20 مايو، 2024 11:02 ص
Search
Close this search box.

جاموس “عفوي”

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقول الاخبار ان ايران  التي يقال انها لاتزال تحتفظ بعشرات الطائرات العراقية التي اودعت لديها عشية الغزو الاميركي الاول للعراق عام 1991, اعادت لنا مؤخرا وكبادرة متقدمة لحسن النوايا قطعانا من جاموسنا الذي دخل بـ “عفوية” كما تقول اللجنة الامنية في محافظة البصرة الاراضي الايرانية متسللا. ايران الغاضبة من قيامنا بتفتيش طائراتها المتجهة الى سوريا قدمت لنا درسا في كيفية تربية الجاموس حين اعادت قطعاننا معززة مكرمة الى ارض الوطن بعد ساعات من دخولها بينما لاتزال تحتفظ مثلما يقول بعض الاخوة المغرضين باسرى من زمن الحرب العراقية ـ الايرانية التي مضى على انتهائها قرابة الربع قرن.
لست اعرف مواقف حكوماتنا التي تعاقبت على السلطة بعد عام 2003 سواء من قضية الطائرات او الاسرى او المفقودين او الحدود او الحقول المشتركة. ولكن الاهتمام بين الطرفين بقضية الجاموس ان دل على شئ كما يقول بعض المحلليين السياسيين فانه يدل على ان هناك بوادر اهتمام بالقضايا الكبرى. فجاموسنا وان كان التفسير الذي قدمته اللجنة الامنية في محافظة البصرة لقضية تسلله داخل الاراضي الايرانية تم بعفوية تامة فانه وعلى ما يبدو اخذته الغيرة الوطنية فقرر تحريك المياه الراكدة بين الطرفين على صعيد اخطر القضايا المسكوت عنها لهذا السبب او ذاك. 
وفي  ملابسات هذه القضية فانه وطبقا للتصريحات التي اطلعنا عليها عبر وسائل الاعلام فان قوات حرس الحدود الايرانية هي التي تولت عملية التنسيق باعادة قطعان جاموسنا وعدم مصادرتها او احتجازها وذلك من خلال اتصالها بقوات حرس حدودنا. وهذا يعني ان حرس حدودنا “مطفي” ما يدري شنهي القصة!! والدليل على ذلك ومن خلال ما اكدته اللجنة الامنية في محافظة البصرة فان الجاموس الايراني هو الاخر يدخل الى اراضينا دون ان نحرك ساكنا كالعادة.
الايرانيون وحين اعادوا جاموسنا الذي تسلل بكل عفوية الى داخل الاراضي الايرانية  بدون “احم ولا دستور” طلبوا من “ربعنا” ضبط  حركته المستقبلية  وذلك من خلال التعاون بين البلدين جاموسيا في المستقبل. المفارقة اللافتة للنظر انه في الوقت الذي طلبت فيه ايران من اجهزتنا عدم التهاون في هذا المجال  وعدم السماح لجاموسنا بالتنقل بحرية مع انه مؤدب اصلا ونادرا ما يجتاز الحدود الا للضرورة القصوى, فان تلك الاجهزة تقول  ان هناك قطعانا من الجاموس الايراني غالبا ماتدخل اراضينا دون ان نقول لها “على قرنك حاجب”. كل ما نخشاه بعد هذه القصة هو ان يمسك بعض الاخوة في البرلمان راس الخيط ويبدأوا بنسج  قصص ما انزل الله بها من سلطان عن حركة قطعان الجاموس هذه. وما اذا كانت مدفوعة من جهة او جهات ام لا. ولكي تكمل مسبحة ازماتنا من البنك المركزي حتى البطاقة التموينية مرورا بصفقة الاسلحة الروسية فالمؤتمر الوطني غير المزمع عقده حتى نضيف ازمة جديدة سببها هذه المرة .. جاموس ما يدري احنه بيا حال.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب