20 ديسمبر، 2024 4:26 ص

ثورة تشرين والمراجعة التحليلية

ثورة تشرين والمراجعة التحليلية

أيها الأحبة من الأخوة والأخوات أبناء الثورة الوطنية.
بعد دخول ثورة تشرين شهرها الرابع بات أمر مراجعة أهدافها وأحداثها مطلب مهم. أن تكسب شريحة مهمة من تنسيقيات الثورة بكتّابها ومفكّريها وشبابها ليس أمرا اعتباطيا ويُلزمنا أن نتواصل معهم من منطلق المسؤولية الوطنية. المراجعة التحليلية قبل النقدية أراها قد آن أوانها بعد إشارات واضحة وتذكير لهم أن هناك مخاطر تحيط بالثورة كنّا قد شخّصناها منذ انظلاقة حركة الاحتجاجات المدنية للأعوام السابقة وتمنينا بل رجونا أن لاتتكرر كي لاتفشل الثورة وتضيع الجهود لاسيما دماء أبناءنا وبناتنا فهم أكبر قضية نحمل همّها ونحن نتحدث اليكم حيدثا مرئيا أو مكتوبا. إنّ واحدة من أخطر عوامل الفشل هو التيار المقتدائي. فقد بيّنت وجهة نظري في مقالات عدّة حول الشخصية الهزيلة والفاشلة لمقتدى الصدر. ولسوء حظ العراق أن يكون مقتدى رمزا قياديا. أقول وبالنقاط التالية/
أولا / لايمكن لأي ثورة أو انتفاضة تدعوا الى التغيير أن يكون ضمن صفوفها من لايؤمن بالنقد والمصارحة او بطرح الأفكار بروح التسامح في قراءتها ومناقشتها. التيار المقتدائي يعكس أتباعه منطق زعيمهم المتناقض والمتذبذب والبائس والأدهى عمالته الواضحة لدولة مارقة ألحقت ضرار كبيرا بالعراق دولة وشعبا.
ثانيا / الثورة تطرح مبادئها التي تكون سببا من أسباب قوتها وكسب تأييد العالم لها وهذا ماحدث فعلا. فليس من السهولة أن تقوم ستة عشرة سفارة دول معتمدة في العراق باصدار بيان إدانة واضح ضد قمع الحكومة العراقية ومليشياتها وكذلك تتعاطف هذه الدول مع التظاهرات السلمية. البقاء على ذات المنهج الثوري السلمي هو من سيحقق الانتصار ويفرض على المجتمع الدولي للتحرك الفوري وعزل الأحزاب ومليشياتها والاعتراف بشرعية قيادات التظاهرات. هذه النقطة للأسف يبدوا أنها لم تُثير انتباه التنسيقيات.
ثالثا/ لايمكن لأي ثورة وطنية تعيش تحديات خطيرة يوما بعد يوم وهي تدخل شهرها الرابع لايمكن لها أن تبقى مجرد تظاهرات دون آليات عملية في الاتجاه المتقدم وليس المراوح في مكانه خصوصا مع اختراق واضح من قبل التيار المقتدائي المتزامن مع عنف المليشيات المتحالفة معه. فهل تمت مناقشة هذه المسألة من قبل التنسيقيات؟
رابعا / الآن هل صودرت الثورة ؟ أقول لا الثورة في عقول وضمائر الأحرار ، نعم تمر بانتكاسة وخيانات متعددة الاتجاه لكنها لن تموت لأنها جزء من هوية وشخصية الجيل الجديد. لذلك مهم جدا مراجعة ماحدث وتفعيل مبادرة الجبهة الوطنية للتغيير في العراق وهي تأسيس مجلس إدارة الدولة من قبل التنسيقيات. السؤال ماهو المقترح الجديد من قبلنا؟ هذه مجموعة من المقترحات التكميلية الى الأخوة والاخوات/
إستمروا في حراككم ونشاطكم دون أن تنال منكم أعمال التنكيل والارهاب.
وجهوا نداءاتكم الى سفراء جميع الدول المعتمدين في العراق إشرحوا قضيتكم بمطاليبكم واحصائيات دقيقة عن الجرائم وانتهاكات حقوق الانسان ضدكم مع الصور والوثائق.
وجهوا نداءاتكم الى مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية. لاتخاطبوهم الا بوثائق.
لاتتنازلوا عن مطاليبكم وكونوا أنتم أصحاب المبادرات والمواقف .
أعلنوا عن موقف واضح ضد برهم صالح واعتبروا أنه فقد شرعيته وفق قراركم الوطني.
جميع الأحزاب المكونة للعملية السياسية هي جزء من جريمة المليشيات القاتلة ولامكانة لهم في العراق الجديد.
الجهة الوطنية الوحيدة صاحبة القرار هو تنسيقيات التظاهرات المستقلين الذين لاينتمون الى أية جهة سياسية ومن خارج العملية السياسية منذ العام 2003. تلك التنسيقيات لكي تكون صاحبة القرار والتمثيل لابد أن تكون مواقفها واضحة منذ انطلاقة حركة الاحتجاجات المدنية قبل العام 2014 وبالاثباتات العملية والمكتوبة.
تمسكوا بمبدا أن من أهم أوليات تنفيذ مطاليبكم تتعارض جملة وتفصيلا مع مهازل المرشحين عن الكتل السياسية ورئيس الجمهورية. كل نقطة من النقاط أعلاه هي موقف تصعيدي ومكمّل لثورتكم الوطنية
حفظ الله العراق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات