23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

جامعة الدول العربية وإدارة الأزمة معالم تغيير مطلوبة

جامعة الدول العربية وإدارة الأزمة معالم تغيير مطلوبة

في حديث لي مع صديق عزيز ودبلوماسي قديم تطرقنا إلى الجامعة العربية ودور غائب عن الأزمات والأحداث حتى لتبدو باردة برود فكرة القومية العربية التي أنتجت الجامعة العربية والتجاذبات التي تجعلها كالقطب المنجمد الجنوبي في تفاعله والحياة، أزمة الزلزال الأخيرة والحرك العشوائي للمنطقة في تجاوب غريب مع بلاد منكوبة أصلا ونكبت بالزلزال وفي السلوك الارتجالي للقائمين على الأمور لمساعدة الناس، بيد أن هذه الأزمة كانت كاشفة لواقع مهترئ في البلاد العربية، هيكل تنظيمي مترهل وتنسيق لا يبدو إلا ممثلا للحد الأدنى كمجموعة ترى ببغاء جميل وكل يريد الاستحواذ عليه ليكون بعد ذلك فاقد لريشه الجميل ويصرخ بصوت مبحوح أو لائذ بالصمت.
أزمة المياه
المياه من العناصر الغير واضحة في منظومة الجامعة العربية بينما هي المشكلة التي تسير حثيثة على الواقع والتي ممكن أن تضعف الاستقرار في المنطقة، هذه المهمة العظيمة ليس لها وضوح في الجامعة العربية وتركت البلاد العربية كل تعالج مشكلاتها لوحدها عدى منظومة لا ادري مدى فاعليتها حول نهر الأردن ومؤتمرات لا تبدو ملزمة تعقد لوزارات الري والموارد المائية والتي لم يبدو أنها تداخلت ومشكلة مصر وسد النهضة فهذه مشكلة ليست سيادية بل تهم الأمة، كذلك حالة الجفاف المتراكم في الدول الخليجية في السنوات الطوال ، ومشكلة العلاقات المائية بين تركيا وايران وسوريا والعراق والجفاف الرهيب وتدهور الزراعة ومقوماتها وتراجع المعالم البيئية، مشاكل كبيرة وغموض حول سدود تقع خارج الحدود لابد من معرفة سلامتها البيئية.
سد النهضة يعالج وكان المشكلة حصص مائية، وجدل بين الأطراف حول السد كل حسب رايه وظرفه، بينما لم يفكر أحد في أن كمية الخزين رفعت عدة مرات تصميميا دون دراسة كافية على ارض متكونة من البازلت وممكن أن تنزلق لتكون كارثة في السودان ومصر، فمراجعة التصاميم اهم من كميات المياه التي يمكن معالجتها فنيا من خلال تعديل تصميم السداد الملحقة أو بإدارة مشتركة في الإطلاقات وتنظيم الكل على الوضع الجديد، والاستفادة من الواقع الجديد إيجابيا في سد أسوان العالي بالذات.
العراق وسوريا وتركيا ممكن أن ينشئوا بإضافة إيران ضمن المنظومة ما يشببه الوزارة العابرة للحدود لإدارة الموارد المائية والمشاريع الزراعية والأمن الغذائي التكاملي من تربية الدواجن واللحوم والمشتقات في الصناعات للموارد الزراعية والحيوانية.
ذات المشروع ممكن أن يكون عاملا مساعدا لمد أنابيب المياه من سدود على سيحان وجيحان ونقلها بأنابيب إلى سد حديثة ومنه بمشروع أنابيب من أسفل سد حديثة ينقل المياه إلى الجنوب ودول الخليج عن طريق زبيدة أو الكويت، وهو ما يقرره الدارسون للمشروع بشكل مساحي وهندسي في التصاميم، ومحطة ضخ إلى الأردن.
هذه المشاريع تحتاج الجامعة العربية للتنسيق بعيدا عن التجاذبات السياسية والاستقطاب وإنما بسياسة إدارية وفنية
اتحاد تعاون الدول العربية:
إن المنظومات تحتاج إلى تكامل فيما بينها، فدول الخليج تحتاج إلى اتحاد بينها وهي قادرة على هذا من خلال امر الواقع الذي يلح بهذا.
دول المغرب العربي وصلت حالة من الاختلاف فيما يبدو بين التمزق الداخلي إلى طبول الحرب البينية واستغلال الضعف البيني لكل منها
حالة الأمة ككل يعتريها الواقع المهلهل الهلامي وتحتاج إلى منظومة قرار مشترك لا يبدو جامعة الدول العربية قادرة عليه أو مصممة له…. من اجل هذا لابد من منظومة تساعد في كل هذا وربما سيكون من المفيد رغم أنى اقر بصعوبته بان يشكل اتحادا عربيا له القدرة والصلاحيات على التدخل في الأزمات بل السعي لمعالجة أسبابها قبل حصولها سواء اللازمات البينية بين دول الاتحاد أو الأزمات بين دول الاتحاد وخارجها والإشراف الموثق والتفصيلي على الاتفاقات الثنائية بين دول الاتحاد وبينها وبين دول من خارج الاتحاد وتقديم الاستشارة لحكومات الدول وفق دراسات وأرقام تنتج بالتعاون مع مؤسسات دول الاتحاد بالأرقام والمقترحات البديلة أو تعديل ما ليس مناسبا لها.
غاية في الأهمية:
أننا في واقع يشير بوضوح لاختلال في الأمن الغذائي والتعاون البناء الثنائي بل وصل إلى التناحر وان الحال كما هو بدون تعاون وتشاور ضمن منظومة مؤهلة وناس خبراء قدرين على التكامل ونقل الخبرات بوضوح بين الدول فان المستقبل معتم
إعادة التنظيم ضروري للجامعة العربية في أسوأ الأحوال إن لم تك هنالك رغبة في الاتحاد وهو امر سيبدو من الحكمة السعي إليه، وإعادة تعريف المهام بما يتناسب والواقع الجديد، سواء في المياه أو الأمن الغذائي بشكل عام وان يكون لها وجدود فعلي في تحسين حياة الأفراد وإدارة المساعدات بين الدول وبعضها للتكامل في القدرات وإدارة الموارد البشرية والطبيعية بشكل أمثل وكذلك الأزمات ونحن نرى كم من الناس فقدت حياتها وعيشها نتيجة سوء إدارة الأزمة والاستعداد أو تدقيق الأبنية وفق معايير علمية.