أحداثنا كثيرة وآلامنا كبيرة، ولكن…نريد أن نجعل من ذكرى تلك الأحداث قوة ترشدنا لعدم تكرار أخطاء الماضي، ونريد أن نجعل من ثقافة التسامح قوة دفع إلى الخطوة القادمة لنبتعد عن تلك الأحداث…بعدا لا ينسينا الحدث ولكن ينسينا الألم، فتأتي الذكرى لا مناسبة للبكاء والثأر وفتح دفاتر وصفحات لا نفتحها إلا مرة في السنة في ذكرى الألم.
أتركوا تلك الصفحات ..ولا تنسوها…لنؤسس لثقافة التسامح…وكما قال نيلسون مانديلا ساعة خروجه من سجنه بعد سبع وعشرين سنة…وقف وهو ينظر إلى زنزانته فقال ” نحن لا ننسى…ولكن نسامح ” فصارت تلك الجملة تاريخا لجنوب أفريقيا الرائعة…وصار مانديلا رسول ثقافة التسامح…فرفع له البيض قبعاتهم قبل تصفيق السود…وذلك إنتصار لمبدأ التسامح.
نيلسون مانديلا …أقراوا سيرته ولتكن تلك السيرة في منهاج التاريخ في الصفوف الثانوية، وفي الرسائل الجامعية، ولتشجع الأحزاب العراقية نفسها و طلاب الدراسات العليا للتزود من عقلية وفكر هذا الإنسان العظيم، ولتسجل الحكومة العراقية موقفا عالمياً بالإعلان عن جائزة نيلسون مانديللا للتسامح السياسي والديني، ولتشارك الأحزاب العراقية في تمويل هذه الجائزة.
أمد يدي إلى كل من يؤمن بمبدأ التسامح لنؤسس لهذه الجائزة المقترحة (جائزة نيلسون مانديلا للتسامح السياسي والديني) ولتسترجع بغداد دورها الإنساني والقيادي، فالإنسانية لا تعرف دينا ولا لونا ولا طائفة، فمانديلا إنسان شاركنا هواء هذا الكوكب ومائه كما نفعل نحن، نتشارك معه في الإنسانية وهي الهوية الكبرى، بعيدا عن باقي الهويات والأنتماءات.
دعوة لكل محب للتسامح، أن يساهم في نشر فكرة هذه الجائزة، ولنكن شجعانا في أن نقول بصوت مسموع كما قال مانديلا ساعة خروجه من السجن…بأننا لن ننسى ولكن نسامح…ولنمد أيادينا إلى الآخر بتسامح ونضغط على الذكريات المؤلمة، من أجل حضارة إنسانية أساسها التسامح والقلوب البيضاء.
من يؤمن بالتسامح..ليكن معنا في هذه الدعوة.
[email protected]