المرشح الجمهوري لإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة دونالد ترامب والذي يؤمل له أن يحظى بثقة الحزب ليكون مرشحه لمواجهة الخصم الديمقراطي المنتظر يدلي بتصريحات غريبة لكنها لاتلقى ذات الرواج أو الإهتمام الذي يبديه العنصريون والمتحمسون لبعض الأفكار العنصرية والمتشددة في الأوساط الاكثر تأثيرا وهم المنتمون الى المجتمع اللبرالي والمنظمات الأنسانية والمثقفين. ترامب طلب وقفا مؤقتا لقبول المسلمين كلاجئين في أمريكا على خلفية العمليات العنيفة التي تقوم بها جماعات دينية متشددة محسوبة على الإسلام والمسلمين، وكان آخرها الحوادث الأليمة التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس وأتهم بها عدد من المنتمين لتنظيم داعش في أوربا.
ترامب بوصفه مرشحا للحزب الجمهوري فإنه يثير المزيد من القلق في الأوساط السياسية جراء تصريحاته العنصرية التي وصفها البيت الأبيض بهذا الوصف وحذر من أنه لايستحق أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وقد يطيح بآمال حزبه في المنافسة المزمعة، خاصة وإن المسلمين يشكلون ثقلا متزايدا في الولايات المتحدة، ويتحالف معهم الأفارقة واللاتينيون الذين يخشون أن تطالهم سهام العنصرية والإجراءات المتشددة، وقد تسبب لهم مصاعب جمة، وتعيق عملية الإندماج المجتمعي في هذه البلاد المترامية.
التظاهرات المناوئة لترامب خرجت في واشنطن وولايات ومدن عديدة وشارك فيها الآلاف من العرب والمسلمين ومن أقليات وديانات مختلفة ومنظمين الى مؤسسات مجتمع مدني وكلها تدين المرشح الجمهوري وتصفه بالعنصري والهادم لقيم أمريكا التي بنيت على أساس الحرية والمساواة والإندماج، وكانت تظاهرات أخرى خرجت في مدن وعواصم غربية وعربية، بينما طلب متظاهرون في لندن من سلطات بلدهم منع دخول ترامب الى الأراضي البريطانية.
واضح تماما إن المرشح الجمهوري في وضع صعب وإنه يواجه إنتقادات واسعة ليس من الخصوم الديمقراطيين والمواطنين العاديين والناشطين، ووصل الأمر الى إن المشكلة الأخطر أن أعضاء في الحزب الجمهوري أعلنوا البراءة من تلك التصريحات التي تناقض القيم الأمريكية، ولاتلبي مطامح بناء الدولة ودمج المجتمعات الإنسانية الحالمة بغد أفضل.
الحقيقة إن التنظيمات الدينية العنيفة لاتمثل المسلمين ولا الإسلام، بل هي تعبير واضح عن إنحراف مجموعات مختلة من البشر لابد من مواجهتها بالفكر والتنوير والعنف والتحصين المجتمعي وتحسين أوضاع المعيشة والتربية والتعليم وسد الثغرات التي ينفذ منها الفكر المتشدد.
ترامب لايصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة.