19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

جبار الغزي . . .  الشاعر ذو الروح الغريبة

جبار الغزي . . .  الشاعر ذو الروح الغريبة

لست من عشاق الشعر او الشعراء ولكن هذا لا يمنع من قراءة بعضا منه او الاستماع الى ملقيه وخصوصا الشعر الشعبي وقد يكون للرياضيات اختصاصي العلمي والمهني دور في هذا الابتعاد، في بداية السبعينات الهمت وثَورت كتابات الشعراء الشعبيين وعينا السياسي والفكري وتركت اثرها على مسيرة حياتنا، وكذلك الشعر العاطفي والغنائي، أجج فينا متعة الغزل والمعاكسات الافتراضية .
وبعد هذا العمر وما رافقه من احزان وهموم وعوارض ومنعطفات حادة، فعلت اغنية ( غريبة الروح ) للمبدع حسين نعمة فعلها الغريب فينا وفجرت كل هواجس وشجون الغربة، رغم إنا لم نتغرب خارج الوطن، ولكنها الغربة في مجتمع متناقض وازدواجي ووطن يلفظ خيرة ابناءه الى الهامش ويحتضن  معطوبي السيرة والسفهاء منهم .
اخذنا نبحث عن شاعر  (غريبة الروح ) وسيرته، فكان جبار الغزي بكل ما يحمل هذا الاسم من تمرد وتشرد وصعلكة وتسيب وعشق للخمر وروح غريبة ووفاء للحبيبة الاولى وشاعرية بلا حدود .
لم اتعرف او التقي بالغزي الا من خلال كتابات اصدقاءه ومحبيه ومن تأثروا بأشعاره وسيرته واصبحت منهم، تقديرا واحتراما ووفاءاً للغزي الثائر الذي كان ولا يزال بلسما لجراحنا وهواجسنا وشجوننا حاولت جمع غالبية ما كتب عنه، ماله وما عليه، حكايات بعض اشعاره الغنائية، طيبته وعزوفه عن جمع المال والزواج، بعضا من اشعاره وصوره، موته وحيدا على شاطئ دجلة الخالد فجاء هذا الكراس المتواضع .
مواضيع الكراس ادرجت عشوائيا حسب اسبقية حصولنا عليها بغض النظر عن اي اعتبار اخر لعلها تحاكي وترادف عبثية الغزي .
تكرار بعض المعلومات والمواقف ومقاطع الشعر الغنائي كان حفاظا على نصية المواضيع، وعموما فاعتقد انها غير مملة لما فيها من شجن مصحوب بالألم على فقدان الغزي .
المجد والخلود لصاحب الروح الغريبة … جبار الغزي
الانسان … والشاعر … والثائر المتمرد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* مقدمة كراس قيد الانجاز بعنوان : ( جبار الغزي … الشاعر ذو الروح الغريبة )
بغداد / كانون الاول 2016