جبرائيل هذا هو اسمي …ولدت في زمن غابر يسمى زمن الملوك في بلد هو اليوم يحمل معلما عظيما شيده مهندس بارع ذلك المعلم هو برج ايفل الذي اقيم بعد عدة قرون من رحيلي مثلما اصبحت بلادي معلما للحريات العامة اذ بزغت فيها نجوم الفلاسفة والادباء حاملي مشاعل الحرية ومن خطوا للإنسانية طريق المحبة والعدالة من خلال جهادهم في سبيل تحرير الانسان .
انا جبرائيل مونغوميري عشت في القرن الخامس عشر في فرنسا في عهد ملك كأغلب الملوك همهم مطامعهم وتأمين عيشهم الرغيد ,ملوك تملكهم الشهوات وتقودهم مطامعهم الشخصية او مطامع قوادهم او مطامع نسائهم او …..قلمي يخجل من قول المزيد.
الملك الظلوم اصابني بالشقاء طفلا إذ غيب والدي وجعلني اعيش اليتم بل اشد من هذا جعلني اعيش باسم غير اسمي حفاظا على حياتي.
جريمته النكراء هي سجن ابي وتغيبه لسنوات طوال ظل مدفنه خاويا من الجسد.
آه…ان تكون يتيما وابوك حي…ان تعيش بغير اسمك وتشب في بيت غير آبائك وتبلغ مرحلة الشباب وانت تجهل اصلك وفرعك …وتتساءل نفسك لماذا يجلك الاخرون ويطيعونك كأنك اميرهم وتجيب تساؤلك ,انهم يحبونك حب الاصدقاء ويطيعونك طاعة الجند للقائد اذ تعلمهم الفروسية وفنون القتال.
انا جبرائيل…كبرت في بيت مرضعتي(لويزا)الحانية الامينة وكانت لي بمنزلة الوالدة الحنون…اجل كوالدة حنون فقد وفت بوعودها وحفظت طفولتي . وبذلت لأجلي جهودا جبارة لتكون اما رؤوما اذ قدر الله تعالى لها ان تفقد ولدها الوحيد فاعتبرت تلك الفاجعة رسالة من السماء كي تضاعف حنانها ليتيم ابوه حي وزيادة في وقايتي من الاعداء ابلغت كل من كان لهم صلة بأن الذي توفاه الله هو(جبرائيل مونغوميري)الذي فقد والده بظروف غامضة وظل مدفنه في مدافن بيت (مونغوميري ) خاليا من الجسد.
آه ….لويزا ملاك من السماء تجسد في امرأة فقدت الزوج والولد واحتضنت طفولة يتيم فمحضته الحنان والرعاية والافاق والوقاية وقد كلفها ذلك الكثير.
وهي حفظت السر واستكملت عدة الاحاطة فبلغتني العهد اذ بلغت الثامنة عشرة وكانت تقسم علي ان لا اعرض نفسي للتهلكة وتبكي دما دموعها لتخبرني انها تعيش لأجلي ولو فقدتني ستفقد الحياة فانا بالنسبة لها كل الحياة. الولد والحياة ,الامل والمستقبل فمستقبلها المشرف في ان تراني بأبهى صورة وارفع مكان واقوى شكيمة ,هي تلهمني الصبر في الشدائد وتشير اليَّ بحكمة ان اجنب نفسي كل اذى .
هل كان يوم سعد اذ عرفت حقيقة نسبي واصلي وانتمائي الى شجرة العائلة النبيلة, غصن تفرع عن الشجرة فخر كبير ان اكون نبيلا سليل النبلاء ,مكانة مرموقة, انا لم اكن اعي حقيقة انتمائي لها لكني اليوم وانا في الثامنة عشر من العمر كانت لي فروضا اخرى هي صلتي بمن احب (ديانا) الفتاة البريئة الجميلة ذات الاثني عشر ربيعا والتي عقد الحب بيننا مذ كنت في الخامسة عشرة فهي ابنة معلمي واستاذي الذي علمني ودربني واحاطني بكل ما يمكن ان يحاط طفلا وصبيا وتلميذا وطالب. كان له الفضل بتربيتي اذ لم يكن لي اب يوجهني مثلما كان لمرضعتي لويزا الفضل في تربية (ديانا)اذ توفى الله تعالى امها وهي صغيرة برعايتها وتعليمها ما لا يمكن لأبيها ان يقوم به.
كأن السماء جمعتنا بحوادث متشابهة فهي يتيمة الام وانا يتم الاب وهكذا استكملت عائلتينا نصاب ديمومتها واستكمال اسباب الرعاية والحنان.
توجهت الى منزل استاذي مليئا بالسعادة وفي الطريق كنت ارسم الف لوحة لصور مختلفة ستكون عليها ديانا حبيبتي اذ اخبرها بحقيقة اصلي وانتمائي والون الف بسمة على شفتيها الجملتين وأضيف الف كلمة كل منها تتحدث عن لواعج الشوق والوداد وظننت انني سوف افاجئها بالفرح والسعادة التي احملها اليها من خلال معرفتها بما حباني الله تعالى به من نعمة….ولكن….ما كان يدور في خلدي انني سوف افاجأ بأمر هو اشد من العذاب واقسى من الالم اذ وجدتها هي الاخرى قد احاطها القدر بأمر هو الاخر يمت بصلة للنسب اذ علمت انها ليست ابنة استاذي انكران بل هي ربيبته اما والدها الحقيقي فهو الملك هنري الثاني واما امها فهي ديانا دي بواتيه .. ديانا دي بواتيه محظية الملك ومعشوقته التي تركت رضيعتها بالقرب من بيت انكران معلمي واستاذي وكان منه ان رباها كوالد حنون هو وزوجته اذ لم يرزقا بأولاد وحين توفيت زوجة انكران قامت على رعايتها مرضعتي ومربيتي (لويزا)..
للموضوع بقية