22 ديسمبر، 2024 8:42 م

ثورة تشرين ليست مغنماً

ثورة تشرين ليست مغنماً

أيّها الأخوة والأخوات يا أبناء ثورة تشرين الوطنية /
نحييكم تحية الأحرار ، ونتوجه اليكم برسالتنا هذه.
نُدرك خطورة ماتمر به مراحل ثورة تشرين العظيمة لجيل متمرد على واقع دولته المنهارة ، وفي كل بياناتنا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق قلنا وحذّرنا ونصحنا إنتبهوا الى مايُحاك حولكم وبينكم من بعض التنسيقيات قبل أن تظهر حقيقة القبّعات الزرقاء وغيرهم وكيف أظهرت الوجه القبيح لنواياهم وبقيادة سيدهم مقتدى الصدر الموكل إليه إحتواء الاحتجاجات المدنية بخديعة الاصلاح و ضمن إطار العملية السياسية الفاشلة. إن الأحزاب والكيانات السياسية الحاكمة تدرك جيدا التجربة الفتية لجيل ثورة تشرين الوطنية ، مع خطورة ماورد في خارطة الطريق التي صدرت عن المتظاهرين في تشرين الثاني من العام المنصرم وكانت بنودها العشرة واضحة لاتقبل التفسير أو التأويل فهي تعني معاقبة جميع الاحزاب والكيانات السياسية التي تورطت في انتهاكات حقوق الانسان من قتل واختطاف واعتقالات تعسفية بحق أبناء الشعب وكذلك تورطها في ملفات الفسادين المالي والاداري وكان من نتائجها اوضاعا معيشية سيئة لاتتناسب وقدرات العراق وثرواته. وقبل أن تُعلن خارطة الطريق الى الرأي العام كنا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق قد أصدرنا بيانا بتاريخ الثاني من تشرين الاول من العام المنصرم أي في اليوم الثاني من انبثاق الثورة و قبل شهر من البنود العشرة الواردة في خارطة الطريق التي وردت في 4 تشرين الثاني في صحيفة ثورة تشرين المُسمّاة توكتوك حيث اوردنا أهم مطاليب ثورة تشرين. هنا إسمحوا لنا أن نتوقف عند ماذكرناه من حيث الاشارة الى التوقيتات وتطابق ماطرحتموه في خارطة طريق ثورتكم الحرة مع بياننا آنذاك. لقد قلنا سابقا أن الجبهة الوطنية للتغيير في العراق لم تولد من فراغ وأننا ننطلق في رؤيتنا من واقع الظروف المحلية والاقليمية والدولية ومصلحة العراق واستحقاقات المرحلة الجديدة وهي مرحلة المعارضة الوطنية المستقلة. ولهذا فاننا نتوجه اليكم هذه المرّة محذرين بلغة أشد على مايُطرح في بيانات تُنسب باسمكم وهذه المرّة لتحويل الانظار الى ماتُعرف بالانتخابات المبكرة وخداعكم تحت عنوان تشكيل حزب سياسي يدخل الانتخابات المزعومة. لن تحصدوا سوى الأمّر مماسبق وستمر عليكم أوقاتا عصيبة حيث الغدر والخيانة المتبادلة بين صفوفكم بعد أن يتمكن الانتهازيين منكم . ثورة تشرين ليست مغنما وامتيازات انما هي رؤية ومشروع وطني كُتب بمداد من دماء اخوتكم واخواتكم وبفكر وطني حر لايُسفّه باكذوبة الانتخابات المبكرة من مفوضية انتخابية مخترقة وفاسدة وحكومة مكلّفة من قاتليكم وسُرّاق مستقبلكم ومستقبل أبنائكم. فهل هذا هو الاحسان والوفاء لرفاقكم الشهداء من أبناء ثورة تشرين وحركة الاحتجاجات المدنية؟ اننا نعتبر هذا هو بداية الانزلاق الى طريق العار، فكونوا بمستوى المرحلة وراهنوا على صبركم وثباتكم ومشروع ثورة تشرين الوطنية من خلال عدم التنازل عن ثوابت خارطة طريق الثورة.
الأخوة والأخوات : ليس من مصلحة العراق الوطنية أن تعود عقارب الساعة وعجلة الحياة الى الوراء فانظروا الى من حولكم والمتغيرات الدولية واستحقاقاتها كاحداث ومستجدات لاسيما بعد جائحة كورونا فأنتم جزء من منظومة العالم الاقتصادي بنموه ورخاءه وفقره وفاقته. لاتكونوا مجردين من ثقافة المستقبل لأنكم أنتم الجيل الذي يُعوّل عليه في بناء الأوطان وليس خرابها وضياع الجهود المخلصة ممن يسعون الى إنقاذكم. نوجه دعواتنا المستمرة الى كل معارض وطني حر من كافة أبناء المحافظات في الداخل والخارج الى توحيد رؤيتهم تجاه واقع ومستقبل العراق محليا ودوليا وتاكدوا أن دولا عظمى مستعدة لتوفير الأجواء الطبيعية لاعادة بناء العراق بعيدا عن المتخلفين والفاسدين ممن يحكمون العراق حكم العملاء الأذلّاء. فكونوا انتم أصحاب المبادرات وأصحاب المفاجآة ضد أعداء الحياة. نحن معكم فكرا وهاجا وضميراً حيا حتى يتحقق التغيير الحقيقي وأهدافكم المشروعة. الرحمة والخلود لشهداء ثورة تشرين وسائر الأحرار من أبناء العراق الحبيب.
حفظ الله العراق وثورته العظيمة.
الجبهة الوطنية للتغيير في العراق.
23/10/2020