23 ديسمبر، 2024 4:05 م

جاسوس من أصل عراقي دخل مع الأمريكان .. يروي شهادة وتحليل قيم  عن داعش !؟

جاسوس من أصل عراقي دخل مع الأمريكان .. يروي شهادة وتحليل قيم  عن داعش !؟

نشر المدعو .. د . ثائر البياتي تحليل وتفسير قيم جداً , عن ما سماه هو .. بالحركة الداعشية , نرجوا ونتمنى أن يقرأها جميع العرب , وجميع العراقيين , وجميع من صدق بفرية وإكذوبة القاعدة سابقاً  داعش أنياً !؟, والتي كنت أنوي الكتابة عنها بحسب ما يمليه عليَّ ضميري وديني وأخلاقي وبحسب ما أمتلكه من معلومات ودراسات حول سبب قيام وتأسيس هذه الحركات والجماعات , وليس كما يفعل البعض ممن صحت ضمائرهم بعد خراب البصرة والموصل .. وغيرها من مدن العراق والدول المجاورة كالشقية سوريا , وبعد حقبة من الخيانة والتجسس وبيع الأوطان كما فعل للأسف الكثير من ضعاف النفوس من اولئك الذين غرتهم المناصب والمكاسب وحب الدولار , فباعوا دينهم ووطنهم وشرفهم بدنياهم .

أكاد أجزم بأني على قناعة تامة بأن ما ذهب إليه هذا السيد الدكتور و” الجاسوس المنصف “, قد اصاب من خلاله جزء كبير من كبد الحقيقة , بالرغم من أن لدي الكثير مما أود أن أقوله وأكتبه في هذا الجانب تحديداً , لكني أجلت ما أود أن أقوله عن تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات والحركات الارهابية والاجرامية , التي جلبت الخراب والدمار للعرب وللمسلمين في شتى أصقاع الأرض , وجعلوا من العرب والمسلمين أمة مكروهة ومنبوذة  بين جميع الأمم , وجعلوا هؤلاء المجرمين والمغرر بهم على حدٍ سواء من الأرض العربية وخاصة دولة العراق منذ عام 1991 وحتى يومنا هذا مسرحاً للمناورات العسكرية , وحقلاً لتجارب الأسلحة الفتاكة والغبية والذكية , وأضحت الشعوب العربية وخاصة الشعب العراقي عبارة عن فئران تجارب في مختبرات البنتاغون وحلف الناتو والصين وروسيا , يختبرون فيه وعلى أبنائه مدى وتأثير فعالية ونجاح أسلحتهم , وخاصة  أمريكا واسرائيل , ناهيك عن جعل العراق منذ عام 2003 بؤرة للفساد ومرتع لكل من هب ودب من العصابات والمافيات الدولية والمخابرات الدولية بمختلف أشكالها وألوانها  بما فيها مخابرات الأحراش الإفريقة  ليتدربون ويسرحون ويمرحون وينهبون ويهربون كل شيء … بما فيه أعضاء وأشلاء أبنائه البشرية .

لا أود الأسهاب في هذا الجانب كي لا يصاب القارئ الكريم بالملل , ولهذا أرجوا التركيز على ما سطره هذا الجاسوس الأمريكي – العراقي الأصل – المولود في مدينة ديالى , والذي على ما يبدو قد أنَّبهُ ضميره على ما حل وما جرى لوطنه ولشعبه من جرائم يندى لها الجبين , وما يعدون له من حملة إجرامية جديدة ودسائس ومؤامرات في مختبراتهم على يد أسياده الأمريكان وحلفائهم وجواسيسهم … تحت يا فطة محاربة … ما يسمى الدولة الإسلامية المزعومة …!؟؟؟. وللحديث بقية .

