غريبة تلك السياسة التي تنتهجها الادارة الامريكية في التعامل مع القضايا العربية فهي تكيل بمكيالين ففي الامس القريب انتهكت قواتها السيادة العراقية باحتلال اراضيه بحجج هي اوهى من خيط العنكبوت مدعية انها قوات تحرير من نظام طاغية لتستقدم عشرات الطواغيت وارتكبت بحق العراقيين ممارسات وانتهاكات تصل الى جرائم حرب، لتخرج الينا اليوم بقانون يجسد في نظرها عدالة مزعومة تبطن داخلها نوايا واطماع ومكاسب سياسية تحققها من خلال حملاتها الانتخابية للرئاسة الامريكية ممارسة بذلك دور القضاء الذي من خلاله تمارس سياساتها المتناقضة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بمبررات عديدة، مثل التدخل لاعتبارات إنسانية، والتدخل لحماية حقوق الإنسان وحقوق الأقليات العرقية، والتدخل بدعوى مقاومة الإرهاب الدولي، وغيرها من المبررات. وهي بذلك تعكس عدم وجود معايير واضحة تعطيها الحق في اتخاذ القرار أو الأخذ بأي من الخيارين على أساس مصالحها في كل حالة على حدة، بل يتم ذلك بصورة انتقائية على مقتضى مصالحها، وهو ما يؤدي إلى ما يعرف بتعبير ازدواجية المعايير أو بسياسة الكيل بمكيالين. فهل بلغ الاستخفاف بعقول الشعوب العربية الى هذه الدرجة أم هو فرض ارادة وتحكم بسيادة الدول و التسلط على مقدراته.؟..