19 ديسمبر، 2024 4:44 ص

ثورة الغضب والمسيرات المليونية

ثورة الغضب والمسيرات المليونية

ألذي يلاحظ حجم ألخسائر بالأرواح ألبريئة في ألمناسبات ألدينية منذ سقوط ألصنم ألى يومنا هذا يشعر بالألم والحزن ألعميق لهذه ألخسائر ألفادحة ؛ ويجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة أمام ألله وأمام ضميره وعليه أن يقول ألحقيقة مهماكانت ألنتيجة لأن ألساكت عن ألحق شيطان أخرس.
ماهي ألحكمة من هذه ألطقوس ألدينية ألتي تؤدي ألى أزهاق ألأرواح ألبريئة نتيجة لتأثير مجموعة من أهل ألعمائم ألمتخلفين الذين غرروا بهؤلاء ألأبرياء برويات ما اتى ألله بها من سلطان ومن جملتهم عبد الحميد أبو جكليته ألملقب بالمهاجر ؛ألذي يدعى أنه عندما تمت معالجته من شلل كامل في بريطانيا نتيجة لحقنه سامةأعطته ممرضة صهيونية له ولكنه أستنجد بفاطمة ألزهراء {ع} فأعطته كأسا من ألماء فشفي تماما حسب ماقاله على أليوتيوب ؛وهو ألذي يدعي أن زيارة ألأمام ألحسين مشيا على ألأقدام ؛كل خطوة فيها حج وعمرة ويمكنك أن تقيس على ذلك مايقوله بقية جوقة ألجهلاء .
فلو كان ألمشي فيه أجر وثواب لكان أحرى بألنبي {ص} أن يهاجرألى ألمدينة على ألأقدام بدلا من أستخدام ألجمال وألخيول ؛وأمر صحابته {رض} بالهجرة ألى ألحبشة وألمدينة مشيا على ألأقدام !! وهي هجرة  أجرها على ألله تعالى.
أن مشروع ألشهادة بدأ منذ بداية ألخليقة عندما قتل قابيل أخية هابيل وسيستمر ألى يوم ألقيامة مادام هناك ظلم وأضطهاد لعباد ألله .وأن حياة ألمسلم عظيمة عند ألله ؛فقد وقف سيدنا محمد{ ص} أمام ألكعبة وأشار بسبابته ألشريفة { أن لحياة أمرئ مسلم أكرم على ألله من كعبته هذه}؛أن أعطاء ألفرصة للأرهابين وألقتلة والمجرمين؛بتكديس هذه ألأرواح ألبريئة في أماكن معرضة للقتل مسؤولية كبيرة
فمن ألمسؤول!!وبالعودة ألى ألسنوات ألثمانية ألماضية ؛بدأ من مجزرة جسرألأئمة وأنتهاء بمجزرة ألبصرة يجب ألتوقف عندها طويلا ؛ والله يقول في محكم كتابه {ولاتلقوا أنفسكم في ألتهلكة}.
لقد حرص رسول ألله{ص} على حياة ألصحابة عندما تعرضوا ألى ألقتل والتعذيب ؛فأمرهم بالهجرة الى ألحبشة ثم بعد ذلك ألى ألمدينة ألمنورة ؛ وعندما شعر بنية ألمشركين بقتله هاجر ألى ألمدينة ؛ ونفس ألشيئ فعله ألأمام علي {ع}في صفين ؛عندما وافق على ألتحكيم مع معاوية حفاظا على دماء ألمسلمين وهو يعرف أنها خدعة وأن أمير ألمؤمنين هو ألمنتخب شرعا وبألأجماع؛ كما تنازل ألأمام ألحسن {ع} عن ألخلافة حقنا لدماء ألمسلمين وقد أنتخب بأجماع ألمسلمين في ألكوفة.أما ألأمام ألحسين {ع} فقد وضع في موقف حرج بأصرار أللعين عبيد ألله بن زياد على أخذ ألبيعة منه ليزيد فقال هيهات منا ألذلة أل بيت رسول ألله {ص} ولايمكن أن يعطيها لرجل فاسق فاجر زنديق مثل أبن زياد ؛ ولكنه عندما أحاط به جند ألحر وحاصروه؛ وضع ثلاثة شروط لوضع ألحجة عليهم وهي أن يعود الى مكة من حيث أتى أو يذهب ألى يزيد أبن معاويه ليناجزه ألأمر أو يذهب مجاهدا في سبيل ألله في أحدى ثغور ألمسلمين.
أن ألهدف من ألمسيرات بشكل عام هي لتحقيق هدف والخروج بنتائج تخدم ألبلاد وألعباد ؛هذا على مستوى ألحياة ألدنيا فمسيرة ماوتسونغ أدت ألى تحرير ألصين من ألأستعمار ومسيرة مهاتما غاندي حررت ألهند من أقوى أمبراطورية في ألعالم أنذاك؛أما ألمسيرات ألمليونيه في أيامنا هذه فقد أسقطت دكتاتوريات وطغاة مثل ألقذافي وبن علي وعلي عبدألله صالح وحسني مبارك وألبقية على الطريق .
