12 أبريل، 2024 1:56 م
Search
Close this search box.

ثورة الحسين ومراسيم احياءها ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

*مثلما نحرص على احياء ذكرى ثورة الامام الحسين عليه السلام, علينا ان نحافظ على جوهر وهيبة ومضامين هذه المناسبة . وعادة ما ترافق هذه المراسيم ممارسات ,وان كان بعضها مجبولا على الفطرة , الا ان بعضها الاخر ربما تقف وراءه اجندات ظاهرها الذوبان في حب الحسين والاستعداد للتضحية وباطنها يهدف الى تشويه فكرة الثورة والاحتفاء بها.ولا نريد الاشارة الى كل هذه الممارسات الا ان تشخيص بعضها يبدو ضروريا ,بدأ بالزحف على الارض التي نثرت عليها شظايا الزجاج الجارح مرورا بالمشي على الجمر وصولا الى التطبير.وفي قناعتي ان التخلص من هذه الممارسات يحتاج الى وعي ووقت, لا ان نشن عليها حربا شعواء ونندد بها تنديدا قاسيا بما يزيد من اصرار ممارسيها على التمسك بها.ان مسؤولية تشذيب بعض الشعائروتهذيبها لتصب في المعنى والمغزى وادراك الدروس المستقاة من الثورة الحسينية المباركة تقع على مسؤولية الجميع وفي مقدمتهم علماء الدين الافاضل وخطباء المنابر الحسينية والمثقفين من عامة الناس باساليب مرنة لا تجريح فيها.وفي المقابل يبقى التمسك بالشعائر والمراسيم والممارسات الاخرى التي يعبر فيها المحبون عن مشاعرهم وولاءهم ,تبقى محترمة ,بل علينا الثبات عليها والدفاع عنها ,واني لاجد في (ركضة طويريج والمواكب الحسينية الراجلة والمسيرات المليونية والبكاء واللطم واقامة المجالس الحسينية والتوجيه العقائدي والعلمي والديني ونقد الظواهر الاجتماعية السيئة وحث الناس على قول كلمة الحق في وجه الحاكم الجائر والمفسد والدعوة الى اقامة العدل والمساوات وفضح المفسدين واحلال الحلال وتحريم الحرام واصلاح ذات البين والاخلاص بالعمل والصدق والامانة والجهاد الحق لا, جهادالنكاح) كل هذا هو ما يرضي الله والرسول وال البيت وصاحب المناسبة الامام الحسين وال بيته واصحابه عليهم الصلاة والسلام, وهو ما كان يهدف اليه في ثورته وتضحياته وصبره وثباته وشجاعته. هناك ممارسات اخرى اقل وطأة قد تكون عفوية اعتاد الزائرون عليها ومنها ان بعضهم عندما يمسك بشباك الضريح يظل ماسكا به لوقت طويل ويغفو بل ينام لفترة غير قصيرة على الشباك متناسيا ان وراءه زائرين اخرين يريدون ان يؤدوا دورهم بالزيارة . و مع ذلك اريد التأكيد على ان, من يترفع عن شعائر وشعارات ومبادئ الثورة الحسينية ومراسيمها الحقة لا (المصطنعة والمبتدعة) التي يهدف المندسون من وراءها الى تشويه مضامين الثورة ,انما هو مدعي لا يجيد سوى تصويب سهام النقد المبتذل سواء كان هذا الفرد مثقفا ام اميا.
*ثورة الحسين التي يراها الطرف النقيض انها(خروج عن طاعة الامير او الحاكم ) لا يتم ايفاءها حقها بكلمات وسطور مبتورة , انما هي تاريخ وحدث ليس عابر .واذ كان احدهم يحتج على ان الواقعة مضى عليها 1400 عام ومن المعيب ان نستذكرها , فهل يصح ان نقول نفس الكلام عن معركة بدر ,مثلا, بان الحديث عنها معيب لانها مضى عليها1400 ؟و هل يمكن وصف الهجرة النبوية بهذا الوصف لانها مضى عليها 1400عام ؟اصحاب هذه الطروحات لا يرون في ثورة الحسين الا خروج على طاعة الامير, الذي سبق ان خرج ابوه على امير زمانه فلم يعترض احد على ذلك ..القضية ما تزال حية وكأنها وقعت بالامس والصراع ما زال ابديا بين الحق والباطل وبين النقاء والصفاء وبين التدليس والنفاق وبين الحب والبغض وبين الجمال والقبح وبين الظالم والمظلوم وبين المبدأ واللا مبدأ وبين الاصلاح والخراب وبين العدل و الطغيان وبين ..( ثلة من الاولين وقليل من الاخرين ) وبين كثرة من الساذجين وبين الذين باعوا دينهم بدنياهم وبين الذين اشتروا اخرتهم بدنياهم وبين فئة قليلة امنت بربها وشهرت سيوفها بوجه الانحراف وبين كثرة غوغاء ارتضت برغيف خبز مغموس بالذل والرهبة والخوف..قال اصحاب معسكر يزيد ..لو طلب الحسين منصبا لاعطيناه ولو طلب مالا لدفعنا له, على ان يمد يده الى يد يزيد,لكن الحسين قالها بقوة (هيهات منا الذلة ). الحسين ثورة تصحيح انحراف وليس طلب جاه او مال , فمن اغنى من ال بيت محمد ومن اكثر منهم منزلة بين العرب قبل وبعد الاسلام..اصحاب الحق يبقون معلقون في ذاكرة الناس و التاريخ واصحاب الباطل تكنسهم الايام فيندثروا في مزبلة التاريخ..صراع العام1400 ما يزال قائم وسيبقى الى يوم يبعثون كما هي ابدية صراع الخير والشر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب