الزمان أکبر واعظ وهو کفيل بکشف حقيقة الامور والاوضاع مها جرى، وإن في التأريخ الکثير من النماذج التي تعبر عن هذه الحقيقة وتجسدها على أحسن وأفضل مايکون، واليوم وبعد 41 عاما من الحملات السياسية ـ الفکرية ـ الاعلامية ـ النفسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد منظمة مجاهدي خلق، فإن التقرير الفريد من نوعه الذي نشرته وكالة “دانشجو” الحكومية، يٶکد حقيقتين مهمتين هما:
الحقيقة الاولى: إن هذه الحملات فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هدفها الاکبر بالتأثير على المنظمة والحد من دورها وتأثيرها.
الحقيقة الثانية: إن المنظمة(وکما جاء في التقرير) صارت تلعب دورا مٶثرا في داخل وخارج إيران.
وكالة “دانشجو” الحكومية، التي تعترف بالقلم العريض بدور معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق داخل إيران، وکتبت قائلة:” على الرغم من أن مجاهدي خلق يصفون الجمهورية الإسلامية في المحكمة بأنها “إرهاب أعمى”، بيد أن فرق الشغب التابعة لهم يقومون كل ليلة في الوقت الراهن تحت مسمى معاقل الانتفاضة بعشرات العمليات ضد المراكز الأمنية والرموز الإيرانية القيمة وتبثها على قناة “سيماي آزادي”، التلفزيون الوطني الإيراني، وتحرض الشباب على أعمال الشغب والهرج والمرج على غرار ما حدث في انتفاضة نوفمبر 2019.” فيما تستطرد لتعترف بالدور والتأثير الکبير الذي تلعبه مجاهدي خلق على الصعيد الدولي الى الحد وکما تورد على لسان أحد أعضاء مجلس شورى النظام بأن مجاهدي خلق حولوا المجلس الأوروبي برمته تقريبا إلى ثكنة أشرف. فتقول:” ويعسكر مجاهدو خلق، في مجلس أوروبا تحت حماية الحكومات الأوروبية، ويعقدون عشرات اللقاءات كل يوم مع أعضاء هذا المجلس، ويقدمون لهم صورة سيئة عن إيران الإسلامية. ويقول أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس شورى الملالي: إن مجاهدي خلق حولوا المجلس الأوروبي برمته تقريبا إلى ثكنة أشرف.” بل وإن الوکالة المذکورة تذهب أبعد من ذلك بکثير عندما تٶکد:” والجدير بالذكر أن مجاهدي خلق يؤثرون على رؤساء الدول من خلال مجموعة واسعة النطاق من جماعات الضغط التابعة لهم على أعلى المستويات السياسية في الدول الأوروبية لدرجة أنهم أحبطوا خطة النظام لإعادة أسدي إلى طهران عشية التنفيذ بعد أن أحرز مخطط المنظمات الثورية تقدما في هذا الأمر وحصلوا على موافقة السلطات البلجيكية.”، وعندما تعترف وکالة حکومية والتي لاتکتب ولاتقول شيئا إلا بعد تدقيقه وتمحيصه من کل الجوانب وعلى لسان عضو في برلمان النظام بأن مجاهدي خلق قد حولوا المجلس الاوربي(أي البرلمان الاوربي) الى ثکنة أشرف، فإن ذلك يعني بأن المنظمة قد قطعت شوطا بعيدا جدا في عملها من أجل إعداد وتهيأة کل شئ لها کبديل سياسي للنظام وإن ماعملته وتعمله صار ليس ملموسا فحسب وإنما مقلقا للنظام الى الحد الذي إعترفت به الوکالة بهذه الصورة في تقريرها المشار إليه أعلاه.