23 ديسمبر، 2024 1:04 م

بدأت انتفاضة المهندسين العراقيين بعد إن أصابهم غبن وهظمت حقوقهم منذ عام 2003 ولغاية ألان , كحال باقي الكفاءات العراقية لكن للمهندس مكانه وخصوصية يجب على المسئولون وحتى عامة الناس معرفتها وإدراكها وان يعوا مغبة استمرار هذا الظلم .
الهندسة هي عمود الحضارة وأساس تكوينها وهي أم العلوم ورأسها ,فمنذ القدم كان للمهندس تنظيم حياة الناس وجعلها أكثر سهولة ويسر , فقبل ما يزيد عن 7000 عام قام المهندسون بترك بصماتهم الواضحة في تاريخ شعوبهم ومن تلك البصمات “معبد الوركاء والجنائن المعلقة في العراق،وأهرامات الجيزة في مصر، وقنوات المياه الرومانية، وشبكة الطرق في الإمبراطورية الفارسية, وقبل 4000 عام كانت مدينتي هاربا وموهانجاوارا في الباكستان مزودتان بأحدث ما وصلت إليه تقنية الهندسة الصحية، حيث قنوات الصرف المخفية في شوارع المدينة مبطنة بالطابق ومزودة بنقاط التفتيش مثلما نجدها اليوم، وقبل3000 عام بني سد مآرب العظيم بطول ميلين وبارتفاع 120 قدما وعرضه عند القاعدة 500 قدم وقبل 2700 عام كانت قنوات الري تجلب المياه لمدينة نينوي في العراق عبر ما يزيد عن خمسين كيلومترا, وتم بناء سور الصين العظيم في فترة قياسية لا تزيد عن عشر سنوات وبطول يزيد عن 2500 كيلومترا، وكان ذلك سنة 200 قبل الميلاد” والقائمة تطول .
ولقد اهتم المسلمون بالهندسة اهتمامهم بالحساب والجبر لِما يلزم الناس من الحاجة إليها في جميع ما يتعاملون به من مساحة الأراضي وكَرْي الأنهار وبناء الجسور وتعبيد الطرقات وعمارة البيوت, وعظُمت الحاجة إلى الهندسة مع تقدم العلوم الأخرى ولا سيما علم الضوء أو ما يسمى البصريات وعلم الفَلك وعلاقته بالأشكال الكروية وما يعرض لها من القطوع والدوائر بأسباب الحركات وما يتصل كذلك بالمخروطات والقطوع المخروطية والخ من باقي العلوم , لا ينكر مثلا دور المعماري سنان باشا الذي لولاه لما كانت للإمبراطورية العثمانية أي وجود التي لازالت أثاره ومنجزاته شامخة لغاية الان .
حديثا في كل دول العالم للمهندس والهندسة خصوصية وتميز عن باقي العلوم والاختصاصات فلولا هذا العلم وأصحابه لما تمكنت دول العالم العظمى من فرض سيطرتها وسطوتها ولما تمكنت أمريكا والصين وألمانيا من ريادة العالم صناعياً وعسكرياً ولما تمكنت دول صغيرة مثل الإمارات وسنغافورة إن تصبح رقم يذكر بين دول العالم عمرانيا واقتصادياً ومالياً .
وبالعودة إلى المهندسين العراقيين ومظاهراتهم التي بدأت منذ مدة ولن تتوقف حتى تحقق مطالبهم التي هظمت منذ 2003 , والخوف إن يدفع إهمال البرلمان لإقرار مطالبهم إلى إن تتحول المظاهرات إلى ثورة حقيقية تنذر بإضراب عام يوقف الحياة ويعطلها مثلا لو اضرب مهندسي الكهرباء لعاشت بغداد وكل العراق في ظلام دامس “كما حصل بعد تحدي احد الوزراء السابقين لمهندسي الكهرباء” وكذلك مهندسي النفط والخ مما يعني خسارة أموال وهدر وقت وجهود لا داعي لخسارتها .
بعد الاجتماع الاول في الديوانية وسلسلة من الاجتماعات مع النقابة والمظاهرات ذهب ممثلين عن المهندسين بمقترحاتهم إلى البرلمان العراقي ليجدوا شيئا من ضمير وليقرئ مقترحهم قراءة أولى ويحصل على توقيع 93 نائب بالموافقة , وهم يطالبون بإقرار القانون بعيداً عن النقابة التي ركنت على تحقيق مصالحها الخاصة “تعيين النقيب او من ينوب عنه مستشار في البرلمان لقاء إسقاط بعض مطالب المهندسين” دون الاهتمام بمطالب المهندسين،وينتظر المهندسون قرار البرلمان بعد إن أصبحت الكره في ملعبهم وقد تم التاكيد على مطالبهم في أخر اجتماع موسع عقد في مدينة بابل يوم 15/7 بحضور عدد من النواب والمسئولين والآلاف من المهندسين وهي :
1- سن قانون خاص يثبت به حقوق و امتيازات المهندس باعتباره مماثل المجموعة الطبية من حيث المعدل
2- إرجاع المخصصات الهندسية كما موجود بالقرار 760 لسنة 1976 والذي لم يعدل او يلغى
3- تعين المهندسين العاطلين عن العمل وإيجاد فرص عمل أفضل من التعين للمهندسين العاطلين أيضا وتنشيط القطاع الخاص وتقاعد المهندسين بالقطاع الخاص واحتساب خدمة للمهندسين كما للمحاميين
4- تخصيص قطع أراضي للمهندسين
5- إلغاء القبول المستقبلي للكليات الهندسية الأهلية والمسائية في العراق ابتدأ من هذه السنة أو مقاربة بالمعدل للصباحي .