کثيرة و متباينة هي المشاکل التي تواجهها شعوب و دول المنطقة لکن من الواضح جدا إن أهمها و أکثرها خطورة و جدية هما مشکلتي التطرف الديني و الارهاب اللتين تظهر تأثيراتها السلبية على عموم الاوضاع و الامور في المنطقة ولذلك فإنهما بمثابة أکبر تهديدين جديين للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و هناك مايتطلب جهدا إستثنائيا من أجل مواجهتهما و درء خطرهما.
التطرف الديني الذي هو بمثابة أساس و قاعدة الارهاب، صار معروفا للمنطقة بشکل بصورة خاصة بإن بٶرته و المهد الذي إنطلق منه بإتجاه دول المنطقة و العالم کان ولايزال النظام الديني المتطرف في إيران و الذي وجد في مسألتي قمع و إضطهاد الشعب الايراني من جانب و تصدير التطرف الديني و الارهاب للمنطقة من جانب آخر، بمثابة الرکيزتين الاساسيتين اللتين يقوم عليهما النظام، وإن الاحزاب و الميليشيات المتطرف المنتشرة في المنطقة او تلك التي تضدها و تعاکسها إنما هي حاصل تحصيل إفرازات النظام الديني المتطرف في طهران من أجل أن تکون في المنطقة حالة من الفلتان الامني و عدم الاستقرار حتى يتصيد في المياه العکرة و يحقق أهدافه المشبوهة.
التطرف الديني و الممارسات و الاساليب الارهابية المتبعة من أجل جعل أفکار و منطلقات التطرف الديني أمرا واقعا وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بحرية التعبير و حقوق الانسان و حقوق المرأة التي يستهدفها التطرف الديني، لايجب أبدا تجاهل خطره و التهديد الذي يمثله على الامن الاجتماعي لشعوب المنطقة، ولذلك فإنه وفي ضوء ماقد دعت إليه زعيمة العارضة الايرانية مريم رجوي بضرورة قيام جبهة من دول المنطقة و المقاومة الايرانية من أجل مواجهة التطرف الديني و الارهاب القادمين من طهران، فإنه من المهم و الملح أن يتم تقوية دعائم و رکائز جبهة مواجهة التطرف الديني و الارهاب هذه بإسنادها بعمق شعبي و ثقافي من أجل جعل جبهة المواجهة واسعة و محاصرة الفکر المتطرف المشٶوم هذا بثقافة شعبية ليس فقط تمنعها من التعشعش في بلدان المنطقة وانما تجتثها من جذورها و تحسم أمرها.
مقاومة و مواجهة التطرف الديني و القضاء عليه ليس بمهمة رسمية لدول المنطقة فقط بقدر ماهو أيضا واجب شعبي ثقافي بالغ الضرورة من أجل عدم السماح لفکر متخلف قرو وسطائي بأن يجد له موطئ قدم في الالفية الثالثة بعد الميلاد في دول المنطقة.