19 ديسمبر، 2024 8:02 ص

ثورة صاخبة وثورة هادئة

ثورة صاخبة وثورة هادئة

المهاتما غاندي عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم في البدء يتجاهلونك ،ثم يسخرون منك ،ثم يحاربونك ،ثم تنتصر. عندما نتحدث عن التغيير والإصلاح علينا الإدراك بان هذا التغيير يبدأ بأنفسنا بإحداث ثورة على الذات لتحريرها من قيود عقدها وكسر أغلال تناقضاتها وما خلفه الماضي بها من تراكمات التردد والخوف من المجهول والرضا بطوابير ثقافة العبودية،حتى نستطيع القول أننا مع الثورة الخارجية وهي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره سواء الى وضع أفضل أو أسوء باندفاع يحركه عم الرضا ،حيث وصف الفيلسوف الإغريقي (أرسطو) هنالك شكلين من الثورات في سياقاته السياسية وهما التغيير الكامل من دستور لآخر،والتعديل على دستور من جديد ، وهنالك من يجد بالثورة هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته كالقوات المسلحة أومن خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ، واستطيع القول يأيجاز أن الثورة هي انتفاضة ضد حكم مستبد وظالم ، قد تختلف الإلية من بلد لآخر من شعب لآخر وحسب درجة رقي الثقافة التي يعيشها الشعب ، فهنالك أنظمة علمت الطغيان كيف يكون الطغيان، وفي هذه مشكلة كيف يمكن لشعب اعزل ان يطيح بنظام لا يعرف معنى الرحمة والإنسانية ؟ ان الدول المتقدمة التي تؤمن بدولة المدنية لم تنشا بها الديمقراطية وهي نوع رائع من الثورات يقود الى قلب الحكم وتغييره بكل هدوء وعدم إراقة الدماء ،بشكلاً عفوي أو طارئ أنما هي في الواقع جاءت نتيجة معارك طاحنة قامت بها الشعوب منتفضة في وجوه حكامها المستبدة . ولعل العراق مثالاً واضح لهذه التجربة المريرة في اختيار الأشخاص الذين يجدهم الشعب على قدر المسؤولية والأمانة في الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم وتقديم

الخدمات اللازمة لهم بما فيها الخدمات التي ترتقي لمستوى كرامة الإنسان ،بعد حروب اشتد وطيسها مع سلطة النظام السابق وانتفاضات عديدة منها الانتفاضية الشعبانية وكيف تصدى لها الطاغية بأبشع الأساليب القمعية وما نتج عنها من مقابر جماعية ،وقبلها كانت حلبجة المروعة التي تروي قصة مأساة عزل من نساء واطفال وشيوخ وكيف يخطفهم الموت بريح الفاكهة (الكيمياوي )،فضلاً عن إعدام الكثير من الرموز من مثقفين ومبدعين ومبتكرين على طريقة الأحواض التيزابية والمثرامة الحديدية ،تلك كانت سلسلة ثورات قادتها الجماهير العراقية وأدت ما عليها الا ان التحديات أقوى مما نتصور فدول عالمية واقيلمية وقفت بجانب الطاغوت لأن قطاره لم لازال واقفاً ينتظر الضوء الأخضر لرحيله .فاستخدام أوراق التصويت في الانتخابات ووضع علامة الصح أمام الشخص المناسب للمكان المناسب في الاختيار هي صور حضارية واكثر تمدن مقارنة بمن يخلعون الحكام بإراقة الدماء وإحداث الفتن ،يقول المستر ليمان الكاتب الأمريكي (ان ثوار الديمقراطية يستخدمون أوراق التصويت بدلاً من رصاص البنادق )،ويعرضون الأمن والسلم الأهلي للخطر، كما ان الحكومات المستبدة تتعمد بعدم فرض أجواء الحرية والديمقراطية لتتمكن من فرض سيطرتها على شعبها ،ألا أنها تجابه من غير شك بثورة دموية عنيفة لا تحمد عقباها في يوم من الأيام، فقول أبراهام لنكولن (الثورة المسلحة لا تحدث في امة تلتزم طريق الديمقراطية .ذلك لان الحكومة الديمقراطية تنبعث من صميم الشعب .فهي عبارة عن صور ظاهرة ظاهرة لرغبة الشعب الباطنة .أنها من الشعب وبالشعب ومن اجل الشعب ) ان اختيار المرشح ينبغي ان يكون على أساس معايير موضوعية ومنطقية أهمها الكفاءة والنزاهة والقدرة على العطاء في الظروف الصعبة والاهم هو المجيء بدماء جديدة وفسح المجال لهم لان البقاء في المنصب ليس حكراً لأحد في الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات غير المنتظمة بأقاليم على الأبواب في 20/4/2013،لاختيار مرشحين عن كل محافظة ، كما اغلب المراجع أفتوا بحرمة شراء الأصوات واعتبروها خيانة للمبادئ ،وعلى الناخب ان يدرس بتمعن البرنامج

الانتخابي لكل مرشح ومن كل الزوايا بعيداً عن الافق الضيقة ، فتجربة أكثر من (10) سنوات تكفي لان لا يلدغ المؤمن في جحره مرتين، فهنالك الكثير من الناس يندب حظه لاختياره أشخاص لم يكونوا على قدر العهد الذي قدم أليهم وأوصلهم لمنصت السلطة ،فبمجرد الوصل للقرار يعمد المسئول لتغيير رقم جواله ،ويتوارى عن الأنظار بحجة الوضع الأمني ،صحيح هنالك ممارسات غير لائقة لكن هذا لا يعني ان المرء يتهاون عن حقه بعدم الذهاب لمركز الاقتراع وبالتالي فهو يساعد في إيصال من هو غير مؤهل لان يفسد ويسرق مرة ثانية ،كما ان الاختيار يجب ان يكون لرجال دولة لا لمرحلة ،يعايشون الواقع بكل ما تنطوي عليه الظروف القاسية همهم الأول والأخير كيف ينهضون ويضمدون جراح محافظاتهم المنسية ،وان يستثمروا كل الميزانية المخصصة لهم في بناء وأعمار مشاريع لها الأهمية الإستراتيجية في حياة الناس ،لا ان تأتي نهاية السنة وتسترجع منها اكثر من (70_80) بالمائة لخزينة الدولة ،والأعذار والحجج جاهزة لتبرير الفشل ،وبالتالي يتحول الأمر لنقمة من الجماهير لدعوة مفتوحة للاستياء على الحكومة ووزرائها بأنهم هم من تعذر عليهم الوفاء بوعودهم التي قطعوها والسبب هو عدم الإفصاح عن الحقيقة في تلكوء انجاز المشاريع من قبل المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات ،الذين نجدهم بسطاء قبل السلطة وكان كرسي المنصب له وقع خاص في نفوس البعض منهم الذي يريد الاستئثار به ،ما من ضير أن يباشر المرشحين في المشاركة في دورات تقوية لتطوير قابليتهم العملية والعلمية فالمحصلة النهائية هي تعود لفائدة المجتمع وللناخب بوجه خاص |.

أحدث المقالات

أحدث المقالات