قيس الخزعلي الغريم الأول لمقتدى الصدر قرر أخيرا أن يعتلي المنصة السياسية من خلال دخول ” حركة عصائب أهل الحق ” التابعة له في العملية السياسية وجاء هذا الإعلان على لسان احمد الكناني الناطق الرسمي بإسم هذه الحركة , ويعبر مقتدى وأتباعه هذه المبادرة هي الأخطر من نوعها , لان مقتدى على تقاطع وخلاف عميق مع الخزعلي .
من هو قيس الخزعلي :
في أيام معارك النجف كان قيس الخزعلي هو الناطق الرسمي لمليشيا مقتدى والذراع الأيمن له , وعرف بولائه للسيد الصدر قدس سره وبقى مع مقتدى ” ظنا ” منه أن مقتدى سوف يسير بنهج أبيه , لكن مقتدى خالف هذا التوقع وخاب أمل قيس الخزعلي فيه فقرر الانشقاق عنه وترك مقتدى ليؤسس حركة عصائب أهل الحق ويكون أمين عاما لها .
سبب الخلاف :
بعد ما حوصر مقتدى وأتباعه في ضريح الإمام علي عليه السلام , وبعد عودة السيستاني من بريطانيا مباشرة إلى العراق ” حاملا التعليمات من cia ” قرر مقتدى الانسحاب من المعركة وقرر تسليم ضريح الإمام علي عليه السلام للسيستاني وقال كلامه الشهير ( سوف أقدم مدينة جدي أمير المؤمنين على طبق من ذهب للسيد الوالد السيستاني ) , فأثار هذا التصريح حفيظة الخزعلي صاحب النهج الصدري , لان الخزعلي كان على علم بتقاطع مرجعية السيد الصدر مع السيستاني , وانه كان يصفها بالحوزة الصامته , والسكوتية , ووصف السيستاني بالصنم والكثير من الأوصاف والنعوت , فكيف يصبح والدا لمقتدى ؟ وكيف يسلم مقتدى ضريح الإمام علي عليه السلام للسيستاني بعد ما أزهقت أرواح المئات في سبيل تخليص الضريح من هيمنة السيستاني ؟ وهذا بحد ذاته خيانة لمنهج السيد الصدر , الأمر الذي دعا الخزعلي للتقاطع مع مقتدى الخائن في نظره .
نتيجة الخلاف :
بعد ما صرح مقتدى بتصريحه المشؤم والذي يعبر عن خيانته لمنهج الصدر , قرر قيس الخزعلي الاعتراض وعدم السكوت على تصريحات مقتدى الرعناء , لكن اعتراضاته لم تجدي نفعا مع مقتدى فدخلا في شجار بينهما واخذ الخزعلي يصف مقتدى بأوصاف مضمونها ( الخيانة للصدر المقدس , الجبن , الذلة , حب المال وغيرها ) ولم يكتفي بذلك فقد قام الخزعلي بضرب مقتدى بسكين كن يحملها معه وجرحه في يده وأنهزم في حينه مع مجموعة من أبرز قادة مليشيا مقتدى ومن بينهم السيد الطباطبائي ( ذلك الشاب المعمم بعمة سوداء يقف دائما خلف السيد الصدر ” الحارس الشخصي ” ) وبدأ تشكيل حركة أهل الحق .
التغطية على الحدث :
لأجل التغطية على هذا الحدث عموما وعلى الضربة التي تلقفها مقتدى بيده من قبل الخزعلي , أشيع في وسط مليشيا مقتدى ممن لم يسمع بهذا الأمر بان هذه المجموعة ( الخزعلي ومن معه ) قد تخلفوا وجبنوا وقرروا الانسحاب دون رجعة , وان مقتدى قد أصيب بيده بعيار ناري جراء مشاركته في المعارك ( أنا اجزم بان مقتدى لا يعرف حتى كيف يمسك البندقية وقضى حياته ممسكا فقط ” المصيادة ” وهي آلة يصنعها الأطفال لصيدوا بها الطيور وكسر زجاج الجيران ) فصار مقتدى بطل المقاومة في وقته بينما هو جبان خائن لمنهج السيد الصدر .
آخر المطاف :
تطورت حركة أهل الحق وبدأت تستقطب عناصر مليشيا مقتدى ممن كان مغرر بهم حتى إنها أخذت نصف أتباع مقتدى على طول هذه المدة , وكما حصلت على ما لم يحصل عليه مقتدى وهو ” الغطاء الشرعي ” من أحد مراجع الدين في إيران وهو الشاهرودي , وبدأت عملياتها في العراق وفرضت سيطرتها وقوتها كقوة لها تأثيرها في الساحة العراقية , الأمر الذي أزعج مقتدى كثيرا مما دفعه لزج أتباعه في عدة صدامات مع أهل الحق وأخرها ما جرى في مدينة الكاظمية , والتي كانت دائما ما تسفر عن قتل وهروب أتباع مقتدى لافتقارهم القوة والقدرة والإمكانية الموجودة عند عناصر حركة أهل الحق , والآن جاء دور هذه الحركة في الدخول الواضح والصريح في العملية السياسية لكي تكسب الغطاء القانوني وعندها الغطاء الشرعي وهذا بمثابة جرس إنذار لمقتدى وأتباعه , فهذه الحركة سابقا كانت ” شاوية بصل ” على أذان مقتدى , فما بالك إذا حصلت على غطاء قانوني ؟! .
“جاك الموت يا تارك الصلاة ” , ” وين تروح قداوي ” , ” جاك الموت مقتدى … أهل الحق داخل البرلمان ” , هذا لسان حال مقتدى الآن فبعد أن يسمع ولا شك بأنه سمع بهذا الخبر الآن فانه سوف ” يصرف درزن حفاظات كونفي بيبي ” و يشن حرب التسقيط ضد هذه الحركة مستخدما أبواقه ونعاجه من الرفاق والفدائيين , لكن أين تذهب فالخزعلي خلفك يا مقتدى .