18 ديسمبر، 2024 10:49 م

جائحة كورونا، كشفت الوجه القبيح للانظمة الامبريالية

جائحة كورونا، كشفت الوجه القبيح للانظمة الامبريالية

جائحة كورونا( كوفيد 19) كشفت الوجه الحقيقي للنظام العالمي الامبريالي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة الامريكية، الا، الاستثناء الذي مثلته الصين وبكل جدارة وكفاءة في تصديها لهذه الجائحة،لأنها وبكل تأكيد خارج هذا النظام لجهة شرط التعامل الانساني مع ما افرزته الجائحة من قبح لكيفية التعامل مع الجائحة مع انها جزء من هيكليةالنظام العالمي ولكنها وفي البنية التشغيلية لنظامها.. بالضد منه ولو بطريقة غير تصادميه، بمعنى متضاده مع النظام العالمي الامبريالي ايديولوجيا مما فرض فرضا على قيادتها، التعامل مع الجائحة بأحساس انساني، متدفق من جوهر الافكار القائدة لها والمنظمة والحاكمة لأجرائتها مع هذا فهي متناغمه معه من الجانب الثاني؛ تلبية لشروط الدخول في الاسواق وضرورات التسويق. واحد من طروحات الدول الغربية للتصدي لوباء كورونا ؛ هو طرحها لفكرة مناعة القطيع. هذا الاجراء يمثل تمثيلا واضحا لجوهر النظام الامبريالي في قسوته للتعامل مع البشر. ان فكرة مناعة القطيع في منطلقها الاجرائي، هو التضحية بالناس من اجل بلوغ حالة او وضع تتكون فيه المناعة المستقرة ضد هذه الجائحة. بما يعني الاستعداد للتضحية بعدد كبير من البشر وبالذات كبار السن (كونهم قوة لم تعد منتجه)، حتى الوصول الى مستوى رصين من المناعة. هذا المنحى من طريقة التفكير في مواجهة كوفيد 19يبين لنا الكم الهائل من قسوة هذا النظام من جانب ومن الجانب الثاني يوضح لنا وبما لايقبل الشك؛ ان النظام الامبريالي لاينظر الى الانسان بوصفه انسانا بل بوصفه سلعة، يتحكم فيه قانون السوق الذي يستظهر لوحة البيانات التى تبين كمية الربح حين يضحي بعدد غير منتج منه وكمية الخسارة حين لا يضحي بالعدد الغير منتج منه. في الصين، الدولة الاولى التى اجتاحها هذا الوباء، تعاملت معه بطريقة انسانية وبكفاءة عالية، شملت بالرعاية جميع الفيئات العمرية ولم تطرح فكرة مناعة القطيع بل على العكس، لم تفكر فيها اصلا. فقد قامت بعزل المدن التى انتشر فيها الوباء عن المدن التى لم تنتشر فيها هذه الجائحة. وتمكنت وبعد جهود كبيرة من القضاء عليه ولو بصورة غير نهائية حتى الآن لناحية المستقبل، ولكنها وفي الوقت ذاته، كلية القضاء عليه. في هذا اليوم، الاربعاء،الثامن من الشهر الحالي، رفعت الحظر المفروض على ووهان وهي البؤرة التى تفشى فيها الوباء وانطلق منها الى بقية دول العالم، لتعود الحياة الطبيعية إليها وبقية المدن الصينية. الصين التى تغلبت على كوفيد 19لم تكتفِ في التغلب عليه في الصين فقط بل قدمت العون الى العالم ولو ان هذا العون وفي البعض منه، مدفوع الثمن، فقد قامت بتسويق معدات مواجهته الى بقية دول العالم وفي الصدارة من هذه الدول، الدول الغربية وامريكا. والاخيرة قامت بالقرصنة، للاستيلاء على هذه المعدات التى كان من المفروض بها ان تذهب الى المانيا، لكن الولايات المتحدة، صادرتها لصالحها. هذا السطو يعكس العقلية الامريكية التى لايقف في مواجهة مصالحها اي قانون سواء كان قانونا اخلاقيا او انسانيا او ما يمليه عليها شرط البيع والشراء الملزم في التنفيذ لجهتي التعامل، الولايات المتحدة ضربت جميع القوانين والشروط عرض الحائط ولم تعر اية اهمية لها حين اقتضى منها ظرف حلها وما هي فيه، قرصنة مشتريات المانيا من معدات مكافحة كوفيد 19.