18 ديسمبر، 2024 7:55 م

كثيرة هي الجامعات, التي تخرج أجيالا, تضع بصمتها في التاريخ, وترتقي أعلى درجات العلم والمعرفة, بفضل ت
​ميز تلك الجامعات, في مناهجها وطرق تدريسها, فيبقى هؤلاء مدينون لها بالفضل, لأنها ساهمت في علو شأنهم ورفعتهم وتميزهم, عن اقرأنهم الآخرين .

لكن أن توجد جامعة,تخرج مجاهدين, يدافعون عن أرضهم ووطنهم, ويقدمون أرواحهم فداءا لشعبهم, دون أن يسألوا عن ثمن, أو يطلبوا كلمة شكر, يملأ قلبهم الإيمان ثابتون العقيدة, لا تلهيهم تجارة أو مال عن جهادهم, لا يهابون الموت إن وقع عليهم أم قعوا عليه, فلم نسمع بتلك الجامعة في بلد, أو نشاهد لها أي بناية, لأنها باختصار جامعة الميدان, التي تتحرك وسط المجتمع, وتختار الرجال الذين تنطبق عليهم مواصفات المجاهدين, وتدخلهم في صفوفها .

تميز العراق؛ بوجود هذه الجامعة, وهذا الصرح العظيم, الذي جمع فيه خيرة شبابه, على مدى نصف قرن, ليلقنهم دروس التضحية, ومعاني الإباء والجهاد ضد الظلم والطغيان, وتنوعت مناهجها بين الدروس النظرية, في الفقه والعلوم الإسلامية, واستلهام الدروس والعبر من أهل البيت عليهم السلام, واستحضار قيم الجهاد من مبادئ ثورة الحسين وال بيته عليهم السلام, وبين التطبيق العملي, الذي قام به هؤلاء المجاهدين, ومقارعتهم للظلم والجور والاستبداد, فمنهم من نال درجة الشهادة, ومنهم من لازال مجاهدا, يشار له بأنه خريج تلك الجامعة الجهادية .

هذه الجامعة الشامخة, التي لازالت دروسها تدرس الى اليوم, ويستلهم منها المجاهدون, معاني العز والإباء والفداء والتضحية, فهي ارث تاريخي وجبل شامخ, لم تغيرها معالم الحداثة, ولم تؤثر فيها رياح العولمة, فقد جعلت همها, الدفاع عن العراق خاصة والمسلمين عامة, وأعطت في سبيل ذلك كل غال ونفيس, من اجل أن تزرع بذرة الخير في هذا الوطن, وترفع الظلم عن أهله, مقارعة شتى صنوف التعذيب والقهر, ومقدمة من اجل الحرية, انهار من الدماء الطاهرة .

تلك جامعة؛ شهيد المحراب الخالد, اية الله العظمى محمد باقر الحكيم ” قده”, سليل الدوحة الهاشمية, ومدرسة الجهاد والعلم والشهادة, ورافع راية التحرير بوجه الطغاة والحرية بوجه الظالمين, سيد المجاهدين وجامعتهم التي تخرجوا منها.