أنوف العراقيين من أخطر أنوف الشعوب في قدرتها على التمييز بين الصالح والطالح … بين الشريف والناقص … بين المرتشي وبين االذي يخاف الله … وقد اكتسب شعب العراق تلك الخبرة المتنامية منذ بدايات حرب الثمان سنوات التي اكلت الأخضر واليابس والتي فرضت من ضمن ما فرضت على الأرض حصارا رياضيا على منتخبنا الكروي حرمه من اللعب على ارضه منذ عقود … والذي أدى بدوره الى فراسة عجيبة لدى شعبنا الكريم بحيث مكنته من شم رائحة الرشوة من بعد مسافات وأن يعرف أن حكم أي مباراة لمنتخبنا الوطني قد ( ارتشى ) او لا ، منذ عملية الطرة والكتبة التي يعملها بين كباتن الفريقين .
تحركت تلك الأنوف الزكية من جديد منذ ايام وبالتحديد قبل زيارة السيد كوبلر الى المرجع الأعلى السيد السستاني في النجف الأشرف … حيث اطلق بعض التصريحات التي اوحت للكثيرين انه اصبح جزءا من المشكلة وليس حياديا تابعا لمنظمة عالمية حيادية ، عندما قال ان البعض من مطالب المعتصمين غير دستورية … فتصاعدت روائح ( الشعواط ) من الموضوع … وأصبحت يقينا حين ظهر معالي السفير في تلك الزيارة وهو يضع سكسوكة على طريقة الرفيق المناضل قائد ( …. ـها ) العتيك علي الشلاه ، ويضع محبسا كبيرا لا يضعه إلا الراسخون في العلم .
يتعجب الكثيرين من امكانية وقدرة النظام السياسي العراقي الجديد في الأقدام على رشوة من يصعب رشوته … وكادوا أن يجزموا أن الأم تيريزا لوكانت على قيد الحياة وزارت العراق فانها ستستلم المقسوم بكل اقتناع من مليارات النهب المشروع وبمجرد جلوسها لخمسة دقائق مع ( أحدهم ) أو كبيرهم السيد الجعفري … وخصوصا اذا قرأ لها غزالته المشهورة التي تبدأ بظلامات الأماكن المتشرنقة وتنتهي بـ ( بعـ .. بيص ) الأصابع المستطرقة … ولجعلها ( ملاّية ) من طراز الخط الأول خلال هنيهة .
نقول لكوبلر لا تلعب بالنار تحرء صبيعك واللي بيشتريك يرجع ببيعك … ويكفي العراقيين ما هم فيه من أخطار محدقة بهم وبمستقبلهم وبوحدتهم وبنسيجهم الأجتماعي … وذلك صوت حالهم المسموع يقول لك … فوك درد الله ضربني بميجنه .