الشعب الإيراني المسلم كان ولا زال رافدا حيويا من روافد العقل الحضاري عبر تاريخه المجيد وملهما ثر لمقومات الانتفاضات والثورات الجماهيرية ضد الطغيان والظالمين من حكام ملوك وأباطرة وديكتاتوريات فاجرة التي حكمت إيران منذ العصور العتيقة ولحد ألان … باختصار انه شعب لا ينام على ضيم له ماضيه العريق ورجالاته الذين تركوا بصماتهم على صفحاته وسفره الخالد .. وهو الذي علم الدنيا كيفية تكون الثورات الدستورية وقلب المعادلات والموازين في مسيرة العمل الوطني والإطاحة بدعاة الظلم والحرمان والقتل والخرافة والهرطقات بكل أنواعها الدينية والمجتمعية والسياسية كونه شعب حي إسلامه راسخ ورصين وثوابته المبدئية مأخوذة من مفاهيم الدين الحنيف … هذه المسلمات والخصال للشعب الإيراني المسلم قبل تسلط الفاشية الدينية على مقدراته وما ان جاءت الدكتاتورية الدينية بقيادة سفاح العصر خميني حتى تغير المشهد حيث تهاوت مقومات الدين الإسلامي وأسباب الإيمان من جراء إشاعة الخرافة والبدعة التي حلت محل المثل والقيم الإسلامية الثابتة والمتواترة من عصر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأئمته الأطهار من أهل البيت … ففي أصول الفقه والشريعة الإسلامية المعتمدة في المذهب الجعفري التي وضع أساسها الأمام علي بن أبي طالب وأولاده المظلومين الحسن والحسين وأحفاده علي بن الحسين وجعفر الصادق عليهم السلام وهي اعتبار القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة المصادر الرئيسية للرجوع عليها في كل المسائل الفقهية والإفتاء والخلاف والاختلاف بين علماء الشيعة ورفض القياس والاستدلال رفضا قاطعا , وجاء خميني وزمرته الفاجرة لينسف ما أفتى به الأمام علي بن أبي طالب وأولاده وأحفاده ولم يعتمد القرآن الكريم والسنة النبوية كمصادر وحيدة للمذهب الجعفري واخذ بالقياس والاستدلال الذي رفضه أمام المظلومين وأول الأئمة الاثنى عشر , وراح يجتهد في مسائل لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمسلمين ومصادرهم المعتمدة على زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في القرآن والسنة النبوية …
إذن الشعب الإيراني استوعب قواعد اللعبة للفاشية الدينية وربيبتها الماسونية والصهيونية العالمية ولهذا كانت الإعدامات بالجملة والمجازر البشعة بحق الشعب إضافة الى خط الفقر الذي وصل لمعدلات مرعبة ونهب الثروات والخيرات وسرقة المال العام وتهريبها وقتل المعارضين لنهجه الدموية دون رحمة …؟ فهل هذه الإعمال الإجرامية والخيانة العظمى تمد للإسلام بصلة …؟ هذه التساؤلات أجاب عليها الشعب الإيراني في ثورته المباركة التي فجرها أحرار الفرس والعرب والبلوش والأكراد والاذريين ومعارضتهم الباسلة التي أذهلت العالم بتضحياتها الجسام المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حيث قدمت الآلاف من عناصرها شهداء الرأي من اجل ايران الحرة وكانت مجزرة عام 1988 أضخمها وأكثرها إجراما ودناءة وحقارة وظلما حيث أعدموا دفعة واحدة دون محاكمات عادلة التي اقرها الشرع والقانون بفتوى خميني الذي نصب نفسه مفتيا وقائدا دينيا وسياسيا وحاكمي خصمي في أسوأ فتوى عرفها التاريخ الإسلامي خلافا لأصول وشروط وقواعد الإفتاء في الفقه والشريعة الإسلامية والمذهب الجعفري …؟
فثورة الشعب الإيراني جاءت ضد الشرك والإلحاد والكفار رجال الدين للفاشية الدينية التي نصبتها الماسونية على سدة حكم ايران … لغرض تدمير المفاهيم الإسلامية لدى الشعب الإيراني الذي آمن بها منذ ألف وأربعمائة ونيف من السنين … أليست ثورة مشروعة وشرعية واجبة الدعم والمناصرة من المجتمع الدولي …؟ ان الإحداث متسارعة داخل ايران والطغمة الحاكمة منهكة ومربكة ومرعوبة من ثورة الشعب , فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت التي سوف تطيح بالدكتاتورية الدينية المجرمة الى الابد … ؟