تعد ثورة العاشر من محرم ( سنة 61 هـ/ 680 م) ، التي قادها سيد الشهداء الأمام الحسين (عليه السلام) وبمشاركة أهل بيته ومن والاه، من أهم الثورات التي شهدها التاريخ العربي الإسلامي، بعد رسالة الإسلام التي بشر بها جده نبينا الأكرم محمد (ص) الى البشرية جمعاء ، لا بل تتجاوز العالمية في مضامينها، وأهدافها الإنسانية .
لقد بقي أثر هذه الثورة الخالدة ، راسخا منذ قيامها ولعصرنا هذا، لما تحمل من قيم نبيلة وشجاعة وتضحية، قلما يحملها الأبطال والمجاهدين. وظل يتشبه بها أحرار العالم في أقوالهم ومجالسهم ، ضد الظلم والعبودية والتحرر، ويتمجدون بمعانيها العظيمة ، ويزداد تخليدها عام بعد عام من قبل الشعوب المظلومة في مشرق الأرض ومغربها.
إن الأسباب الحقيقية لهذه الثورة العظيمة تكمن،كما رواها المؤرخون المنصفون، من أجل الحرية والعدالة والقضاء على الفساد، وليس اعتلاء كرسي السلطة الدنيوية ، وإعادة مباديء وقيم ننا الإسلاميدين محمد (ص) الى مساره الصحيح ، بعد أن حرفه الفاسدين، والغارقين في ملذاتهم الدنيوية، ممن استلموا الولاية الإسلامية بالخدعة والاحتيال والرشوة،والتنصل عن العهود المقطوعة من قبلهم للمسلمين، عن مبادئها الحقيقية في تطبيق العدالة والحرية .
قال الإمام الحسين (عليه السلام) في معركة الطف لأعدائه : إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد،فكونوا أحرارا في دنياكم. إن الإمام الحسين (ع) لم يخرج أشرًا ولا بطرًا ولا طالب ملك، ولكنه خرج لطلب الإصلاح، والإصلاح ؛ هو الجهاد في سبيل الله ومحاربة التسلط والظلم والفساد والطغيان من قبل الولاة الظالمين.
لقد عبر العديد من أحرار وحكماء العالم، ومفكريها،عن هذه الثورة العظيمة، بأقوال مأثورة تظل راسخة وخالدة على مر العصور والأزمان، لوصف هذه الثورة التحررية.
نسرد البعض منها :
ونحن اليوم ؛ نستذكر ذكراها ، من محبي أبيعبد الله ( ع) في هذا الشهر المحرم، في كل بقاع العالم ، لا بد من استحضار سيرة هذه الثورة العظيمة،وقائدها إمامنا الحسين (ع)، والاستفادة من دروسها ، وعبرها، ومعانيها الإنسانية، من أجل العمل على إصلاح بلدنا العزيز وفق مبادىء الحق والعدالة ، ورفع الظلم عن مواطنينا .
فثورة الإمام الحسين (ع) هي ثورة عالمية، لها البداية وليس لها النهاية ، تبقى مشروع ثوري إصلاحي يقود للأجيال القادمة الساعية للتحرر ورفع الظلم الى يوم الدين .
ونقول في خاتمة مقالتنا، قول الله – سبحانه وتعالى:( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) صدق الله العظيم.