صدر للكاتب والصحفي (جاسم العايف) كتاباً جديداً حمل عنوان ” “مقاربات في الشعر والسرد”*. يتكون الكتاب من أقسام ثلاثة بواقع ( 152) صفحة.افتتح( العايف)كتابه بإهداء ، شعري، إلى زوجته:
زينب حسين عبود
ووضع المتن الشعري بين قوسين مزدوجين وكان من شعرٍ للشاعر (مجيد الموسوي) جاء فيه:
” لماذا تركتِ يدي ومضيتِ
لماذا تركتِ قميصي المُدمى ببيتي
لماذا ، وقد بحَّ صوتكِ من وحشةٍ ،
بحَّ صوتي.
…..
…..
أي شيء تبّقى إذن
غير هذا الأسى يتربص بالروحِ، واهنةً،
و بياض الكفن!”.
احتوى القسم الأول من الكتاب الموضوع التالي : ( مهدي محمد علي : شجرة مثمرة ..ومنجز غمرته الظلال ) ذكر فيه المؤلف الرابط الأخوي الوشيج مع الشاعر الراحل( مهدي) في بداية مطلع عقد الستينات من القرن الماضي وكيف اشترك معهما في هذا الرابط المقدس الشاعر (عبد الكريم كاصد) وكيف لمهدي أن كتب قصيدة حملت عنوان ( صديق) والتي نشرها في عدن من دون ذكر اسم المُهدى إليه – وهو جاسم العايف – خشية منه عليه حينها . وقد علم (العايف) بعد مدة طويلة، وذلك من خلال رسالة مطولة أرسلها الشاعر( عبد الكريم كاصد) له، و وصلت من ( عدن) مهربة ، وقد تم تأكيد هوية الإهداء من خلال لقاء العايف مع مهدي محمد علي في عام 2005 في زيارته الأولى والأخيرة للبصرة ، وجاء في القصيدة:
صديق
” اعرف الباب
والعتبة الحجرية
والممر الصغير
والشجرة نحو اليمين
………
أذكر الآن قهوته مُرة
وابتسامة مُرة
وهو يجهد ان يستضيء الكتب
وكلام الصديق”
وقد ذيلت القصيدة بالتالي : ( الكويت 1979 – ( رحيل
عام 78 ).الموضوع الثاني كان عن الشاعر حسين عبد اللطيف و ” متوالية الهايكو” وفيه تحدث الكاتب عن مسيرة عبد اللطيف واعتباره شاعراً ارتباطياً بسلسلة شعراء الستينيات وإثارته لنقاد مهمين جداً في الوسط الأدبي إضافة إلى شعراء نذكر أبرزهم ( أدونيس ) ونشره عدد من قصائد عبد اللطيف في مجلة ” مواقف” كانت قد أرسلت بالبريد له ، ومن خلال تأكيده وتعريفه” بعبد اللطيف ” ان العراق بشبابه الشعراء يضيف نكهة خاصة متميزة لبيت الشعر العربي الممتد عميقاً في مكان واسع الأفق في التاريخ والزمان” وكيف اهتم عبد اللطيف بشعراء وأدباء شباب عموماً ودفع بهم إلى بر الأمان على
الرغم من خجل بعضهم ..لكن كان يغمرهم بعطفه الأخوي .وقد استعرض في فصله هذا عن الشاعر حسين عبد اللطيف لكثير من المحطات الأدبية التي مر بها قطاره الأدبي ، كان أهمها إجراء حوار مع الشاعر” محمود البريكان” ، يعد أول حوار للبريكان – على حد قول العايف – ونشر في مجلة ” المثقف العربي” بتاريخ 2/آذار /1970 وقد أعيد نشر هذه المقابلة المهمة في مجلة ( أسفار) عدد 14/ 1992 . ولولا اقتراح عبد اللطيف عنوان ” المملكة السوداء” للقاص محمد خضير لكانت حملت احد العناوين التالية : المتجول الجنوبي أو سعفات القلب وكان الاسم الأنف الذكر هو أخر الاختيارات فأختاره الشاعر و وافق عليه القاص محمد خضير دون تردد. وفي العودة إلى مجموعة ” متوالية الهايكو” والتي تحوي الكثير من التحديات كون ” الابتعاد عن هذه المعايير تعني فض المواجهة ( التحدي) بين ما نكتب – نحن العرب – وبين ما يكتبه “اليابانيون” حسبما ورد في دراسة للأستاذ ( نجاح عباس رحيم)والمنشورة على حلقتين في جريدة الصباح الجديد العراقية .وقد نشرتُ في جريدة العرب اللندنية مقالاً بمناسبة صدور هذا الكتاب حمل عنوان ( هايكو بروح عراقية) في يوم الاثنين 19/11/2012 .
