9 أبريل، 2024 3:00 م
Search
Close this search box.

ثورة عراقية وغارة امريكية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الهجوم الأمريكي الذي استهدف رسول ايران العسكري و مبعوثها لغرض توتير مناطق العراق و الشام والخليج و اليمن “قاسم سليماني”.. ربما كانت له (الهجوم) اهداف و مرامي و اغراض ابعد من مجرد تصفية الرجل!
ان خطورة “سليماني” علي الأمريكان لم تبلغ مرحلة استهدافه لتصفيته، اذ كان امامهم عدة خطوات قبل ان يضطروا لاستهدافه؛ من ذلك ابلاغ العراقيين و كذلك السوريين (عبر روسيا) بأن وجود الرجل غير مرغوب به و إن استمراره سيجعله هدفاً لأمريكا، بل و إن مجمل الوجود الايراني العسكري غير مرغوب به و يعتبر عمل عدائي ستجابهه امريكا عسكرياً، بدلاً عن الأقدام علي الخطوة التي لم يتوقعها احد!
من الاهداف و الاغراض لذلك الهجوم (و هذا ليس تفكيراً بمنهجية المؤامرة انما استقراء للحدث و نتائجه الواقعية) ربما يكون لجم ثورات المنطقة العربية الشعبية (العراق و لبنان).. فمن منا لايزال يذكر ان العراق كان و لايزال يشهد ثورة شعبية غير مسبوقة تكاد تعبر بكل الطوائف مجتمعة و متحدة لأول مرة منذ وقت بعيد؟
و بالنظر الي النتائج نلمح ان الجميع مستفيدون؛ بما فيهم ايران!
فايران لم تدخر جهداً في تبديد تلك الثورة الشعبية و ليس فقط خوفاً علي حلفاءها حكام العراق و حلفاءها الشركاء في حكم لبنان (حزب الله، و امل، و التيار “العوني” الحر)، انما ايضاً خوفاً من عبور شرارة السخط للحدود السياسية و الاثنية و أن تبلغ ايران التي بالفعل تشهد قلقاً و توتراً و احتجاجاً مكتوماً بعض الاحيان و محدوداً احياناً اخري لكن مامن ضمان من ان تشتعل غضبة جارفة ان وجدت اجواءاً مواتية و محفزة..
لم تدخر ايران جهداً لكن بعض حلفاءها في العراق “التيار الصدري” لم يجدوا بداً من مسايرة الاحتجاجات الشعبية بل والانخراط فيها بقوة ايضاً، فيما ان احراج حلفاءها في لبنان بلغ شأواً بعيداً و جماهيريتهم تدنت للحضيض!
الأن رتب الهجوم الأمريكي اصطفافاً جديداً في مواجهة الاصطفاف الشعبي، أو بالاحري اعاد ترتيب صف الطائفية و اعاد تماسكه الي الحالة التي كان عليها قبل اندلاع الثورات العابرة للطوائف!
اذاً فايران نفسها تستفيد من اخراج “سليماني” من المشهد طالما ان الثمن هو استقرار حكم حلفاءها في العراق و ايران و استقرار حكمها نفسه!
يبقي الرهان الكاسب دوماً هو إرادة الشعوب (فهي إرادة الخير) في مواجهة إرادة الحكومات بما فيها حكومات امريكا و ايران و العراق (تلك إرادة الشر)؛ و يبقي الرهان ان يصمد الاصطفاف الشعبي متعدد الاعراق والطوائف و ينجح في تفكيك الاصطفاف احادي الطائفة.
و بعد ان اسقط حكومة عبد المهدي يؤمل ان يسقط البرلمان العراقي الحالي الذي يعوق احداث انتقال سياسي كامل.
فلا الحكومة العراقية التي سقطت و لا برلمانها قادرين علي منع الايرانيين من التدخل و العبث و لا علي اخراج الامريكيين منه، لكن شعب العراق علي فعل كل ذلك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب