18 ديسمبر، 2024 4:00 م

ثورة تشرين ! والانتخابات نشارك ام نقاطع (2)

ثورة تشرين ! والانتخابات نشارك ام نقاطع (2)

( رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات بل في وعي الناس ) الفيلسوف والكاتب والناقد الاجتماعي السويسري جان جاك روسو

قبل ان نتحدث عن المشاركة من عدمها في الانتخابات العراقية ، التي ستجري في 10 تشرين الاول نذكر ان عدد الأحزاب التي اعطيت الموافقات لها للاشتراك بالانتخابات ، كما جاء في بيان المفوضية العليا للانتخابات ، بلغت 44 تحالف و 267 حزب وبلغ مجموع المرشحين 3523 مرشحا منهم 1002 قدمتهم التحالفات والأحزاب قدمت 1634 مرشحا والمستقلون كانوا 887 من كل هؤلاء هناك 963 من النساء ، ويتم تدقيق اسماء المرشحين وموقفهم من عدة امور .. وقد تكون الارقام اكثر او اقل من ذلك فلا احد يعرف اين الحقيقة في ظل هذه الفوضى !! هل يمكن تصور هذا الرقم الهائل من الاحزاب .. حتى نتصور الامر بشكل جيد الولايات المتحدة الامريكية فيها حزبان فقط ، اما الهند التي تعتبر اكبر ديمقراطية في العالم فهناك 9 احزاب رسمية معترف بها وتشارك في البرلمان علما ان عدد نفوسها هو مليار و300 مليون بمعنى ان العراق كله تقريبا بقدر نفوس مدينة مثل مومبي ويأتي من يقول لك انها ظاهرة صحية تدل على الديمقراطية والتنوع وشدة ورد اي ديمقراطية واي تنوع واي ورد !! هذه اسمها فوضى !! فهل هناك من يصدق ان هذه الاحزاب هي احزاب لها منهاج عمل لقيادة العراق ولها قيادة وقاعدة اساسا بعضها تتالف من عائلة واحدة ثلاثة او اربعة اشخاص .. اما اسماء هذه الأحزاب فهي غريبة ومجرد النظر الى عناوينها فانها تعطينا فكرة عن المهزلة .. كلها تتحدث عن الوطنية وكلها عميلة تتحدث عن الإصلاح وهي اساسا جاءت لخراب العراق تتحدث عن الاتحاد وهي جاءت لفرقة المجتمع ، تتحدث عن الفضيلة وهي احزاب عاهرة ، تتحدث عن النزاهة وكلهم لصوص ، تتحدث عن العراق وهم دمروا العراق تتحدث عن القانون وهي خارجة عن القانون ، كتلة منتصرون .. منتصرون على من ؟ تجمع نخب وأعيان وحكماء العراق المستقل (نخب ، لنشرب نخبكم ) ذول اكيد سكرانين وهكذا … (ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ) صدق الله العظيم .. الحقيقة عندما انظر الى الاسماء اشعر باشمئزاز شديد واشعر باليأس من انقاذ العراق !! الامر الخطير ان اغلب هذه الاحزاب المجازة التي ستدخل الانتخابات هي غطاء الى احزاب كبيرة لنأخذ امثلة او نموذج لما نقول حتى تصبح الامور اكثر وضوحا ( وسنتكلم في فرصة اخرى بشكل اوضح عن ذلك حتى لايخدع الشعب ) :

الاحزاب التي تعود الى عمار الحكيم ( اشراقة كانون) و ( حركة وعي ) و ( اقتدار وطن ) بالاضافة الى كتلته الرئيسية

الاحزاب التي تعود الى نوري المالكي ( قادمون ) و ( انتفاضيون ) و ( كتلة درع العراق ) و ( حزب الثقة ائتلاف قادرون ) و ( حركة النور للانتفاضة فالتغيير ) و ( حزب العدالة والنهوض ) بالاضافة الى كتلته الرئيسية

وهكذا مع بقية رؤوساء الكتل واللصوص والاحزاب كلهم اسسوا احزاب وكتل وهي في الحقيقة غطاء لهم ..

اما اغرب الاسماء فكان ( تجمع الفاو زاخو ) هذا تابع الى عامر عبد الجبار ولم اعرف ماهي علاقة الفاو وزاخو طبعا هو يقصد اغنية الموسيقار الكبير والمغني الملتزم اكرم الصالح التي يقول بأغنيته الوفاء البيها من الفاو ولحد زاخو لا وابعد.. انه الانهيار في كل شيء

اسماء غريبة تدل على ان اللصوص قد فقدوا عقلهم وفقدو بوصلتهم ..

بعض الاحزاب سرقت اسماء ثورة تشرين وتقدمت للاشتراك بالانتخابات على انها تمثل التظاهرات وهي ( حركة نازل اخذ حقي ) لصاحبه مشرق الفريجي .. وحزب ( امتداد ) لصاحبه دكتور علاء الركابي و ( حركة وعي ) لصاحبه صلاح العرباوي … واحزاب اخرى سنتكلم عنها في حينه

انها ليست احزاب انها ليست حركات ولا تيارات انها شركات او بالاصح انها دكاكين تريد ان تبيع بضاعتها الفاسدة على العراق باسم الانتخابات والا من يخبرنا ما معنى ضابط بهيئة العقود في وزارة الداخلية اسمه علي الشريفي يأسس دكان ( حزب ) باسم واثقون تابع الى ياسين الياسري .. امر غريب جدا كل الشعب العراقي يريد ان يصبح نائب وان يصبح وزير طبعا اذا كل من هب ودب اصبح رئيسا ورئيس برلمان والجايجي اصبح وزير خارجية .. لماذا لا يجربوا حظهم .. امر مؤسف انها مأساة حقيقية ازمة اخلاق كبيرة !!

نعود الى موضوعنا المهم .. لنسهل الأمر عندما يكون امامي خيار لاغيره ان انتخب واحد من ثلاثة عمار الحكيم ام هادي العامري ام نوري المالكي .. من الطبيعي باني لن انتخب احدا من هؤلاء .. عندما يكون امامي خيار ان انتخب واحد من ثلاثة محمود المشهداني او سليم الجبوري او محمد الحلبوسي .. من الطبيعي اني لن انتخب احدا منهم .. وهكذا مع الاّخرين .. اذا ماهو الخيار ماهو الحل ندخل الانتخابات ام نقاطع .. ولا اخفيكم سرا ان الامر محير جدا .. ماالعمل ؟؟ ماالعمل ؟ اذن نقاطع الانتخابات ؟ هناك رأي يقول ان الحيتان الكبيرة تريد ذلك تريد من الشعب ان يقاطع حتى يخلوا لها الشارع وتفوز في الانتخابات اما كم ستكون نسبة المشاركة فهذا الامر لايهمهم حتى ولو كانت نسبة المشاركة 1% فلا احد سيعترض من دول العالم ..ولا المجتمع الدولي ولا الامم المتحدة فلا احد من هؤلاء سيهتم اذا كانت الانتخابات نزيهة ام غير نزيهة ولا يهم الامم المتحدة ذلك اساسا هي الامم المتحدة ينخرها الفساد المالي والاخلاقي حالها حال احزاب عمار و مقتدى والفضيلة !! في احسن الاحوال يصدر عنهم بيان يقول ان الانتخابات شابها بعض التزوير وينتهي الامر !!

طيب اذن نشترك بشدة في الانتخابات وهنا يبرز السؤال المهم من ننتخب اذا لم يكن هناك بينهم شريف ماالحل ؟؟

حتى نتوصل الى حل حكيم في المشاركة او مقاطعة الانتخابات .. الأمر يكون كالّاتي نحن سندرس اسماء المرشحين بدقة ونفرز منهم من يراه الثوار بانه يمثل الطموح ننتخبه وندعمه اذا لم نجد من يمثل الحد الادنى من الطموح عند ذاك سيكون امامنا حل واحد هو المقاطعة والتثقفيف على المقاطعة نضع بعض الشروط التي نطبقها على الانتخابات وهي الفيصل للشعب في المشاركة من عدمها وهي

1- لامشاركة في انتخابات تحت حراب الفاسدين والقتلة

2- لا شرعية لاْنتخابات تستر عورة النظام الفاسد

3- عدم انتخاب اي فاسد سبق ان كان في منصب او نائب

4- لاانتخاب لاي مرشح يحمل جنسية اخرى غير العراقية بالمطلق الا في حالة التأكد من تنازله عن جنسيته الثانية

5- عدم انتخاب اي مرشح استلم اموال من دولة اخرى غير العراق

6- ان تكون يده غير ملطخة بدماء العراقيين ولا باموال العراق

7-ان لايكون مريضا بامراض نفسية دينية وطائفية وعرقية

8- ان يعلن امام الشعب عن ثروته الحقيقة ومن اين حصل عليها

وللشعب القدرة على افراز المرشحين الجيدين عن الفاسدين

ان الحل الحقيقي للخروج من المازق كما سبق وأن قلناه هو تشكيل جبهة وطنية عريضة واؤكد على كلمة وطنية نزيهة تكون صورة لشعب العراق وتقف في موقف واحد ضد الاحزاب الفاسدة وبدون هذه الجبهة الوطنية لا يمكن مقارعة هذا النظام الذي جذره الفساد والمحاصصة والطائفية الدينية والاثنية ..

واخيرا نقول هناك فترة خمسة أشهر حتى موعد الانتخابات وهي فترة مليئة بالمفاجآت السياسية والاجتماعية الدولية والإقليمية والمحلية .. أحداث سيكون لها تأثير على الوضع السياسي العراقي .. لنا عودة للموضوع لتعرية الفاسدين .

المجد لشهداء ثورة تشرين النصر لثورة تشرين الذل والعار للقتلة السراق .