23 ديسمبر، 2024 6:33 م

ثورة شبابية هزت سلطنة أردوغان وسياساته المذهبية

ثورة شبابية هزت سلطنة أردوغان وسياساته المذهبية

وقف صقر المشروع الشرق الأوسطي الكبير رجب طيب أردوغان مرة اخرى أمام شاشات التلفاز متهماً الجموع الشبابية المتظاهرة في ميدان التقسيم بإنهم حثالة المجتمع ومندسون من قبل حزب الشعب الجمهوري حزب مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية ناسياً بإن الحركة الكمالية داخل الحزب لو كانت القدرة على إدارة دفة المظاهرات والسيطرة على زمام أمورها وقياداتها الشبابية لتمكنت وبلا شك منذ سنوات عدة من إيصال حزبهم إلى سدة الحكم بدلاً من البقاء كحزب معارض في البرلمان التركي.
         ولكن هنا حقيقتان تتماهيان مع بعضهما في هذا المجال الأولى تتصل بالإنتخابات المحلية والرئاسية والبرلمانية المزمع إجراءها خلال العامين المقبلين والتي تعتبر كسبها بمثابة حياة أو ممات بالنسبة لأردوغان مما حذا به البدء مبكراً لحملته الإنتخابية وفق معادلة أردوغانية عبر شطر الأتراك إلى سنة وعلويين وبتالي الحصول على أصوات السنة وتفويت الفرصة على حزب الشعب الجمهوري صاحبة الجمهور العلوي من الوصول إلى السلطة والفوز بالإنتخابات.
         فسارع أردوغان وضمن سياسته الإستقطابية إلى إطلاق أسم «ياوز سلطان سليم» على مشروع الجسر الثالث المُزمع إنشاءه على مضيق بسفور لربط الجانب الأوربي بالجانب الأسيوي رغم معرفته المُسبقة بإن الأسم غير مُحبب من قبل العلويين نتيجة لإقدام السلطان العثماني سليم على قتل ما يقارب سبعين ألف علوي في ظل سياساته وتوجهاته المذهبية تجاة الدولة الصفوية في إيران. والحقيقة الثانية تكمن في تذمر الشارع التركي من سياسات أردوغان وقراراته وسيطرته المُطلقة على جهاز الإعلامي ومحاولته تغير طابع الحياة الإجتماعي في تركيا مع تناقض تام مع إدعاته المتكررة بضروة الركوب في قطار الإتحاد الأوربي.
          ونتيجة لعدم تأقلم الشريحة الشبابية في تركيا مع سياسات أردوغان وتقلدهم للدوري الريادي في قيادة المجتمع بكل طبقاتها وشرائحها وأطيافها بما فيهم الإسلاميون وبغض النظر عن ميولهم الحزبي والإيديولوجي في تظاهرات حاشدة في منتزة جزي والتي ترتبت عليها تطورات بالغة الأهمية في كسر شوكة الخوف لدى الأتراك وبتالي عزوف أردوغان والمقربين من حزبه بإتهام حزب الشعب الجمهوري بدعم التظاهرات لأضفاء الطابع الحزبي عليها وضعها في خانة حزبية ضيقة تساهم في تقسيم المعتصمين في ميدان التقسيم ضمن سياسية أحتوائية لإبعاد الجهات الإسلامية والقومية عنها وضربها بيد من الحديد وبعدها أطفاء شعلة ثورة عنوانها «ثورة شبابية هزت سلطنة أردوغان وسياساته المذهبية».