أن أشغال ألجيش وألشرطة وألدوائر ألرسمية ألمستشفيات وصرف مليارات ألدنانير وملايين أللترات من ألنفط وألغاز وتعطيل ألدوائر وألمعامل يجب أعادة ألنظر فيها ؛لأنها تثير كثير من ألحسياسيات .يقول خبير أقتصادي صيني أن خسارة دقيقة واحدة من ألزمن تكلف ألصين مايعادل عمل يساوي مائتان وثلاثة وخمسون سنة بالحسابات ألأقتصادية ؛فتصوروا كم نخسر سنويا بموجب هذا ألتقيم ألأقتصادي!! أن أعطاء ألفرصة للأرهابين وألقتلة وألوهابيون والسلفيون ؛ يعتبر تقصير ومسؤولية أمام ألله ؛ فلو أفترضنا أن حصل في موسم ألحج تعرض منطقة مكة ألمكرمة الى وباء يقتل ألحجيج ؛ فهل يجوز دينيا أن تتم مراسم ألحج وفيها خطر على حياة ألحجيج ؛ وحسب ألشريعة ألأسلامية يجب تأجيل ألحج حتى يتم ألقضاء على ألمرض حفاظا على حياة ألمسلمين.ألا تتفقون معي أن ألأرهاب مرض وبائي خطير يجب ألتخلص منه قبل أن نتفرغ لطقوسنا ؟!
تعالوا نعرض أعمالنا هذه على ألقرآن وسنة نبينا{ص} ومنهج أل بيت ألرسول {ع}لنرى أذا كانت موافقة أم لا:جاء في ألقرآن ألمجيد{ لاخير في كثير من نجواهم ألا من أمر بصدقة أو معروف أو أصلاح بين ألناس ومن يفعل ذلك أبتغاء مرضات ألله فسوف نؤتيه أجرا عظيما} .لم يقم ألرسول { ص} بزيارة بيت فاطمة وعلي {ع} لثلاثة أيام ومن عادته أن يمر عليهم يوميا ؛فأستغربت فاطمة ألزهراء من ذلك فذهبت الى ألنبي {ص} تستفسر عن سبب ذلك؛فقال لها لايحق لبنت نبي أن تضع بردا على باب بيتها ؛وكان هذا ألبرد حصة ألأمام من ألغنائم ؛عادت ورفعته من ألباب ؛وبعدها عاد ألنبي{ص} ألى زيارتهم كعادته؛ مر ألأمام علي في ألسوق فوجد رٍجلا من أهل ألكتاب يطلب حاجته من ألناس ؛ ؛فقال لهم أستخدمتموه عندما كان قويا وعندما هرم منعتوه حقه ؛ وامر له براتب من بيت مال ألمسلمين؛ وهذ ألأمام ألحسن{ع} ترك ألطواف لقضاء حاجة مسلم وعندما عاد وسألوه؛ قال قضاء حاجة مسلم أهم من ألطواف.أما ألأمام ألصادق{ع} فقد قال من؛ أحبنا عمل بعملنا ؛وعملهم كما تعلمون مساعدة ألمظلومين ونصرتهم ومساعدة ألفقراء وألمساكين ولاغرابة أن قال أحد ألشعراء في مدح زين ألعابدين {ع} ؛ ما قال لا  ألا في تشهده      ولولا ألشهادة  لكانت لاءه نعم
فهل نحن نعمل بماجاء في ألقرآن وألسنة وسيرة أل ألبيت{ص} وصحابته ألغر ألميامين{رض}؟!!.
تمزق أجساد أبنأونا واحبأونا  في ألشوارع  من قبل ألأرهابين وبعدها بعدة أيام نعود ألى بيوتنا وكأن شيئا لم يكن ؛ بينما آسرائيل من أجل بقايا عظام جنود قتلوا في جنوب لبنان وأسير واحد في غزة ؛ أطلقت سراح ألألوف من ألفلسطينين واللبنانين رغم أنهم قتلوا أسرائيلين؛ هذه هي قيمة ألأنسان ألذي كرمه ألله في كتابه ألمجيد { وكرمنا بني آدم}.
أنني أحب أن أذكر رجال ألدين بواجبهم أتجاه هذه ألظواهر : أنكم مسؤولون أمام ألله يجب أن تستخداموا نفوذكم لدى ألبسطاء وتوجيههم الى ألأبتعاد عن ألغلوا في تطبيق ألطقوس لأنها ستكون وبالا عليكم؛ لأن زكاة ألعلم وألمعرفة في أمورألدنيا وألدين هي بنشرها وتوضيحها لعموم ألناس وهو فرض عين ؛وعليكم أن تقرؤا ماقاله ألأمام ألحسين {ع} لأهل ألكوفة { ماخرجت أشرا ولا بطرا ؛ وأنما خرجت في طلب ألأصلاح في أمة جدي{ص} أكرر ألأصلاح:فأين ألأصلاح؟!!. لقد سئمنا من كتبكم ألتي لاتنفع عن ألطهارات وألنجسات وحرمة أكل سمك ألجري!!.لماذا    لانتعلم من مسلمي آيران ولبنان مثلا كيف يقيمون هذه ألطقوس بجلال وهيبة لمدة ساعات وتلقى فيها خطب بهذه ألمناسبة والعبرألمستلهمة منها. لقد طوروا بلادانهم نحو ألأفضل؛ وعندما تزورها وتقارنون أنفسكم بألأيرانيون وألتقدم ألذي حصل في بلدهم وما أنتم عليه ؛أما تشعرون بالغيرة ؟!!. سيعود ألناس ألفقراء الى بيوتهم بعد ألأربعين  لاكهرباء ولا تدفئة ولامياه صالحة للشرب وأكثرهم ليس لديهم مايشترون به ألغاز وألنفط للتدفئة أو ألطبخ ؛أما كان من ألأفضل أن توزع ملايين أللترات من ألنفط وألغاز على هؤلاء ألمعدمين وكما يقول ألمثلٍ {مايحل على ألبيت يحرم على ألجامعِ} وأنا لله وأنا أليه راجعون.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات