22 نوفمبر، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

جائزة النجيفي للسلام..؟؟

جائزة النجيفي للسلام..؟؟

بعد ان صدرت من ثائر الدراجي وصبيته افعال تشمئز منها الروح وتتنكر لها الانسانية وتزكم روائحها الانوف رغم انها كانت ردة فعل لأفعال اكثر دموية وأكثر تعصبا وتطرفا من قبِل الوهابية لانها تنحدر من انفاس ضيقة اعتادت العيش في جحور وظلام دامس وتركت كل هذا الفضاء الواسع المنفتح الذي يسع ملايين الخلق بشتى أصنافهم انسان,, حيوان,, نبات..هذه المرة صدرت جائزة من شخص يدعي انه ممثل الشعب ورئيس البرلمان حيث كرّدة فعل من هذا الشخص على ما فعله الدراجي قام بمنح مكافأة مالية لمن يلقي القبض على الدراجي والجميع يعلم ان مثل هذه المكافئات لا تُمنح من أجل قتل الفتنة بل من أجل الظهور بمظهر البطل امام مروجّي الفتن من الطرف الاخر..ماذا لو منح النجيفي مكافأة لمن القى او رفع دعوة ضد من وصف الاكثرية بالخنازير والصفوية بل دافع عنه ومنحه اجازة تسعة اشهر براتب ..كيف يمكن ان نبني دولة تحترم المواطن وتحترم الشعب وتعمل للجميع ..وكيف يُستقبح فعل الدراجي ولا يُستقبح فعل العلواني والدليمي ووالقائمة تطول..كم كنت اتمنى ان يكون الفعل القبيح مُستنكر وغير مقبول سوى صدر من الدراجي او من العلواني وكم نتمنى ان يكون المسؤول ممثلا حقيقيا للشعب بكل اطيافه وان كان يمثل من انتخبوه بالفعل..اننا بحاجة الى صعقة اجتماعية وإنسانية هائلة تعيد التوازن لهذه الفئات التي تنظر بعين واحدة في زمان واحد ومكان واحد لإنسان واحد ,,صدمة كبيرة تُرسل الانسان الى ابعد من زمانه ومكانه حيث تجعله يمر بكل العصور والأزمنة والأيدلوجيات ليرى بنفسه ان الله خلق الخلق حين خلقهم وهو غني عن طاعتهم امنا من معصيتهم لأنه لا تنفعه طاعة من اطاعه ولا تضره معصية من عصاه كما يقول الامام علي ع”,,ويرى ان الانسان الذي يناصر العصبية المقيتة ويثأر لها لا يحصد الا الشر والقتل والدمار لبلده وان التسامح وقبول الاخر والحوار والتوازن والتعايش السلمي هي المفاهيم التي يجب ان يرضعها السياسي وهي التي يجب ان تُغرس في البرلمان العراقي المتمثل برئيسه قبل ان تُزرع لأطفال المدارس,, حينها سنشعر بأمان وسنستنشق الهواء محملا بنسمات الخير والعطاء والتسامح الديني والإنساني,, كم نتمنى ان تُمنح الجوائز لكل من يخل بالأمن ويدعو للطائفية سوى كان العلواني او الدراجي او كائنا من كان,, ان هؤلاء ينفخون في النار لكي يوقدوها فتُشعل اهلهم وأهلنا وحينئذ لا ينفع الندم ولا يربح فيها احد اذ ان الصراع بين ابناء الوطن كشخص يطعن نفسه ليقتل ردفه هكذا يصف الامام علي “ع” هذه الافعال..كم اتمنى ان يقوم كل برلماني او كل انسان من تعليق هذه اللوحة في باب بيته او غرفة نومه ويقرأها كل يوم الى ان تصبح جزء منه وتنغرس في اللاوعي فتؤتي ثمارها فيما بعد بوعي الانسان ((يا بني اجعل نفسك ميزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك…)) الانسان الذي فقد صوابه في عصر العولمة والعلمنة وثقافة الصورة السلبية التي تجود بها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتصل كل انسان مهما كان سوى كان متعلم ام لا ,,سوى كان واعي او غير واعي,, سوى كان جاهلا او عالما ,,لذا نحن بأمس الحاجة لإعادة النظر في منح الجوائز من قبل المسؤولين على اساس التعايش السلمي وليس على اساس الثأر والتأثر.
[email protected]

أحدث المقالات