    
    يقول السيد ثائر البياتي : غادرت العراق مبكرا ً، وقبل ان يعتلي صدام حسين منصة الحكم ، ولم أتهيب من مخاطر العمل، حيث التحقت بالعمل مع الجيش الأمريكي وكنت ضمن أول وجبة دخلت العراق بعد 9-4-2003، وحصلت على لقب جاسوس أمريكي، أسوة بزملائي الأخرين في (مجلس اعادة اعمار وتأهيل العراق). اقول ذلك للتوضيح فقط.
    ادناه خلاصة ما بجعبتي من أخبار داعشية، حصلت عليها من مكالماتي الهاتفية الخاصة والمتواصلة والتي أجريتها مع أهلي وأقربائي النازحين من بعض مناطق محافظة ديالى التي احتلتها داعش بيسر وسهولة كما حدث في الموصل وكما حدث في المناطق المسيحية واليزيدية والتركمانية الأخرى، وبالطبع أضفت عليها ما كان مناسبا وضروريا من أخبار ومعلومات نعرفها ونتابعها.
    اعتقد ان داعش تساهم في شق المسلمين الى شقين متقاتلين، وانها أداة تقسيم وترسيم حدود جديدة للمنطقة. رغم ان الموضوع معقد ولا زال يحمل الغازا ً كثيرة. اعتقد ان داعش هي صناعة مخابرات غربية/امريكية/أسرائيلية، وان أدواتها ودمائها من المسلمين المؤمنين فعلا بالجنة والحوريات وغيرها من خزعبلات وترهات الغيبيات، وان معظمهم من خريجي سجون السعودية واليمن وليبيا ومصر والعراق وسوريا، وغيرها من الدول الإسلامية، أضف اليهم الناقمين على النظامين السوري والعراقي، بعد مانالهم منهما من الظلم والحيف، كل هؤلاء وجدوا في داعش ضالتهم وفرصتم للأطاحة بالسلطات التعسفية في سوريا والعراق.
    ان الصراع في الساحة السورية/العراقية معقد جدا وتشترك فيه أطراف دولية عديدة منها تركيا وقطر والسعودية واسرائيل وأمريكا وبريطانيا وجبهة النصرة وتنظيم داعش وغيرهم… ومن الجانب الأخر هناك التخندق الروسي مع النظام السوري والعراقي والأيراني وحزب الله اللبناني ومليشياتهم في العراق، وهذا أقل ما نعرفه اليوم. أضف الى ذلك التقارب الأمريكي – الأيراني العلني الذي حصل وما يعنينه ذلك من صفقات  وخطط معلنة وغير معلنة.
    كل هذه الاطراف لا يمكن عزلها عن داعش ودورها في المنطقة.
    في تصوري ان دور داعش يشبه الى حد كبير دور المافيات (عصابات الأجرام المنظمة) التي برزت في القرن الماضي وبدات في أيطاليا وانتقلت الى امريكا ثم نتشرت كالسرطان في  جميع أنحاء العالم، حيث أستفادت من وجود المافيا المخابرات الامريكية والغربية  وهي التي رعتها ونمتها، لمحاربة المد الشيوعي/السوفيتي، وعند
     أنهيار النظام السوفيتي والمد الشيوعي لم تعد للمافيات أهمية واضحة تذكر.
    هل ان دور داعش سيضمحل بعد تقسيم المنطقة وشق المسلمين؟ لا أحد يعرف ماذا سيحصل لان العمليات الدائرة حاليا تقع في مجال دراسة النظم الديناميكية المعقدة في موضوع الرياضيات، والتي تبرهن على ان نتائج المداخلات المعقدة لا يمكن توقعها بأي شكل من الأشكاال.
    
    أحتل داعش كثير من مواقعه الحالية في سوريا والعراق دون من قتال يذكر وتسلح مجانا بالأسلحة السورية والعراقية التي قيمتها مليارات الدولارات. وهنا أسئلة كثيرة، تطرح نفسها، منها:
    
    ** ما دور النظامين السوري والعراقي في تسهيل فتح أبواب سجونها والسماح للموقوفين والمسجونين “الأرهابيين” ان يهربوا بسهولة ليلتحقوا بداعش!؟
    
    ** ما دور النظامين السوري والعراقي والاكراد في ترتيب سحب قواتهم من المناطق التي تقدمت نحوها داعش واحتلتها كالرقة في سوريا والموصل في العراق!؟
    
    ** لماذا لم يدمر القادة العسكريين اسلحتهم أو يعطلوا طائراتهم قبل إنسحابهم المرتب من الموصل او الرقة (لعلمهم ان داعش قوة جبارة ومخيفة! ؟)
    
    ** داعش يستعرض قواته واسلحته من مدرعات ودبابات وصواريخ في الرقة والموصل علانية، ولا تتمكن أي من طائرات النظامين السوري او العراقي او الطائرات الأمريكية من تدميرها!؟
    
    دور داعش كأداة تقسيم لسوريا والعراق.
    
