مثلت ماسات كربلاء وما جرى على ثراها من شجاعة وتضحيات وقصص للإيثار والرجولة مدخلا جديدا للإنسانية ولأتباع اهل البيت بما أشاعته من قيم وفضائل ودروس في كل المجالات حتى اصبحت تلك القيم والمبادئ منهاج عام لحياة فاضلة لا تشابه حتى المدينة الفاضلة التي تخيلها افلاطون في جمهوريته.
ولو اردنا ونحن العاجزون ان نحصي فضائل واثار ثورة الامام الحسين على المجتمع الانساني الذي بدا يتعاطى مع قيم هذه الثورة بصورة اكبر لشعرنا بقصورنا الكامل امام جبل التضحيات والقيم والمبادئ التي ضحى من اجلها الحسين واهل بيته عندما اطلقها صرخة مدوية بوجه الطغاة والظلمة…. هيهات منا الذلة… ومثلي لا يبايع مثله.
و لكي نكون حسينيين قولا وفعلا ،علينا ان نتشبع بالمنهج الحسيني وان لا نكتفي برفع رايات الحسين دون العمل بمنهجه لان عاشوراء مشروع الامة، فعلينا ان نقف بشجاعة بوجه الوهن والضعف الذي قد ينتاب بعض ادعياء حملة رايات الحسين. حتى يعلم الجميع ان كربلاء ليست صرخة سياسية بوجه الظلم فحسب وانما هي صرخة اخلاقية واجتماعية واقتصادية في مواجهة اهمال حقوق الناس والانحراف وخيانة الامانة والتنصل عن المسؤولية.
ان شعار مثلي لا يبايع مثله الذي اطلقه الامام الحسين بوجه الطاغية يزيد انما هو منهج متكامل للحياة ومشروع لبناء الامة في جميع المجالات التي يحتاجها المواطن في حياته العملية والعائلية ولم يكن شعارا يقتصر على لحظة زمنية عابرة اريد منها ايصال رسالة لطاغية في زمن محدد انما هي رسالة لكل الاجيال لان تقف بوجه الظلم والاستبداد والانحراف والفساد والتراخي والتهاون والغلو.
ان منهج الثورة الحسينية تجذير للتربية والاخلاق وتهذيب للنفس وتخليصها من كوامنها ورواسبها المتخلفة لان السمو انتصارا على الذات وتوهينا لعرى الشيطان وترسيخا لمبادئ العدل التي ضحى من اجلها الحسين.