لا اريد الخوض في غمار تاريخ منح جائزة نوبل للسلام في العالم منذ بدايتها حتى اليوم لانها امور لاتهمني ولاتحرك مشاعر الاخرين ,ولاتضيف لوضعنا شيئاً جديداً ,بل ان جائزة نوبل للسلام صارت تثير الفزع والقلق واللاسلام في النفوس وعندما نستعرض حصتنا نحن العرب من هذه الجوائز اوبالاحرى(السلام), نجد انها لم تكن ممنوحة على اساس عمل فعلي يصب في نهر السلام الذي سيروي والى الابد تلك الاراضي القفار التي احرقتها نيران الحروب ,بحيث لا تنقطع المياه عن ايقاف الظمأ الدائم.
ففي عام 1978 حصل الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات على جائزة نوبل بعد توقيع معاهدة كامب ديفد بين مصرو اسرائيل مع كل من الرئيس الامريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن وفي عام 1994 نال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة بالاشتراك مع شيمون بيريز واسحق رابين لجهودهم في تحقيق السلام في الشرق الاوسط .فيما حصل محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الجائزة عام 2005 تثميناً لجهوده في احتواء انتشار الاسلحة النووية وبالتالي تأمين العالم من الحروب الشرسة.
وفي العام 2011 استحقت اليمنية توكل كرمان الجائزة كاول امرأة تحصل عليها تقديراً لجهودها في الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان.
والذي حصل بعد نيل الجوائز الخاصة بالسلام هل تحقق فعلاً ام ان القضية باتت شكلية او أنية لاعلاقة لها بالمستقبل فقضية الشرق الاوسط ما تزال تحتل المرتبة الاولى في الاهتمامات الدولية ولم تضع جائزة نوبل للسادات وبيغن حداً للحروب بل ساهمت في حدة استعارها.
اما جائزة ياسر عرفات فان منحها تم في ظروف لايمكن مقارنتها بالاوضاع الحالية التي صبت القوات الاسرائيلة جام غضبها على الفلسطينيين باعذار واهية لتنسف كل ما من شأنه اقرار السلام سواء كان بجوائز نوبل او باتفاقات ثنائية.
وفي نظرة عامة على الاوضاع اليوم في اليمن السعيد فان جائزة السلام لتوكل كرمان كانت بمثابة بداية الحرب واشتداد العنف وليس العكس بين الاخوة في هذا البلد الضعيف.
واليوم تكون حصة جائزة نوبل للسلام مناصفة بين الباكستانية مالالا يوسف زاي والهندي كايلاش ساتيراتي في وقت يكون فيه السلام بين البلدين بعيد المنال منذ سنين وليس الأن حتى ان فوهات المدافع على حدود البلدين ماتزال تخرج منها رائحة الدخان.
اي سلام هذا الذي تتحدث عنه تلك الجوائز في زمن يغرق فيه العرب في حروبهم الممتدة الى سنوات خلت,واين هو السلام والعراق يتعرض لهجمة بربرية تسعى لابتلاعه وتقويض حضارته وتاريخه اليس الاجدر ان نبحث عن سلام حقيقي بدل التفكير بجوائز زائفة للسلام لاتحمل في طياتها سوى القتل والدمار.