(( ثورة تموز ورجالها اسمى من كل من ينهش في جسدها الشريف ))
نحترم الراّي الاخر على ان لا يتعمد قلب الحقائق وتزييف الوقائع
منذ شبابي وحتى بلوغي من العمر عتيا لم ارى او اسمع ان حدثا تاريخيا في العراق وحد العراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب بكل اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم في تلك الساعة المباركة حيث خرجت الجماهير عن بكرة ابيها تأييدا للثورة ولم يتخلف الا اعداء الشعب من الاقطاعيين ورجال وانصار العهد الملكي ورجال الامن والجواسيس ومن كان مسيئا الى ابناء الشعب العراقي تلك القلة القليلة المنبوذه من الشعب ولا نريد شهود كثر حتى نثبت ان كل ما ادعاه البعض عن الديمقراطية والسلام في العهد الملكي انما هو كذب وتلفيق ونستشهد بالشاعر الشعبي ملا عبود الكرخي وقصبدته العصماء ( قيم الركاع من ديرة عفك ) التي نظمها في ذلك الحين ونذهب الى الشاعر الكبيرمعروف الرصافي في قصيدته التي يقول فيها
علم ودستور ومجلس امة – كل عن المعنى الصحيح محرف
اسماء ليس لنا سوى الفاظها – اما معانيها فليس تعرف
من يقرأ الدستور يعلم انه – وفقا لصك الانتداب مصنف
وشواهد لا تعد ولا تحصى كان ذلك البرلمان مسخرة يتندر بها المواطنين وكلمة ( موافج ) يتفكه بها المواطنون يروى في احدى جلسات البرلمان طلب التصويت على قضية وحدثت مداخلات من البعض ولما توجه رئيس البرلمان الى احد الشيوخ قائلا ها شيخنا شتكول ؟ اجاب والله حاير صارلي اكثر من ساعة افكر شلون هذا الميز الكبير دخل من هل الباب الصغيرة شردكول .. فأي برلمان واي ديمقراطية واية مشاريع ملكية ؟ كانت شوارعنا اقصد العاصمة بغداد تغوص في الاطيان شتاءا والاتربة صيفا وكانت المياه القذرة تمر في سواقي تتوسط الازقة حامله معها مخلفات السكان اما ملابس الطبقة المتوسطة وليس الفقيرة كانت من تحت التكية التي تغوص بالمتبضعين من ما يسمى ب اللنكه التي يتوارثها الصغار من الكبار بعد ان يقضون منها وطرا وكانت الشحاطة الرجالية تعمل من مخلفات اطارات السيارات وكان الاقطاعي يستبيح عائلة الفلاح والسجون والامن العامة تغص بالمواطنين الغيارى على وطنهم ولازلت اذكر كيف كنا نجمع مصروفنا في المدرسة لنشتري به فحم حتى ندفيء الصف المدرسي الذي كنا نرتجف من شدة البرد وتوضع مناقل الفحم داخل الصف ليعمي عيوننا الدخان ……………….
