23 ديسمبر، 2024 2:57 م

“جبر” : هل أنا مواطن

“جبر” : هل أنا مواطن

“جبر” كاريزما الفقر والحرمان والأوجاع اخترناه ليكون شاهد على رحلت اللالالم والأوجاع والآهات المكتنزة بالمثل الدارج (جبر من…؟أمه لكبر)  قاعدة بيانات  “جبر” وحسب قاعدة البيانات يعيشضمن حدود الرقعة الجغرافية المستباحة ,  العارفون الراسخون في علم السياسة المرتبكة التي جرت البلاد الى ما لا يحمد عقباه والعلاقة الرخوة بين المواطن والسياسي فرضت معادلة قطبيها على طرفي نقيض الأول مجموعة موظفي الدولة وحسب الدستور يتمتعون بالمرتبات العالية جدا والادنى  والمخصصات والحوافز والأرباح والامتيازات  والايفادات وبعضهم يمتلك امتيازات لا نذكرها لكي “لا نخدش الحياء” طرف يمثلون الأقلية المتنفذه المحمية امنيا واقتصاديا(التقاعد), القطب الثاني  فقراء الضيم والقهر والجوع والحرمان والأوجاع والبطالة ولا يمتلكون” ألا ما رحم ربي”  وهم الأغلبية المعدمة المغلوب على أمرها المستباحة امنيا واقتصاديا مخرجات المعادلة فوضى وارتباك سياسي وامني وفساد مالي واداري وفقدان للعدالة والمتضرر الأكبر الأغلبية(جبر ومن لف لفه)
 أين يقع جبر من هذه الإرهاصاتهو عاطل ومعطل  يسكن في خربيه صفيح في قرية العشوائيات الواقعة على ضفاف مستنقع اشطيط  والمحاط بموقع الطمر الصحي للنفايات  أهم مصادر الدخل له ولمنطقه, متزوج وله حفنه من الأبناء والبنات اضطروا الى ترك الدراسة بسبب هدم مدرستهم الايله لسقوط ليلتحقوا بمدرسة جمعت فيها عدة مدارس”جبر” اصدر قرار بهجر الدراسة والانخراط بالأمية وعلم الأبناء نبش النفايات ليموت وهو مطمئن على مصير أولادة,  يحمل هوية الأحوال المدنية والشهادة  الخالية من الفسفورة  ويمتلك بطاقة تموينية بائسة لا يستلم الحصة الا عندما يسافر إلى قريته التي تركها على مغض وفي حنايا روحه شوق يتأجج الى عناق ارضها التي توارت يوم اجبر على الرحيل بسبب العوز خلف مناديل وداع الأحبة والجيران قريته التي احتضنت براءته ولعبت (الحنجيلة والبلبل حاح) مع ابناء القرية وحضن أمه الوفير الأمن ما كان يعلم بخفايا وغدر الزمن وعودت الشيطان من بلد الرومان ليعيش أيام سوداء كالحة يرتسم البؤس في مسكن من الصفيح بسقف متهاوي يفترش الأطفال الارض وليلتحفون السماء متوسدين هويتهم المتهالكة التي تثبت انتمائهم الى وطن يمتلك اكبر احتياطي من النفط في العالم وإيراداته السنوية تكفي لعيش أربعين مليون “جبر” عيشة الفرد الخليجي لو وزعت الثروة بعدالة وأنصاف” جبر”علاقته بالسياسيين الذي لا يراهم الا في مواسم الانتخابات رخوة شارك في الانتخابات والتصويت على الدستور بدافع الوطنية له خلفية ثقافية ويستمع إلى “إذاعة لندن ومونتي كارلو” أذا توفرت لدية القدرة على شراء بطاريات لراديو القديم , كان  حطباً لحروب رعناء لم يحترق بمشيئة الله  ليكون شاهد لحقبة ضن كالآخرين بأنها الخلاص والعبور الى بر الأمان  لكنه وجدها حالكة الظلام ممتلئ برائحة الموت ومؤطر بالأحزان والفقر والفساد دفع فاتورة العبور ليكون محطة تستخدم لقفزالى السلطة ,”جبر” مواطن صالح يدفع فاتورة الكهرباء والماء  لداره الصغير المؤجر ويوم تعرض لمرض وكبر السن اضطر ليسكن العشوائيات” مكان مستباح من البرد والحر والاعتداء والمهدد,كل المعطيات تشير بان” جبر”  يقع ضمن قطب المعادلة الثاني حسب تصنيف (النظرية المظلومقراطية) معذرة “جبر” أنت عراقي بس بالاسم .