    تركت البشمركة الكردية كثير من أماكنها لداعش دون قتال. وهذا يشمل مناطق متنازع بين السلطة المركزية واقليم كردستان وهي:-
    من محافظة الموصل: أقضية الشيخان والحمدانية وتل كيف وقضاء عقرة وسنجار وناحية زمار من قضاء تلعفر وناحية القحطانية وقضاء مخمور.
    من محافظة كركوك: قضاء طوز خورماتو وأمرلي.
    من محافظة ديالى: قضاء خانقين وناحية مندلي.
    من محافظة واسط: قضاء بدره.
    المتتبع للأحداث يعرف ان كثير من هذه المناطق هي مسيحية ويزيدية وتركمانية، وانها عانت الكثير من القتل والتهديد والخطف والمتفجرات خلال السنوات التي تلت عام 2003.
    يلاحظ ان البشمركة احتلت كركوك برمتها في نفس الوقت الذي احتلت فيه داعش الموصل، وقد اعلن مسعود البرازاني ان لا مفاوضات بعد اليوم حول عائدية كركوك، فكركوك غدت كردية، بفضل داعش.
    ان أحتلال داعش لهذه المناطق سبب تهجير وتشريد سكانها نحو أقليم كردستان أو مناطق آمنة خارج وداخل العراق… هنا حققت داعش أخلاء وأرهاق كامل لسكان هذه المناطق من مسيحيين ويزيديين وتركمان.
    وقد حدث نفس الشئ في محافظة ديالى، اذ أحتلت داعش مناطق متنازع عليها بين الحكومة المركزية وكردستان، دون قتال مثل:-
     السعدية وجلولاء والمقدادية والمنصورية (التي عدد سكانها 40 الف نسمة) وما يتبعها من قرى ونواحي، وبعض هذه المناطق متنازع عليها بين السنة والشيعة/السلطة.
    ومن سوء الصدف او حسنها فأن أهلي وأقربائي من محافظة ديالى ومن ناحية المنصورية بالذات ومن المكون السني، فأتصالي هاتفيا ً مع اهلي واقربائي، جعلني أحصل على أخبار صادقة دونتها بالتفاصيل وهذه خلاصتها:-
    ** في صباح يوم 6-26- 2014 ، وفي الساعة الواحدة صباحا ً، انسحب ضباط الجيش العراقي من مواقعهم العسكرية خارج المدينة.
    ** في الساعة الثانية صباحا ً 6-26-2014 دخل (50-80) مسلحا ًمن داعش واحتل المنصورية دون اي قتال، سوى شرطي واحد فقط قتل بالخطأ .
    ** مع أشراقة شمس الصباح في ذلك اليوم بدأت حمم قنابل الطائرات والمدافع الحكومية تصب على المنصورية لعدة ساعات.
    ** توقف القصف الجوي بعد الظهر ذلك اليوم، تاركا قتلى بالعشرات وجرحى بالمئات من المدنيين.
    ** استمر القصف المتقطع لثلاثة ايام وكفل ترحيل 40 ألف شخص من ناحية المنصورية وقراها.
    حققت داعش ايضا ترحيل جميع سكان المنطقة في غضون ثلاثة أيام، في حين ان ارهاب (السلطة) ومليشياتها لم تستطيع تحقيق ذلك منذ 2003.   رحل الناس بمل فيهم الأطفال والشيوخ والمرضى والمعوقين الى مناطق مختلفة من العراق، ومنهم أكثر من مئة شخص من أهلي المقربين جدا لي، كخالي واولاده واحفاده وأولاد عماتي وعوائلهم واولاد أخواتي وعوائلهم. لقد خرجوا بملابسهم فقط. ومن أقربائي لا أعرف ماذا حل بهم.
    تمثيلية آمرلي:- أمرلي هي ناحية تركمانية صغيرة جدا، سكانها من الشيعة والسنة وقد صورها الأعلام وكأنها مدينة برلين مساحة واهمية.  ذكر ليّ اقاربي الذين يقطنون بها بان الدواعش نزلوا اليها وكانهم جائوا من السماء، قوات البشمركة كانت متمركزة في داخل الناحية وفي أطرافها منذ عام 2003، لكنها أنسحبت من داخل الناحية بشكل مفاجئ، لتحتلها داعش بسهولة من دون قتال، كما حدث في مناطق أخرى للمسيحين واليزيدين، ومن بعد ذلك نصب الدواعش قناصين في أطراف الناحية، وهكذا تحاصرت الناحية من قبل الدواعش، وأسترعى ذلك انتباه هيئة الأمم المتحدة، فأصدرت بيانا تحذر فيه من أحتمالية وقوع كارثة إنسانية في آمرلي، وأخيرا كانت الحاجة لتدخل القوة الجوية الأمريكية، لقصف مواقع قناصى داعش ومعهم الجيش العراقي والمليشيات الأيرانية الى ان تحررت آمرلي وعمت الفرحة الناس، رقصوا  وهلهلوا في أزقة الناحية وطشوا الجكليت والملبس والكل شاهد الفرحة في وسائل الأعلام،  بعد تحريرها من الدواعش !  