12 أبريل، 2024 1:52 ص
Search
Close this search box.

جاي وجذب .. .. في الاعلام العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

استضافت قناة الحرة الامريكية الموالية للحكومة العراقية عدد من المهتمين بالوضع الامني في العراق . وقد وجه مقدم البرنامج سؤالا الى العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية عن رأيه في الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة ، والاحداث الاخيرة في شارع فلسطين .فاجاب باقتضاب بان الكل ملتزم بالقانون وذهب يتحدث بموضوع اخر لاعلاقةله بالسؤال . والسيد معن دكتوراه بالاعلام وعميد في سلك الشرطة ويطلق مثل هذه الاكاذيب على الناس . فالميليشيات تعيث في الشوارع فسادا وتتصادم مع قوات الامن المزعومة يوميا ، فاي قانون هذا الذي تلتزم به الميليشيات مع القوات الامنية ؟ وجلال الشحماني المناضل والمجاهدالمسالم كيف اختطف في وضح النهار .هل الميليشيات اختطفته ام قوات الامن ؟ والسيد سعد معن ربما هو الاخر لايعلم . فان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم . والناطق بلسان الداخلية واحد من ماكنة الاعلام المشوهة عندنا في العراق . فلو شاهدت قناة التلفزيون العراقية شبه الرسمية لرأيت العجب العجاب ، فهي الاخرى ناطقة بالاكاذيب والمعلومات المضللة للناس . وتستضيف في ندواتها يوميا نفس الاشخاص على اعتبار انهم محللون سياسيون او عسكريون وهم يرددون مايريده مقدم البرنامج منهم ، كانهم متعهدوا الكلام فيها ! وهذه القناة التي يفترض بها ان تكون قناة كل الشعب ، فاننا نجدها قد اصبحت اداة تفرقة لافراد وطوائف المجتمع . حيث نفرها المشاهدون وذهبوا الى قنوات اخرى حسب اهوائهم ، فتعمقت الخلافات وسادت الضبابية في الوضع العام نتيجة تضارب الاخبار والاراء ، وسوف لن تعجب من ذلك اذا علمت ان الذي يوجه هذه القناة هو السيد علي الشلاه ، عضوحزب الدعوة حاليا ، وعضو حزب البعث والجيش الشعبي سابقا. وهو يسير على خطى سيده حسن سلمان الذي كان يتحدث دائما على شاشة التلفزيون وهو يرتجف من حقده وغيضه على العرب والاكراد وعلى من يخالفه الرأي ويفترض بالاعلامي ان يكون ذا حجة قوية ومنطق  سليم ويلتزم بالمهنية والحيادية التي تحتم عليه عدم الانفعال والكذب وايكال التهم للاخرين .  
لقد جاء بعض الاعلاميون مع الاحتلال الامريكي وكنا نفترض ان نشاهد اعلاما متقدما مهنيا يجمع ولا يفرق يثقف ولا يضلل ،  ولكننا وجدنا اعلاما شبيها باعلام النظام السابق بل اشد تخلفا منه  وبعضهم متمسكون باعلام النازي كوبلز ومن بعده اعلام احمد سعيد والحيدري والصحاف .  فنقلوا تجاربهم ذاتها وبطريقة مشوهة ايضا كما انهم يتحدثون بكلمات لا يؤمنون بها واحيانا غير مفهومة . والمبالغة في الانتصارات وعدد القتلى وكأننا نشاهد قصخون في احدى مقاهي بغداد القديمة ويؤكدون على انجازات مزعومة للحكومة ولرئيس الوزراء .  ولم نجد في الحقيقة اي انتصار او انجاز على ارض الواقع.  كما ان من المضحك المبكي اننا لا نعلم بأن الارض الفلانية قد احتلت الا عندما نسمع بانه تم تحريرها وهكذا .   اضافة الى كل هذا وذاك فأن البرامج الثقافية والترفيهية ضعيفة  ومتخلفة حيث تنقل لنا قيم البداوة والريف الى المدينة بدلا من ان ننقل اليهم القيم الحضارية التي تواكب التطور العلمي والثقافي والمدني في العالم . واذا كان القائمون عىلى الاعلام العام بهذا المستوى المتخلف فاستمع الى كل مسؤولي الاعلام في امانة بغداد والوزارات كافة تجدهم يسلكون نفس المنهج والسلوك المنحرف لقناة العراقية في تضليل الرائ العام وقلب الحقائق .
   ان الاعلام هو فن الاتصال بالجمهور وعلم يعتمد على الخبر الصادق وبتعليقات موجهة للرائ العام وليست مضللة له .  وترى الاعلاميون القائمون على قناة العراقية وبعض مؤسسات الدولة كأنهم كانوا في سبات عميق ولم يصحوا ليكتشفوا كونية الاعلام والوسائل المتقدمة فيه .. فالكذب سريعا ما ينكشف للمواطن من خلال قنوات عديدة منها الفيس بوك وتويتر وانستوكرام  التي تنقل الخبر والصورة بشكل اكثر حداثة ووضوحا من الاخبار الرسمية  وشبه الرسمية .
   ان الاعلام عندنا ككل مرافق الدولة ليس بحاجة الى اصلاح انما بحاجة الى ثورة اعلامية متقدمة تكتسح كل العقول المتخلفة التي تعتاش على الماضي ،   وخداع الجماهير
   ملاحظة:    هل تعلم لماذا نحن متخلفون والغرب متقدم ؟   لأننا نعيش في الماضي وهم يعيشون للمستقبل 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب