22 ديسمبر، 2024 10:14 م

ثورة الحق والسلام

ثورة الحق والسلام

كل عام وأنتم بالف خير وأمان ونحن مع بداية العام الهجري الجديد ١٤٤٤ هـ ندعوا الله ان يحفظ العراق وكل الناس وان يكون عام الخير والنور وعودة السلام على أهلنا والبلاد.
تتزامن في العشرة أيام الاوائل من شهر محرم ذكرى مسيرة وثورة الامام الزاهد الحسين عليه افضل السلام في الوقوف بشجاعة وصدق امام الظلم ونفاق الحكام.
لن ينسى أهل العراق وكل الباحثين عن الحقيقة في العالم هذه الملحمة الجهادية رغم مرور ١٤٠٠ عاماً وستبقى مسيرة الامام وأل بيته واصحابه منهج لكل الانسانية عبر السنين لما فيه خير الناس وفي رفع رايات الحق بشجاعة في وجه الانحراف والفاسدين.
كلنا مسؤولين عن قول كلمة الحق وتثبيت صدق القول مع الأفعال وأن يكون أحياء الذكرى العظيمة عن طريق جمع الناس على كلمة سواء والتحلي بنكران الذات وايقاف بوادر الفتنة وزارعيها هذه الايام والدعوات للاقتتال وفضح المنافقين وأهل المتاجرة بأرواح الناس بأسم الدين والوطن.
العمل والمنهج الصالح والبناء ثم البناء هو الأساس لاحياء أهداف ملحمة الطف لأن البكاء لا يكفي واقامة الشعائر لوحدها لاتكفي.
أن رسولنا الكريم وأمامنا الزاهد الشهيد لا يحتاجون هذه منا فإذا ساعدنا في إصلاح أمة جده وكنا نموذجاً صادقاً نكون قد نصرناه وإذا سكتنا عن الباطل وناصرنا المنافقين نكون قد خذلناه وما أكثرهم ادعاءً بأسمه الشريف.
لنا ان نفتخر بثورة ابا الاحرار لان هذه الملحمة ومنذ ١٤ قرناً باقية بقوة تأثيرها وملهمة لكل المناضلين ضد انحراف اصحاب السلطة والحكام.
لنعمل في جعل كربلاء قبلة للانسانية والملايين من الزائرين ولتكون محط رحال المجاهدين من اجل الحق والسلام. لنعمل على جعل كربلاء ومراقد الائمة الاطهار عامرة بالعمران وحدائق وبساتين خضراء. لنعمل على جعل مدن الائمة الاطهار نموذجاً في التعليم ومدارس العلوم ليقول العالم هذا مايعمله كل محبي الحسين ومتبعي رسالته الجهادية.
من المهم أدراك ابعاد الاستشهاد والوفاء لمنهج الحسين بالتحرك على ضوء أهداف رسالته في البناء واصلاح الذات وترجمتها بالمساهمة في أعادة أعمار المدارس والمستشفيات ودور الأيتام وتشغيل ملايين العاطلين لأن العمل عبادة وضرورة أيقاف داء الفساد والرشاوى وفضح المنافقين وهذا واجب أساسي على كل من له موقع وقدرة التغير في المجتمع .
ان الله يرى الايمان في أعمالنا وأفعالنا مهما كانت أدياننا أو مسمياتها ولن ينصلح الحال اذا لم يتساوى الجميع في الحقوق والعدالة في كل تفاصيل الحياة ومن المؤسف أن في العراق ألان صورتان وهما صور البؤس وصور الثراء.
من المحزن ان علامات الشبهة بالفساد والإثراء باستغلال الموقع لازالت تنطبق على الكثيرين ممن تقلدوا أمانة المسؤولية ومن أزدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم فأين نحن من ثورة الحق والسلام ثورة ابا الاحرار والزاهدين.