لطالما قلنا مراراً وتكراراً ان هنالك ضعف واضح في بناء المشروع السياسي الجديد للبلد ,وكان احد العوامل الرئيسية التي قصمت ظهر البعير,وهو عدم اجراء تغيير في وزارات الدولة ومؤسساتها من الذين جاؤا للسلطة وبقناع جديد ,متناسين ماكانوا يفعلونه أيام النظام السابق ,بل ومنحهم امتيازات معنوية ومالية كبيرة جدا لدرجة التخمة,الى أن وقع الفأس في الرأس ,وماحدث بقضية الموصل وصلاح الدين وكركوك وبعض المناطق ,لقد قلنا هناك تواطىء ,وعدم شعور بالمسؤولية لحجم المهام المناطة لصاحب السلطة وصانع القرار,كانت الحجج كثيرة وواهية ,وأهمها عدم تعريض العملية السياسية والمشروع السياسي للخطر,وداعش والقاعدة وأخواتها هي المستفيد من هذا التراخي وترك الأمور على مصراعيها ,وبكل صراحة وصل الأمر بمن فقدوا أبنائهم وأحبائهم ,وتحملوا سنوات المحنة وأنواع العذاب والآلام يسألون هل هذا هو التغيير الذي وعدنا به ؟ للحصول على الديمقراطية و(10)سنوات وفي كل شهر هناك أزمة تعصف بالبلد .
ان الحكومة اليوم مطالبة اكثر من السابق بأجراء ثورة عامة بكل مفاصل الدولة بدأ من دوائر البلدية وانتهاء بالقرار السياسي ,هناك أشخاص من الجريمة ان يتبوأ مكانة مهمة في أدارة لأن وظيفتهم تقتصر بأن يكون مواطناً صالحاً وليس مسؤولا.
ان مراجعة الأخطاء للسنوات السابقة والوقوف على حجم المشكلات التي وتواجه البلد والاعتراف بالقصور ليس عيباً بل هو حالة صحية ,نستطيع من خلالها معرفة المرض ليتسنى لنا أعطاء الدواء الصحيح ,وأجراء الإصلاحات امر ضروري جداً وعلى وجه الخصوص في الجانب الأمني والخدمي لأن الجانبين لهما علاقة مباشرة بحياة الموطن ,كما يمكن للموطن قياس مدى رضاه على مجمل العملية السياسية عن طريقهما ,لايزال هناك من يجلس وراء كرسي المسؤولية وهو غير مقتنع بالتغيير الذي طرأ على البلد بعد أحداث زلزال 2003, انهم ليسوا رجالات دولة ولا يمكن ان نعول عليهم لمواجهة الأزمات والتحديات ,ما المانع باستبدالهم والمجيء بشخصيات معروفة بخبرتها ووطنيتها ونزاهتها في العمل ,اما حان الوقت لنقول لأخطائنا كفى فوضى ,ولنبدأ بنهج مدروس وطريق جديد يقودنا ويقود سفينتنا لبرالامان .
فالدول التي انتهجت خط الراديكالية أرادت لنفسها بناء دولة حديثة عصرية تواكب التطور الذي يعيشه العالم اولاً بأول فقد تجاوزت التكنلوجيا العالم وجعلته قرية صغيرة وهذا بفضل التغيير وعدم الوقوف على التل والنظر من بعيد .
فالراديكالية (الجذرية) أو الأصولية حسب المعني الحرفي للكلمة “أصل” أو “جذر”، ويقصد بها عموما التوجه الصلب والمتطرف والهادف للتغيير الجذري للواقع السياسي أو التكلم وفقا له، ويصفها قاموس لاروس الكبير بأنها “كل مذهب متصلب في موضوع المعتقد السياسي”.
هي فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها. ، وتعني الجذر أو الأصل. فالراديكاليون يبحثون عما يعتبرونه جذور الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع ويطالبون بالتغييرات الفورية لإزالتها,
وتختلف معنى كلمة راديكالي من بلد لآخر ومن وقت لآخر. ففي بلدان الغرب، غالبًا ما يساند الراديكاليون، بعض المفاهيم الاشتراكية، بينما كان الراديكاليون في بلدان أوروبا الشرقية يعارضون وجود الأنظمة الاشتراكية القائمة. إضافة لذلك، فإن من يعدهم جيل من الأجيال راديكاليين، قد يختلفون بقدر كبير في وجهات نظرهم عن الراديكاليين من الجيل السابق لهم، أو الذي يأتي من بعدهم.
ويمكن القول أيضا بأن الراديكالية هي نهج أو سياسة تسعى لإدخال إصلاحات جذرية على النظام الاجتماعي القائم، والأحزاب الراديكالية في بعض الدول اليوم يمثلها عادة الأجنحة السياسية اليمينية او اليسارية المتطرفة ,ومن معاني الراديكالية كذلك التطرف، أي النزعة إلى إحداث تغيرات متطرفة في الفكر والعادات السائدة والأحوال والمؤسسات القائمة
وقد ظهرت في بداية الأمر للإشارة إلى تصلب رجال الكنيسة الغربية في مواجهة التحرر السياسي والفكري والعلمي في أوروبا، وللدلالة على تصلب رجال الكنيسة و”راديكاليتهم” (أي تعصبهم وتصلبهم وإصرارهم على الأصول القديمة دون تجديد) ولكنها أصبحت تشير فيما بعد إلى العكس وإلى التغيير، ليس بمعنى “العودة للجذور” فقط، ولكن “التغيير عموما بشكل جذري”؛ حيث أصبحت تنسب إلى جذور الشيء، ويقال إن “الجذريون” أو “الراديكاليون” هم الذين يريدون تغيير النظام
الاجتماعي والسياسي من جذوره، ولهذا فسرها البعض على أنها تعبر عن الإصلاح الأساسي ” حسب نظرة هؤلاء ” من الأعماق أو الجذور.