19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

جامعة الانبار .. بقيت على ارض الحياة .. بعد أن ظن راجموها انها ماتت!؟!

جامعة الانبار .. بقيت على ارض الحياة .. بعد أن ظن راجموها انها ماتت!؟!

يعاني ( التعليم الجامعي ) في العراق من أزمة حقيقية ستؤدي حتماً إلى إنتهاك وتزوير متعمد للبصمة النخبوية الجامعية لجملة من الأسباب  وأضع ( جامعة الأنبار)  كقياس وساحة نظرية وعملية للتجربة الجامعية في العراق في عام 
( 1987)  إستحدثت جامعة الأنبار ووضعت إدارياتها والنواة الأولى لتشكيلها في بناية المعهد الفني في الأنبار أو الإداري بعد أن توصلت اللجنة المشكلة لهذا الغرض آنذاك والمكلفة بتخصيص مواقع لأربع جامعات جديدة هي ( الأنبار والقادسية والكوفة وتكريت أو بابل ) وتوصلت إلى تخصيص تلك الأبنية البديلة كحل مؤقت لأن العراق يحتاج الى أموال طائلة لأربع جامعات في الوقت الذي كان بحاجة لها فعلياً لشراء أعتدة وأسلحة للتصدي للعدوان الإيراني .. وهو قرار خاطىء مازالت تعاني منه ( جامعة الأنبار ) لحد الآن .. لأن هناك فروقات كبيرة بين معهد وجامعة ! بدأت الدراسة في جامعة الأنبار في السنة الدراسية  ( 1988- 1989 )   بكليتين هما التربية للبنات والتربية وأقل من مئتي طالب وطالبة وعدد قليل من التدريسيين لا يتجاوز ( الأربعين )  كان معظمهم لايسكن في مدينة الرُمادي ( موقع الجامعة ) وتولى رئاسة الجامعة في ذلك الوقت د. ناجي توفيق العاني .. ثم بدأت بعدها جامعة الأنبار بالتوسع حتى وصلت الى عام  (2012 – 2013 )  إلى ( 21) واحدٍ وعشرين كلية تتوزع على أغلب مناطق المحافظة في القائم وفي حديثة وفي الرمادي حيث رئاسة الجامعة وخمسة عشر كلية والموقع الجامعي في الفلوجة .. و(71) قسماً علمياً وإنسانياً منها قسم الهندسة الكيميائية والبتروكيميائية الذي أستحدث هذا العام وهو أحد الأقسام الستراتيجية المهمة جداً لمستقبل المحافظة الإقتصادي .. وبعض المراكز العلمية النادرة كمركز دراسات الصحراء ومركز بحوث الطاقات المتجددة ومركز الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات ومركز إمتحان التوفل ووحدات مستقلة كالمعشب النباتي والمجهر الألكتروني ووحدة الإستثمار وعشرات الأقسام والمراكز الأخرى ومجمعات كبرى لإسكان الطلبة والطالبات ومكاتب إستشارية ومجلات علمية رصينة وحي سكني ومجمعات خدمية و (1643) عالماً فذاً في جميع الإختصاصات العلمية والإنسانية منها ما تتفرد به الجامعة وأكثر من سبعين تدريسياً يحملون لقب الأستاذية منهم إثنتان يحملون هذا اللقب في كلية طب الأسنان وهو سبق للجامعة والكلية لأن هذا الإختصاص يعاني شحاً كبيراً في الألقاب العلمية في العراق .. ومشاريع بناء وعمران مستمرة ومشاركات وإتفاقات علمية وبحثية مع الجامعات العربية والأجنبية وإستقلالية قلَّ نظيرها بين الجامعات العراقية .. والمحصلة !؟!
 أعتقد أننا مازلنا في جولةٍ خاسرة مع أهلنا في الأنبار !
 فعدد المتآمرين ضد ( الجامعة ) يزداد يوماً بعد يوم بلاأي سبب وبدون وجه حق .. ما يسمى ( بقناة الأنبار)  تنشر أخباراً للجامعات العراقية ولا تنشر خبراً واحداً عن الجامعة إلا مقابل مبالغ !
وتقوم عدساتها بالتجوال بلا أي خجل لساعات في محلات بيع الكرزات والموطا في تركيا وتعرض المسسلات السورية والتركية والحروب العالمية ولا تغطي امتحانات الطلبة  المهجرين والنازحين في اربعة مواقع في الرمادي وبغداد واربيل والسليمانية للدور الاول والتكميلي  والدور الثاني علماً ان موقع بث القناة عن مركز ( بغداد ) لا يكلف الوصول ( خمسة دقائق ) دقائق فقط  بالسيارة عسى ان يكون المانع فيه خير للجميع .. وبجهود استثنائية كبيرة  وكأن الجامعة العدو التاريخي اللدود للقيادة الإعلامية الفذة في هذه القناة  ..  أما صحف المحافظة فبالكاد تنشر خبراً صغيراً جداً جداً عن ( الجامعة ) كل موسم رغم أن الجامعة تُصدر جريدة شهرية عن نشاطاتها لكن توزيعها محدود ولايكفي .. دوائر الدولة وأولها المحافظة ، إياك أن تتجرأ وتقول ( جامعة الأنبار)  فستواجه بحربٍ ظالمة من مجموعة من الفاشلين الذين إما أرادوا أن يكملوا الدراسة بمعدل 
( خمسين ) أو خريجي أكشاك بيع الشهادات المعروفة أو أن إبنه أو إبنته لم يقبلا في الطب أو مقاول لص لم يحال له أحد المشاريع أو شرطي مُنع من الدخول بسلاحه أو سيارته داخل الموقع الجامعي أو أو .. ليس هذا فحسب بل بدأ زملاؤنا بفقدانهم لهُوية الإنتماء لأسباب مخجلة فإذا لم تحصل الموافقة على إيفاد سين أو صاد إلى القطب الجنوبي لصيد البطريق فستقوم القيامة على الكل .. وإذا لم تحصل الموافقة على إضافة الخدمة أو السكن أو المنصب لهذا أو ذاك فسيكون من تبقى في خانة العملاء !
لايوجد حب أو ود في العلاقات الجامعية وهو أمرٌ عام بل بغض وحقد وتربص منعنا حتى من الحديث لأن أي كلمة يفسرها المتآمرون تفسيراً يتوافق مع أمراضهم .. وتمنيتُ أن نكون قد قضينا على مخلفات الإحتلالات المتواصلة للعراق والتخلف العشائري والمناطقي لكنه وصل إلينا وأتحدى واحداً ممن يقرأ هذا المقال أن يخبرني أو يدلني على حالة إيجابية إنتمائية واحدة لمنتسبي الجامعة ودفاعهم عنها في منتديات النفاق والرياء .. رغم هذا ( فجامعة الأنبار ) وعلماؤها الأشاوس من المخلصين الصابرين ماضون قدماً كي تكون جامعة الأنبار مناراً وفناراً خالداً وأن يبقى شعارها العظيم ( مبتدأ العلم وخبر الإبداع ) في قلوب الخيرين .. على الأقل وفاءً وعرفاناً للشهداء الّذين سقطوا داخل أروقتها وخارج مواقعها .. ولمن أصابتهم شظايا الغدر من التدريسيين والموظفين والطلبة .. كنا كليتين والآن .. والآن  والحمد لله عام ( 2014 – 2015) اصبحت جامعتين
( الانبار – الفلوجة ) بفضل الخيرين من قيادة رئاسة  ( جامعة الانبار)  الحالية ومن  ابناء الانبارالجامعة البررة   .. وعاش (العراق العظيم ) موحداً ..