ليست الجماهير وقواها الوطنية وحدها مصابة بالخيبة من السيد عادل عبد المهدي بل حتى احزاب السلطة قد أحبطت منه .
مقالة السيد عبد المهدي ( اشكركم ….الشروط غير متوفرة ) والتي كتبها قبل اختياره مرشحا وحيدا لرئاسة مجلس الوزراء ، كانت بمنتهى الوضوح والتي أعطت انطباع للجميع بأنه رجل المرحلة الذي لديه العلاج المضمون للامراض المزمنة التي اصيب بها المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا وخصوصا بكونه دائم الكتابة والتحليل للوضع السياسي والاقتصادي وجذب اليه الكثير من المتابعين للساحة السياسية ، خصوصا انه قد شخص عدم امكانية الاصلاح بوجود ارادات لايمكن ضبطها او مواجهتها ؟
ماالذي حصل ؟ وكيف اقتنع ومن الذي اقنعه ، او بالضبط من الذي وعده واعطاه الضمانات وتحت اي مظلة يعمل وعلى اي قاعدة يستند ، لا احد يعرف .
الجماهير المتابعة للسيد عادل عبدالمهدي استبشرت واحزاب السلطة تهيبت منه وتوقعت منه الصرامة والحكمة بالاختيار وخصوصا عندما طرح منهاجه او برنامجه الاصلاحي ، لكن لغاية اللحظة لاشيء ، سوى فضاء تنعدم فيه الجاذبية يحلق فيه كل شيء ، الكفاءة والفساد والدواعش يحلقون سوية ، الكفاءة : هنالك وزراء يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة ، الفساد : هنالك وزير يبيع منصب مدير عام ، الدواعش : لهم ايضا نصيب بالكابينة الوزارية .
لابد من عبدالمهدي مكاشفة الجماهير بما يجري من تعثر واخفاق وتطالبه بالشفافية ، يبدو أنه مهتماً برفع (الكتل ) الكونكريتية اكثر من اهتمامه برفع (الكتل) السياسية التي تمارس عليه ضغوطات تسعى من خلالها لتحجيمه وأفشال مهمته ،رفع الكتل الكونكريتية مهمة تليق بقيادة العمليات او بأمانة بغداد اما ازالة تأثير الكتل السياسية وابعادها وعدم تدخلها هي المهمة الملحة و الرئيسية لرئيس مجلس الوزراء .
تتجسد قيادة احزاب السلطة بتحويل المحنة الى مكاسب وتتفاخر بها ، فهل احزاب السلطة والمؤسسة الدينية وعبدالمهدي غير قادرة على التخلص من المحن ، لو قلنا ان احزاب السلطة ارادت تسقيط الرجل عندما حملته مسؤولية ولم تعطه الصلاحية الكاملة ، ماذا ستستفاد من فشله فهي تقول له ( خبزه لاتثلم وباكة لاتحل واكل لما تشبع) ؟ ، لو قلنا ان المرجعية اختارت عبدالمهدي باعتباره مستقل هل تريد ان تثبت للجماهير انه لايمكن تقديم افضل مما قدمته احزاب السلطة طيلة ١٢ عام منذ تشكيل اول حكومة منتخبة حتى لو كان رئيس الوزراء مستقل ، الى اين تريد ان تصل بنا المرجعية ؟ او ربما وهذا نستبعده نحن تماما ان عبدالمهدي فاسد كان يلبس لباس الناسك أو انه العاجز واراد ان يلعب دور المقتدر بهذه وبتلك خدع الجميع ؟
يتبادر للذهن ان ( كاتب) السيناريو لحكومة عبد المهدي عاجز عن تكملة الجزء الاهم ، فهو محتار مابين انهاء دوره او منحه قوة الرجل الحديدي ، لابد من أكشن يشد الانتباه ويجعل لدور عبدالمهدي دور مؤثر ، هذه مهمة هوليودية بأمتياز فهل نحن على موعد مع فلم مكتمل السيناريو والاخراج والبطولة والكومبارس لكي يحصل على جائزة الاوسكار أم نحن على موعد مع فلم هزيل و فاشل .
لسان حالي يقول : جبتك ياعبد المهدي تهديني لكيتك تريدني أهديك