قبل الحديث عن خصخصة الكهرباء واثارة المشاكل مع المواطن الخائف من تسعيرة الكهرباء وبيعها عليه بسعر ليس بمقدوره شراءها وقضاء حاجته منها ، على الحكومة ان تعالج وتتحدث عن الفساد بقوة ، وعن شخصياته السياسية المسيطرة والنافذة في اعماق السلطة والحكم ، وعن الكم الهائل من المال والنفط والعملة الصعبة التي راحت الى الجيوب والى المنافع الحزبية والى العقارات الخاصة ، والى العلاقات الشخصية والترفيه والسفر والسهر في الفنادق لقضاء ليلي حمراء وخضراء ، راحت بلا خوف من قانون ولا خجل من شعب ولا اعتبار لادنى القيم الاخلاقية والشرعية ،راحت بلا حساب ولا كتاب ، قبل ان تتحدث الخصخصة ومدح عنوانها او شرح فوائدها ، عليك ان تقنع المواطن ان الفاسدين والسراق سيطأون عتبات المحاكم وسينصتون لسماع الحكم العادل بحقهم، وسيكون السجن مآوى لهم ، وان المال سيعاد على تمامه الى خزينة الدولة ، حتى يشعر من تتحدثون اليه ان كل خطاكم وكل ما تريدون ان تقوموا به هو فعلا لصالح المواطن، ولاجل ان تقدموا للفقراء عيشا مستقرا ، فقط اقنعوا الناس انكم ترعون مصالح الجميع بلا تردد ولا خوف ، ان لم يشعر الناس بذلك فلاتزجوا انفسكم بحرب معهم لتنفيذ ما ترونه حتى وان كان صالحا فإنه بنظر الناس فاسدا ولا يخدمهم بل يخدم الفاسدين ، تأكدوا ان المواطن لن يقتنع مادام الفاسدون في هرم السلطة ، ومادامت الاموال عقارات ودولارات في دول وبنوك اجنبية ، اعيدوا الاموال المسروقة لعلها تعدل ما ترغبون جبايته من الناس بعنوان الكهرباء ،او انها تساعدكم لتاجيل مشروعكم هذا الى سنين قادمة لعل الوضع يكون فيه اكثر استقرارا وقبولا له ، فجباية السارق للفقير المسروق باي عنون كانت فهي ظلم كبير وشر عظيم