19 ديسمبر، 2024 2:06 ص

ثورة ايلول …. درس في النضال

ثورة ايلول …. درس في النضال

تاتي ثورة ايلول الكبرى في مقدمة الثورات التي خاضها الشعب الكوردستاني بفيادة الحزب الديمقراطي الكوردستانى ضد انظمة الحكم المتعاقبة في العراق حيث حملت هذه الثورة كل امال و الام شعب خلقه الله للنضال و التضحية و الماسي على الرغم من مشروعية حقوقه وان استعداد من في السلطة في بغداد للتفاوض و الحوار مع الكورد كانت ولا تزال بنية كسب الوقت و حك المؤامرات و اعادة تنظيم الصفوف و مقابل ذلك لم يغلق القيادة السياسية الكوردستانية يوما طريق الجلوس على مستديرة ايمانا منها بان الحروب و القتال لا تاتي الا بالدمار و الخراب و لكنها احيانا كثيرا تفرض نفسها او انها مرحلة من العلاقات المتبادلة بل اسؤها.
ان ثورة ايلول الكبرى التي بدات في الحادي عشر من ايلول عام (1961) كانت ردة فعل لممارسات الحكم الجمهوري الاول بعد انقلاب 14 تموز 1958 حيث عاد البارزاني الخالد الى ارض الوطن بعد العيش اكثر من عشر سنوات في الاتحاد السوفيتي و منح الاجازة للقوى السياسية و الاعلام و غيرها من الاصلاحات التي كان المجتمع العراقي بامس الحاجة اليه و لكنها سرعان ما تبددت ادراج الريح بعد نقض كل الوعود و رغم كل المحاولات من لدن البارزاني الخالد لتصحيح المسار و اعادة سياستهم الى ما يرض الجميع ولكنها كانت دون جدوى فبدات الثورة من اجل الحقوق ضد الظلم الاستعباد و الصهر القومي و لنا في هذه الثورة دروس في النضال منها :ــ
1ــــ الدرس الأول : انها ثورة رسمت كل الخطوط العريضة للحركة التحررية الكوردية في تعاملها مع الحكومات العراقية و الدول الاقليمية و الدولية و كيفية المطالبة بالحقوق و الدخول الى مرحلة جديدة بعد الخروج من سابقتها و انها عبرت بوضوح عن اهداف هذا الشعب المتمثل بالديموقراطية للعراق و حق تقرير المصير للشعب الكوردي و لاتزال هذه المطالب حية الى يومنا هذا وان ما يشهده العراق من دمار و اقصاء تاتي في سياق عدم الاستجابة لهذه المطالب و انها و ضعت اللبنات الاساسية لكيفية العيش مع العراق .2ـــ الدرس الثاني : برهنت هذه الثورة الدور القيادي للبارزاني الخالد و اهمية القائد في الثورات و الانتفاضات لانه بحق قائد من الطراز الاول حيث جمعت كل صفات الرجولة و الشجاعة و الصبر و التضحية فكان رجلا عسكرياً في الميدان و سياسياً في الاراء و الافكار مفاوضاً ناجحاً فى الحوار بعيد النظر في الاحداث و المواقف انساناً بما تعنيه الكلمة ،خادماً لوطنه ،مطيعاً للقانون ، بوجوده يزلزل الارض من تحت اقدام الاعداء فهو مرهب للعدو، حكيماً في اقواله بسيطاً في حياته ، لايعرف من بين اقرانه الا من عرفه ، ملاذاً للمظلومين , صرخة في وجه المعتدين , اميناً في وعوده , امنياً في نظراته و تصرفاته , كليماً في مجالسه , اميراً في سلطته , داعياً الى الخير, لم يعرف الياس و الاستسلام و الامل معقود عليه كان مع الفلاح فلاحاً يحمل همومه ، عالماً یستحى منه العلماء و باختصار کان قائدا و سر قوة هذه الثورة العظيمة و نجاحها .
3ــــ الدرس الثالث : اثبيت هذه الثورة قوة المجتمع الكوردستاني في التعايش السلمي مع بعضهم البعض حيث اشترك كل ابناءه فيها فاختلط عرق جبين الكورد مع المسيحي و التركماني و امتزج دمائهم فكانوا كيد واحد و صفا مرصوصا بوجه الاعداء فالفوارق زالت و الكل يحترم دين الاخر و يقوم بشعائره دون اساءة او حرج وكانوا يعبدون الله كل على شاكلته ،كما ان دماء اهل زاخو و دهوك و غيرها سقت جبال هلكورد و حاج عمران و سجلت اروع الامثلة في الشجاعة و ضربت كل احلام الاعداء بتمزيق وحدة هذا الشعب عرض الحائط .. و انها كانت ثورة كل الشعب الكوردستاني وكل منهم لعب دوره بين من يقاتل و اخر يزرع ليحصد و يدعم الثورة ومن يقوم بصناعة او تجارة و ان دور المراءة الكوردستانية لاتقل عن دور اخيها و زوجها و ابيها فكانت مدرسة للتربية و القومية تقوم بواجباتها البيتية و تدير امورها فكانت رمزاً يشهد لها بالاحترام و التقدير .
 الدرس الرابع : ان هذه الثورة لم تسد باب المفاوضات مع سلطات بغداد بل كانت سمة بارزة من سماتها لايمان قيادتها و مقاتليها بان القتال تجر الى الويلات و ان ما يمكن تحقيقه بالحوار  و دون سفك الدماء هي الاولوية , حيث كانت تستجيب لنداءات سلطة بغداد بالتفاوض مهما كانت قوة الانتصارات التي تحققها و لم يضع ضعف العدو في الحسبان و في اضيق ضروفها طرقت ابواب التفاوض املا في انهاء الدمار و قتل الابرياء مع الاخذ بنظر الاعتبار بان فترة قيام ثورة ايلول من عام (1961) الى (1970) تعتبر الفترة التي شهد العراق اكبر عدد من الانقلابات و التغير في المشهد السياسي .
الدرس الخامس : انها ثورة المنجزات حيث تمكنت القيادة الكوردية من توقيع اتفاقية (11 اذار عام 1961) التي تعتبر اول وثيقة قانونية موقعة و مقررة بالحقوق القومبة في اطار حكم ذاتي و على الرغم مما جاء فيها الا انها كانت تعتبر انجازا من الطراز الاول و اعترفت بغداد بحقوق هذا الشعب كما و ان الثورة كانت لها دوياً قوياً على المستوى الاقليمي و الدولي و محط انظارهم و كان البعثات الدبلوماسية و المراسلون على اتصال مباشر و مستمر مع القيادة فكان صوتاً مسموعاً في المحافل الدولية و تمكنت من تعريف الشعب الكوردي للعالم و ازدادت يوماً بعد اخر الاصدقاء و المتعاطفين معهم .
الدرس السادس : اثبتت اهمية و قوة الاجهزة الامنية في حياة الدول والثورات ففي السنوات الاولى من اندلاعها ظهرت ضرورة و جود جهاز امني للثورة فانتهت بتاسيس جهاز الباراستن تحت امرة السيد مسعود البارزاني و تكلفت بمهمة جمع المعلومات العسكرية و السياسية عن نيات العدو و احرزت تقدماً كبيراً و قدمت خدمات جليلة للثورة فكان عصب حياتها و شريان حركتها و كشفت الدسائس و انفذ العديد و كانت مدرسة في الاخلاص والفداء للوطن و مازالت .   

أحدث المقالات

أحدث المقالات