23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

جباية السارق للمسروق ظلم كبير

جباية السارق للمسروق ظلم كبير

قبل الحديث عن خصخصة الكهرباء واثارة المشاكل مع المواطن الخائف من تسعيرة الكهرباء وبيعها عليه بسعر ليس بمقدوره شراءها وقضاء حاجته منها ، على الحكومة ان تعالج وتتحدث عن الفساد بقوة ، وعن شخصياته السياسية المسيطرة والنافذة في اعماق السلطة والحكم ، وعن الكم الهائل من المال والنفط والعملة الصعبة التي راحت الى الجيوب والى المنافع الحزبية والى العقارات الخاصة ، والى العلاقات الشخصية والترفيه والسفر والسهر في الفنادق لقضاء ليلي حمراء وخضراء ، راحت بلا خوف من قانون ولا خجل من شعب ولا اعتبار لادنى القيم الاخلاقية والشرعية ،راحت بلا حساب ولا كتاب ، قبل ان تتحدث الخصخصة ومدح عنوانها او شرح فوائدها ، عليك ان تقنع المواطن ان الفاسدين والسراق سيطأون عتبات المحاكم وسينصتون لسماع الحكم العادل بحقهم، وسيكون السجن مآوى لهم ، وان المال سيعاد على تمامه الى خزينة الدولة ، حتى يشعر من تتحدثون اليه ان كل خطاكم وكل ما تريدون ان تقوموا به هو فعلا لصالح المواطن، ولاجل ان تقدموا للفقراء عيشا مستقرا ، فقط اقنعوا الناس انكم ترعون مصالح الجميع بلا تردد ولا خوف ، ان لم يشعر الناس بذلك فلاتزجوا انفسكم بحرب معهم لتنفيذ ما ترونه حتى وان كان صالحا فإنه بنظر الناس فاسدا ولا يخدمهم بل يخدم الفاسدين ، تأكدوا ان المواطن لن يقتنع مادام الفاسدون في هرم السلطة ، ومادامت الاموال عقارات ودولارات في دول وبنوك اجنبية ، اعيدوا الاموال المسروقة لعلها تعدل ما ترغبون جبايته من الناس بعنوان الكهرباء ،او انها تساعدكم لتاجيل مشروعكم هذا الى سنين قادمة لعل الوضع يكون فيه اكثر استقرارا وقبولا له ، فجباية السارق للفقير المسروق باي عنون كانت فهي ظلم كبير وشر عظيم