق الاراضي والاجواء العراقية بوجه هذا النظام المشبوه والذي آذى العراق أکثر من أي طرف آخر، الى جانب کونه واجب وطني صميمي لابد منه، فإنه بالاضافة الى ذلك موقف إنساني داعم ومٶيد لنضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل التخلص من هذا النظام القمعي الاستبدادي الذي يعاني الشعب منه منذ 4 عقود، ويسعى مع المقاومة الايرانية للعمل من أجل إسقاطه کي يتنفس الصعداء ويعيش عيشة إعتيادية حاله حال شعوب العالم کله.