لم يتطرق السادة الكرام شهود الزور الى ميزانية العراق التي كانت في العهد الملكي 50 مليون دينار لتصبح مئة مليون دينار بعد الثورة ولم يتطرقوا الى المشاريع التي انجزت في عمر الحكم الوطني الذي لم يتجاوزر 5 سنوات والتي فاقت ما انجز في كل العهد الملكي رغم المؤامرات والدسائس والفتن والفتاوي الدينية الملوثة ضد الثورة بما انجزته من مشاريع وبنى تحتية لا زالت شواهدها حتى الان ولم يتطرق هؤلاء الى رجال الثورة وممتلكاتهم ومكاسبهم الذين خرجوا من الدنيا ومكسبهم الوحيد هو النزاهة والشرف لقد شهد حتى اعداء الثورة ممن انقلبوا عليها من القوميين والبعثيين بنزاهة الثورة ورجالها بعدما وخزتهم ضمائرهم ومنهم من اعلنها انهم جاؤا بقطار امريكي وبريطاني لم يتطرق هؤلاء الى الرايسسيه الذين حقدوا على الثورة لانها اغلقت مضمار سباق الخيل الذي دمر الاف العوائل في العهد الملكي
لم يتطرق هؤلاء المداحين للعهد الملكي الذي قام باعدام العقداء الاربعة وتعليق جثثهم امام وزراة الدفاع لعدة ايام بأمر من عبد الاله ولم يتطرق هؤلاء الى اعدام قادة الحزب الشيوعي ولا المجزرة التي ارتكبت بحق السكان الاصلاء الاشوريين ولا الى فرهود المواطنين اليهود في العراق وانتهاك حرماتهم ولم يتطرق احد منهم الى ( العلاقة الشاذة بين الوصي عبد الاله والجاكي منفي ) ولم يتطرق احدهم الى ما ذكرته الاميرة بديعة شقيقة الوصي عبد الاله في مذكراتها عن هروب الاميرة عزة ابنة الملك فيصل الاول للألتحاق بعشيقها اليوناني ولا الى انتحار الاميرة جليلة وكما اشاعوا انها تعاني من امراض نفسية ولا عن مغامرات الملك غازي زير النساء والمدمن على الخمور وانحرافاته الاخرى ولا عن مقتله و الذي دبرت له مؤامرة للتخلص منه للكراهية بينه وبين الوصي ونوري الباشا ابو خرخاشه والملكة عالية بالتنسيق مع الانكليز وحين وصوله الى القصر بعد الحادث وهو حي اجهز عليه من قبل طباخ القصر وامام الملكة عالية التي اقسمت زورا بأن الملك اوصى بولاية العهد الى شقيقها عبد الاله ولم يتطرق هؤلاء الى قانون اسقاط الجنسية عن يهود العراق تنفيذا للمؤامرة الصهيونية في جمع شتات اليهود في فلسطين وطرد اهلها الاصليين اضافة الى القمع للتظاهرات والاضرابات واستعمال قنابل الدخان المسيل للدموع والرصاص الحي للتصدي للمتظاهرين حيث كان جهاز الشرطة ولائه للسلطة العميلة لبريطانيا ولم انسى حينما يكلفون الجيش بالتصدي للمتظاهرين كيف كان هؤلاء النجباء لا يحركون ساكنا وكنا نتسلق ظهور المدرعات ونتحدث معهم وهم مسرورون لتظاهراتنا هذا غيض من فيض مما كان مكشوف ومعروف عن ذلك العهد اما ماحدث للعائلة المالكة فليست هي الاولى ولا الاخيرة ولا دخل للثوار فيها وانما كان تصرف فردي من قبل المرحوم العبوسي وقد نال حدفه بنفسه وما حصل من قتل واحقاد كان بسبب الدسائس والعملاء الذين تلبسوا لباس الوطنية وانكشفت هوياتهم بتقادم الزمن وما حدث في كركوك هو العداء الشوفيني بين الكورد والتركمان اما الموصل فكانت عملية تصفية حسابات بين القوى السياسية ولم يكن قائد الثورة عبد الكريم راضيا عنها بل واتخذ اجراءات قاسية عمت على اليابس والاخضر اما من يعتبر ان الشريف الحسين قائد الثورة العربية فهو واهم لان الشريف الحسين من ادخل الانكليز الى بلاد العرب وهو من كان سببا في معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور لليهود لقد كانت الدولة العثمانية شوكة في عيون الغزاة من الانكليز والفرنسيين رغم السلبيات في عهد سيطرتها على البلاد العربية ولم تدنس ارض فلسطين بالمهاجرين اليها بعد سقوطها ….
نأمل من الاخوة الكتاب استقاء اخبار تلك المرحلة ممن عاصروها ومن الذين لم تتضرر مصالحهم من الثورة وسيبقى عبد الكريم قاسم رغم كل السلبيات التي حصلت في عهده هو نابليون وكاسترو وغاندي وماندلا ونهرو وحامورابي العراق تتوارث الاجيال سيرته وعفته وشرفه ووطنيته ونزاهته لقد كنت واحدا من ضمن ضحايا تلك الحقبة من الزمن ولكن كلمة الحق تاج الشرف