تفتخر الأمم والشعوب بمفكريها وقادتها و يأخذ الافتخار والتقدير أشكالا متنوعة, فتارة تقام الندوات لبيان ومناقشة فكر تلك الشخصية
وأخرى يطلق اسم المفكر على مركز ثقافي أو صرح علمي أو يُنصب له تمثال في مكان عام تخليدا لذكره وتعبيرا عن الامتنان لما قدمه للأمة . وتقديرا لمنجزه العلمي .
والغريب الذي دعاني لكتابة هذه السطور أنني أطلعت على كلام لأبن تيمية يصف فيه أحد أكبر علماء العالم بالمجهول وإن علمه أشد تحريما من الربا ، وبدلا من مدحه والافتخار به يشنع عليه ، وربما ستتفاجئ عند سماع اسم هذا العالم الذي يعيبه ابن تيمية أنه العالم الكبير جابر بن حيان، وجابر غني عن التعريف لكن مع ذلك وقبل أن نشير الى كلام أبن تيمية أنقل لكم شيئا بسيطا عن جابر بن حيان
ذكره أبن خلدون في مقدمته وهو بصدد الحديث عن علم الكيمياء فقال: إمام المدونين جابر بن حيان حتى إنهم يخصونها به فيسمونها علم جابر و له فيها سبعون رسالة كلها شبيهة بالألغاز» و قال عنه أبو بكر الرازي في «سر الأسرار» :«إن جابراً من أعلام العرب العباقرة وأول رائد للكيمياء»، وكان يشير إليه باستمرار بقوله الأستاذ جابر بن حيان. وذكر ابن النديم في الفهرست مؤلفاته ونبذه عنه، وبأنه كان من أصحاب جعفر الصادق (عليه السلام).
وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس بيكون: “إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء”، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): “إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق” . وهناك الكثير الكثير لكن وبكل بساطة يأتي ابن تيمية ويخالف كل ذلك فيقول في كتابه مجموع الفتاوى مجلد التاسع والعشرون : ص 374 يقول : ” .. وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيمياوية ، فمجهول وليس له ذكر بين أهل العلم ، ولا بين أهل الدين …” ثم يقول ” والكيمياء أشد تحريما ن الربا …”. !!
ونحن نحترم من يتبع أبن تيمية او غيره لكن عليهم أن يضعوا ما قاله ابن تيمية وأفتى به في غربال العلم فهل مقولته في الكيمياء وعالمها جابر بن حيان معقولة اليوم وقبل اليوم ؟! وهل موضوع ثبات الأرض ودوران الشمس حولها كما يقول أصحاب المنهج نفسه هل معقولة وإلى الان يرددها أتباعهم ! . قال المرجع المحقق السيد الصرخي في احدى محاضراته تحت عنوان (الدواعش الخارجة يكفِّرون العلماء في عصر العلم والتكنولوجيا!!!
أسطورة (34): الأرض مسطّحة ثابتة..الشمس تدور حولها!!!: أولًا: 1..2.. 6ـ المسألة خلافيّة قديمة، ولا إشكال في وجود مثل رأي القحطاني وباقي أئمة التجسيم التيمي بعدم كرويّة الأرض، خاصّة مع ملاحظة منهجهم في رفض وتكفير التأويل والمؤوِّلة، لكن العجب وكلّ العجب مِن أتباعهم في هذا الزمان عصر العلم والتكنولوجيا حيث يرفضون ويكفّرون العلم والعلماء وبما جاؤوا به، فيُصِرّون على رأي القحطاني ويرفِضون الواقعَ العقلي والحسّي، لأنهم جمّدوا وحجّروا عقولهم، فصاروا يردِّدون كالببغاوات ما قاله أئمتهم في سالف الزمان!!! وهنا أيضًا نحترم اختيارهم وحتى إلغائهم لعقولهم تقديسًا لأئمّتهم، فإنّنا نحترمهم عليه، لأنّه اختيارهم وبمحض إرادتهم، لكن ما لا يُقبَل أبدًا أن يأتيَ مثلُ هؤلاء الجهّال بعقول متحجرة فيكفّرون الآخرين ويبيحون دماء كلّ مَن يخالفُهم في سفاهاتهم وسفاسفهم!!! . أنتهى كلام المرجع المحقق .
هذه العقليات المتحجرة هي نفسها من كفرت وقالت بظلال أكثر الفرق الاسلامية ، فندعوا أتباع هذا الخط إلى أعادة قراءة موروثهم ومقولات شيخهم ومن تبعه كأبن قيم الجوزية ومحمد بن عبدالوهاب وغيرهم الذين يكفرون العلماء وغيرعم من اجل إرضاء نفوسهم الامارة بالسوء ونشر التطرف والتكفير في ربوع امتنا الإسلامية