(أغنية حب.. تبتكر لعبة للغرق) عن الشاعر
الشاب القتيل مهدي طه، و (على جناح ليلكه…ذاكرة الحب بعد المذبحة) عن المجموعة الشعرية الثانية للإعلامية الشهيدة ( أطوار بهجت)والتي اشتملت بعضا من قصائدها التي كانت حبيسة حاسوبها الشخصي وقد صدرت بكتاب أواسط عام 2007 .هذا وقد أشار الكاتب(العايف) إلى ان ” الشاعرة تعتمد في قصائدها على تقديم صورها الشعرية بنوع من الكشف العلني والمفارقة (العاطفية ) دون مواربة مع إحساس متعاظم بخذلان ( وجدانها) من الأخر …وثمة في قصائدها ( إيجاز) مبعثه عدم القدرة في التواصل لخلق عالم قائم بذاته داخل القصيدة الواحدة” ويعتبرها
العايف قريبة جداً من كونها: ” مدونات يومية شعرية”.تلاها موضوع عن عبد الخالق محمود حمل عنوان: ( فجائع.. عازف آخر الليل) عن مجموعة شعرية لعبد الخالق و كانت من تقديم الناقد جميل الشبيبي وهي من إصدارات اتحاد أدباء وكتاب البصرة – دمشق عام 2012 .وثم موضوع ” بداية البنفسج البعيد .. سيمياء مدينة جنوبية” وهو موضوع عن مجموعة شعرية للشاعر ثامر سعيد وقد احتوت مجموعة ( بداية البنفسج البعيد) على 23 قصيدة حاول فيها ” الشاعر ثامر سعيد”على حد قول العايف ” رصد العالم الذي حوله عبر المحاكاة والتلميح والاستعارة من خلال استبطانه عالم مدينته البصرة ، التاريخي والشعبي.أما جدلية الشعر والرسم في كتاب الرسام والناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي فكانت هي الموضوع الذي دمج فيه الكاتب بين الشعر والرسم وهي من ضمن كتاب الصالحي الذي حمل عنوان ( قيم تشكيلية ..في الشعر العراقي).والذي يحوي في طياته دراسات عن كتب شعرية صدرت حديثاً أو قديماً لمجموعة من الشعراء جمعتهما صفة الشعر والتشكيل – الصوري ، في أسلوبهم الشعري ، يلحق هذا الموضوع موضوع أخر عن “قصائد النثر العربية: مشاهد ورؤى متعددة ” وفيه يتطرق إلى تاريخ ظهور مصطلح قصيدة النثر في الأدب العربي وذلك من خلال مجلة (شعر)سنة 1960 باعتباره شكل شعري جديد.إما الموضوع
ما قبل الأخير في هذا القسم فهو قراءة جديدة لأنشودة المطر للشاعر بدر شاكر السياب وتطرقه إلى الكتاب الذي ترجم حديثاً عن هذه القصيدة وهو للمؤلفة “تيري دي يانغ”حمل عنوان ” قراءة جديدة لأنشودة المطر” وقد قامت بترجمته السيدة “سحر احمد”والموضوع الذي ختم فيه القسم الأول من هذا الكتاب كان عن الشاعر الأمريكي ( براين تراينر.. ينقب في الجرح العراقي).أما القسم الثاني وهو عن الرواية والقصة فبدأ بموضوع ( كوكب المسرات) :شهادة جارحة..تعدد التجنيس وهو عن كتاب محمد سعدون السباهي والذي حمل العنوان السابق والذي صدر عن دار اراس – اربيل-2012 وهو ضمن سرد التجربة الشخصية للراوي / السباهي كونها من مجريات الحياة اليومية :السجن /الحياة .وتأتي الموضوعات تباعاً وهي تحمل العنوانين التالية:
– أفراس الأعوام :تاريخ وطن – تحولات مدينة..عن رواية زيد الشهيد
روايات غائب طعمه فرمان – برلمان الحياة العراقية
أوراق جبلية :تجربة ذاتية وتنوع المنظورات الإدراكية: كتاب الإعلامي: زهير الجزائري
كتاب الناقد: جميل الشبيبي مدن الرؤيا- قراءة مجاورة
انكسارات مرئية للقاص ياسين شامل.. اختزال المألوف والشائع
والقسم الثالث والأخير فكان مخصصاً لحصة المسرح ،فقد جاء في ثلاث مواضيع فقط،حيث تطرق إلى جماليات المسرح بين الانثرولوجيا الوصفية والعلوم الاثارية، والموضوع الثاني عن التدوير الدرامي : المفهوم والمعنى- عن كتاب الناقد المسرحي الراحل حميد مجيد مال الله، والموضوع الأخير عن كتاب الباحث الراحل خليل المياح :استقلالية العقل أم استقالته؟. ويذكر إسهامات المياح في الكتاب النقدي الذي صدر عن إتحاد الكتاب والأدباء العراقيين في البصرة عام 2007 وحمل عنوان ” الأدب والفنون الأخرى ” ومن الجدير بالذكر ان ” استقلالية العقل أم استقالته” قد صدر للمياح مطبوعاً نهاية عام 2010 عن دار الينابيع – دمشق ضم الكتاب في محتواه خمسة عشر مقالا متنوعاً ،محورها الأساس هو المحاولة لفهم جوهر المعنى الفلسفي، وقد قرأ (العايف) كتاب الراحل (خليل المياح) وما جاء فيه باستفاضة، مؤكداً وجهة نظره، والتي يختلف فيها مع الراحل الكاتب (خليل المياح) حول ما تطرق إليه- المياح- في كتابه،عن( هاملت) وهل كان فعلاً رواقياً؟!. معتمداً في هذا الأمر على مصادر عدة فلسفية وفكرية قديمة وحديثة.
* اصدارت مجلة(الشرارة) – النجف- ط1 – الغلاف: للفنان هاشم تايه