18 ديسمبر، 2024 7:35 م

ثورتي العراق ولبنان تطور فكري واجتماعي وسياسي يحتم التغيير

ثورتي العراق ولبنان تطور فكري واجتماعي وسياسي يحتم التغيير

ثورة شعبية في العراق وثورة شعبية في لبنان تجاوزتا كل الحدود حدود الخوف من السلطة والخوف من الميليشيات الطاغية التابعة المرتزقة من الخارج تجاوزت الخوف من الموت والعنصرية والطائفية وكفرت بالقهر والطبقة السياسية الدكتاتورية الشطرنجية الفاسدة كفروا بالسطوة الاستعمارية والتبعية لها في كلا البلدين ثوار تمكنوا من شق ” الكفن ” ليثبتوا للعالم صحوتهم ويفصلوا بين الخنادق خندق الصح المستقيم وخندق الخطئ الرجيم والخندق الرمادي الخالط بينهما . لا توجد هكذا ديمقراطية الا في القرون الوسطى ” ديمقراطية سانتياغو ” الفاسدة العنصرية الطائفية الفاسدة . باسمها يتم تاخير وتدمير البلدان . هل فرنسا التي مازالت اقدامها في لبنان واسست لديمقراطيته تمارس شكل هذه الديمقراطية في فرنسا نفسها ، الجواب لا وهل الديمقراطية المضحكة التي اسستها امريكا في العراق موجودة في امريكا وتسير على نهجها ، الجواب ايظا لا . اذا ما المقصود بهذه الديمقراطيات المهزلة الجواب لتثبيت وادامة السيطرة الاجنبية الاستعمارية وادامتها ” ويل لكم ايها المستعمرون وويل لكم ايها الجهلة المارقون . من يروج لها ويعانقها يخادع نفسه والعالم وهو اشبه بالحمار الناعق النافر للآخرين . لا زالت فرنسا تعتقد بانها تستعبد لبنان وامريكا وريثة بريطانيا تستعبد العراق . من المسلّم به ان مشاكل هذين البلدين سببها وناتجها وفاعلها الاساسي والرئيسي هي هذه الدول وادواتها ، واهم اداة لهذه الدول العدوانية هي النظام الايراني لاثارة القلق والفتن والمشاكل . لان هذا يدخل في صلب المنهج والهدف الاستعماري يمارسونه منذ قرون ” اخلق المشاكل في المناطق المسيطر عليها ” حتى تستطيع من الاستمرار وادامة السيطرة . الدول الاستعمارية ومنذ زمن بعيد تعمل على صناعة وخلق الحركات والقواعد والاحزاب للارتكاز عليها والاستعانة بها لتنفيذ مناهجها اللصوصية والعدوانية . مثل القاعدة في افغانستان عند احتلال الاتحاد السوفيتي لها والخمينية في ايران لتأجيج الفتن والاختلاف والاقتتال وعند فشلها في احتلال العراق والسيطرة عليه . قامت امريكا محشدة 33 دولة واحتلت العراق ” بعدما شنت الحرب عليه ” بحرب عالمية ثالثة ” ابعدت بحسب ما تدعي دكتاتورية الرئيس صدام حسين واستبدلتها بدكتاتورية رؤساء الكتل السياسية الحاكمة في العراق التابعة لايران ” التيار الشيعي الصفوي الايراني ” واشعلت العراق ومزقت نسيجه الاجتماعي واثارت الطائفية والعنصرية . وفي لبنان الحال متشابه زرعوا ” حزب الله اللبناني ” الدستور اللبناني والعراقي متشابه محتوى هذين الدستورين ” الطائفية والعنصرية والدينية ” الغام في الجسم السياسي و المجتمعي لهذين البلدين ” المحاصصة هي الخراب الحقيقي ” هذان الدستوران يتناقضان مع الديمقراطية الحقة بكل معانيها وتفاصيلها . نسأل لماذا لم تؤسس امريكا لديمقراطية حقيقية اسوة بدول العالم المتقدم المستقر الحر . او على الاقل مثل التجربة الملكية في العراق . ولم تسطيع فرنسا على مساعدة لبنان في عونه لتطوير العملية السياسية فيه فضل يعاني من مشاكل دستوره من بدايته الى اليوم قلق واضطراب و صراع مجتمعي . امريكا قلقة بشكل كبير من الثورة الشعبية في العراق وفرنسا كذلك من الثورة الشعبية في لبنان . واضح ذلك من استماتة هاتين الدولتين وحلفائهم وادواتهم للعمل المستميت لايقاف هاتين الثورتين . هم على قناعة اكيدة بأن هذه الثورات تعني الغاء ونفي تواجد دول الاستعمار المعنوي والمادي وتحجيم دور اسرائيل قاعدتهم السكانية العسكريية العدوانية وتحجيم والغاء دور ايران الطائفي العنصري . قلقهم الكبير واضح وما يتوقعونه الاسوء وثورة العشرين في العراق ماثلة امام اعينهم . وحتما هذه الثورات التي تعتبر انقلابا فكريا ووجدانيا اجتماعيا رافضا لواقع فاسد . انهم كمستعمرون يواجهون الكارثة ويقفون على خط النهاية وان لم يقبلوا بالتغيير فمصيرهم اسوء ويتوقعونه لاكنهم تاخذهم العزة بالاثم . هذه الثورات ستتطور الى حال لا تحمد عقباه عندها ستسود هذه الثورات وستحرق التواجد الاستعماري وادواته بكل اشكالها السياسية و المتسترة بالدين والشطرنجية المخادعة الدخيلة .