بداية كل عام هجري جديد وفي محرم الحرام تبدأ الشعارات البراقة والزائفة حول واقعة الطف ويبدأ الخيال الشيعي في نسج وتضخيم الاحداث حول ثورة الحسين على يزيد وتبدأ المقارنات والاسقاطات والتضخيم الغير واقعي للامور في حادثة ليس فيها من جديد وانما هي امتداد لاحداث مشابهة سبقتها تاريخيا واحداث ممتدة لها تبعتها وهي الصراع بين الحق والباطل فليس الحسين ( ع ) الثائر الوحيد بين الامم على حكم ظالم او جائر وليس ال بيت النبي عليهم الصلاة والسلام هم وحدهم من دفعوا ثمن شجاعتهم ووقوفهم بوجه الظلم وليس هم اول من دفع ثمن الغدر والخيانة لاناس وعدوا فاخلفوا انها صناعة التاريخ واحداثه المتوارثة والمكررة بين الامم والاشخاص.
حاول ويحاول الكثير من علماء الشيعة ومرجعياتهم وكتابهم وممن هم على مذهب جعفر الصادق ( ع ) تصوير الاحداث وتضخيمها طيلة ١٤٠٠ عام من استشهاد الحسين فالفوا الكتب ونسجوا القصص وزوروا الاحداث دون ان نرى او نسمع اي اجابات مقنعة لعقول المسلمين والمؤمنين عن معنى ما يكتب وماذا يدور فالواقع والاحداث غير ما نرى ونعيش ونسمع وهذا ما اكد لنا سابقا ويؤكد لنا حاليا ان ( التشيع كنظرية ليس هو كواقع ) فالعقل الشيعي يحاول اما استغفال نفسه او الاستخفاف بعقول الاخرين وهذا لعمري لا ينطوي سوى على امور ومنافع يحاول القائمين على ادارة المذهب ومعتنقوه اخفائها او الهروب من التساؤلات التي تطرح هنا وهناك عن ماهية هذه الالة الضخمة التي تقف وراء تضخيم واقعة الطف والاشارة لها بهذا الشكل وهذه الشعائر التي ليس لها معنى على ارض الواقع ولا يفهمها الاخرون الا على انها اضاعة للوقت والجهود والاموال وانها يجب ان تنظم وتختصر في الزمان والمكان من باب ان واجبات الدولة والسلطات وادارة امور المواطنين ومصالحهم مقدمة على الافراط في اقامة شعائر وان كانت من باب حرية العقائد والتدين في المجتمعات الديمقراطية.
ان اسقاط مباديء ثورة الحسين في الاصلاح على الواقع العراقي والشيعي يشكل مأساة واهانة بل واستفزاز لقيم هذه الواقعة والتي صدع بها رؤوسنا القائمون على التشيع والمنتفعون من تلكم القضية فعند توليهم الحكم وزمام الامور في العراق لم يقدم هؤلاء للعراق والعراقيين الا ما نراه العكس تماما لمباديء ثورة الحسين فالفساد على اشده والسرقات من المال العام رهيبة والتهجم على اعراض الناس وقتل واختطاف ابنائهم اصبحت سمة بارزة لرواد الحسين بن علي وتابعوه ولا اعلم ما الذي يريد هؤلاء ان يثبتوا لنا فان كانوا يحبون الحسين وصادقين ومخلصين له فمن باب اولى ان يتبعوا مبادئه في الصدق والاخلاص واكل الحلال والتخلق باخلاقه العظيمة.
ان شهادة الحسين وثورته في واقعة الطف ليست السبيل لاصلاح الواقع المؤلم في عراقنا الحالي ذلك ان الادوات المتوفرة فاسدة وليس بامكانها اصلاح شيء وكذلك هي تقول شيء وتفعل شيء اخر من الشعارات المطروحة الى الافعال الدنيئة فلا ارجو والاخرين اي اصلاح من ساسة اليوم واخص بالذكر ساسة التحالف الوطني ومن تبعهم من اهليهم وعوائلهم فهم فاسدون سارقون للمال العام ولا ينفع معهم اي تنبيه او تذكير او اخطار وبالتالي لم يعد لمبدأ الاصلاح من معنى قد يستعين به المظللين في طرح شعاراتهم محاولة منهم لايهام الناس ان ثورة الحسين هي منهج لهم في ادارة الحكم في العراق.