ان المتابع للاخبار يعرف ان ناحية آمرلي قد شهدت أعنف الأنفجارات في العراق في السنوات التي تلت 2003، وقد مورس ضدها أشد انواع الأرهاب من خطف وقتل وترحيل. آمرلي كانت على خلاف شديد مع الأكراد  في تابعيتها لأقليم كردستان.داعش ربما حقق غرض أخظاع آمرلي لأرادة معينة في التقسيم.
    اما ناحية المنصورية فانها اليوم خالية تقريبا من سكانها، لا زالت غير محررة عند كتابة هذا الموضوع، والمرشح لتحريرها، كما اسمع قوات من الجيش العراقي بمساندة المليشيات الشيعية، المنطقة مهمة عسكريا لأيران لآنها تشرف على  أقصر طريق يربط بغداد بالحدود الأيرانية، اضافة الى انه يتواجد فيها موقعين مهمين  للغاز الطبيعي. بعد تحريرها سيعود الأهالي شاكرين قوات الجيش لآنهم حرروا مدينتهم من الدواعش، كما حدث في آمرلي.
    في المناطق المسيحية تكرر نفس الشئ، أنسحبت البشمركة الكردية ليحتلها داعش بيسر، لدينا قصص وروايات كثيرة. لقد حقق داعش بأيام قليلة ما لم يحققه “الأرهاب” بحق المكون المسيحي منذ 2003.
    في المناطق اليزيدية تكرر نفس الشيء كذلك ، انسحبت البشمركة الكردية بشكل مرتب من بعض المدن المتنازع عليها مثل:  سنجار وناحية زمار وغيرها من المناطق،  وأحتل داعش تلك المناطق  بسهولة، وأما قتل والتنكيل باليزيديين وبيع نسائهم، فأنها لأغراض أعلامية  وحققت مصالح شركات السلاح، حيث تم على أثر “حصار جبل سنجار ثم فتح حصار سنجار” مع التطبيل والتهليل لذلك، فقد تم عقد صفقات سلاح ببلايين الدولارات من قبل أمريكا الى الكرد من دون الرجوع للحكومة المركزية في بغداد، في اشارة الى شبه أستقلال كردستان، وعقدت صفقات مشابهة في كل من بريطانيا وفرنسا وأستراليا وأسرائيل. انها أفلام وتمثيليات، وكان داعش قد أحتل فقط منطقة جبل سنجار.
    لو كان تنظيم داعش فعلا ً يبغي قيام خلافة دولة اسلامية حقيقية كان عليه ان يتريث بعض الشيء قدوة بمحمد  رسول الإسلام الذي  دخل في حلف مع المشركين لأنه كان ضعيفا ً. ولكن داعش كما تقول الأخبار، ذبح صحفي أمريكي وآخر بريطاني، والدولة لا زالت غير معترف بها من قبل أي جهة في العالم. ان ذلك أخراج مسرحي غير متقن. ولكن كثير من الناس لا يفكرون.
     أما الغرض من تحرير سد الموصل من الدواعش، بأستخدام سلاح الجو الأمريكي وقوات البشمركة، فهو إشارة الى ان السد سيكون تحت رعاية كردستانية.-أسرائيلية لآحقاً كورقة ضغط مهمة في تقسيم العراق.
    وفي الأستنتاج أكرر ان داعش أداة لتقسيم العراق وسوريا، الى مناطق نفوذ شيعية وسنية وكردية، وأداة شق المسلمين الى قسمين أو أكثر، وداعش تحل اليوم محل القاعدة، ومن الممكن ظهورها في اي مكان من العالم ، كما ظهرت في الأردن وربما ستظهر في مصر وليبيا، وقد تظهر في دول غير إسلامية اذا اقتضى الأمر وتطلبت مصالح عليا. وأخيرا ً اسأل ، لماذا لا يظهر داعش في فلسطين، أو ينادي بتحرير القدس وهي ثاني الحرمين؟ وعلينا ان نترقب المزيد من أفلام هندية وهولوودية داعشية ونحيل حل طلاسمها الى بعض العباقرة .
( ماادري بهذا العالم ماكو بس العراق او كلها ويه عمرنا )