19 ديسمبر، 2024 11:43 م

ثورة الحسين عظيمة … مراسيم احياء ذكراها … هل هي عظيمة ايضا ؟

ثورة الحسين عظيمة … مراسيم احياء ذكراها … هل هي عظيمة ايضا ؟

يجب ان نفتخر نحن شيعة ومحبي اهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام  بثورة الحسين عليه السلام ، ويزيدنا فخرا ان نقيم ارقى وافضل المراسيم لاحيائها… ولكن كيف ؟.. هل نكتفي بما نفعله كل عام من شعائر تركز بشكل اساسي على البكاء واللطم والنواح والتطبيروالمشي لمسافات طويلة باتجاه كربلاء وقطع الطرقات واستمرار هذه المراسيم لايام طويلة تبدأ من الاول من محرم وتنتهي بالعشرين من صفر ، وهذه الايام الطويلة بلاشك  تؤثر سلبا على  كل مفاصل الحياة واسباب تقدم البلاد  …. هل الوقت لدينا نحن احباء الحسين ليس له قيمة ؟ … وهل ثورة الحسين تعني لنا هذه المراسيم فقط ؟ ام يجب علينا ان نرتقي الى المستوى العظيم للثورة ومفجرها الامام الحسين عليه السلام . نحن احباب الحسين قد تعودنا منذ سنين طويلة على هذا النوع من المراسيم التي نتحفظ على الكثير منها نحن الشيعة قبل غيرنا ، وننتظر كل عام ان يحل علينا شهر محرم وقد قررنا البدء بمراسيم راقية تتناسب ورقي المناسبة وقد تجاوزنا الكثير من المظاهر التي ترافق الشعائر مثل التطبير والزنجيل وامور اخرى…. خصوصا وان بلدنا العراق قد عانى كثيرا وخاض حروبا انهكته وانهكت شعبه واقتصاده وكل شيء فيه …. ويحتاج هذا البلد الجريح الى ثورة تشبه ثورة الحسين لتخرجه من حالة التخلف التي يعيشها في كل مفاصل الحياة وهذا يتناسب مع اهداف ثورة الحسين عليه السلام التي تدعوا الى الاصلاح والسير في طريق رضا الله تعالى وصولا الى تحقيق الرقي والرفاهية لشعبنا الذي عانى كثيرا .                                   منذ بدء شهر محرم ونحن المغتربون في الخارج ليس لدينا وسيلة نتابع من خلالها هذه الذكرى سوى الفضائيات العراقية الكثيرة …. لنتعرف ويتعرف ايضا ابناءنا من خلالها على هذه الثورة العظيمة وعلى اهدافها وننتظر من الفضائيات وهي كثيرة ان تقدم برامج راقية تتناسب ورقي ثورة الحسين …. ولكننا نصدم بكل فضائية ننتقل اليها بان شعائر الثورة الحسينية هو البكاء واللطم فقط من خلال قراء بسطاء لايجيدون سوى الشعر الشعبي الملحن الذي يجعلك تبكي فقط ولاشيء غير البكاء …… ونحن نتسائل اين العلماء والخطباء واساتذة الحوزات الدينية  والجامعات الدينية من هذه المناسبة ؟ لماذا هم غائبون ؟ ولماذا يتركون المناسبة لهؤلاء الخطباء الذين يسمون ( الروزخون ) …. اين القراء من امثال الدكتور احمد الوائلي رحمه الله  ؟ هل خلت الساحة العراقية من امثاله ؟ ليشرحوا ويتكلمواعن المناسبة في ندوات وخطب في المواكب وفي الفضائيات تنناول ليس البكاء فقط على الفاجعة ، وانما  تتناول القران والتفسير والفقه والتاريخ والفلسفة وعلم النفس وكل ماهو له صلة بالمناسبة من الناحية التاريخية والدينية …. الخ …  ليطلع العالم باجمعه على مباديء وفلسفة واهداف ثورة الحسين عليه السلام بطريقة علمية واكاديمية .
 متى يتجرأ علمائنا ومراجعنا العظام على الطلب من محبي الحسين عليه السلام بالتوقف عن التطبير والزنجيل ومشاهد الدماء التي تسيل هنا وهناك …. واذا كان لابد من اسالة دماءا على هذه المناسبة فيمكن ذلك عن طريق التبرع بهذه الدماء الى محتاجيها في المستشفيات  ونكتفي بباقي الشعائر … علما ان الغاء التطبير والزنجيل سوف لايؤثر على سير هذه الشعائر بل على العكس  سيؤدي الى اخراس المنتقدين لهذه المظاهر الذين سوف لن يجدوا في المستقبل اي شيء يدعوهم لانتقادنا بسبب حبنا لاهل بيت الرسول …. ولاننسى ان اعداءنا واعداء الثورة الحسينية ليس لديهم حجة لانتقادنا على مانقوم به لاحياء هذه الثورة العظيمة سوى مظاهر الدماء المتمثلة بالتطبير والزنجيل .
استضافت احدى القنوات المصرية في العام الماضي احد رجال الدين الشيعة ، لتساله عن شعائر العاشر من محرم ، وكان يجيب على اسئلة المذيع المصري السني   بكل اباء وبكل ثقة وفخر  ويقول له نحن الشيعة احباب الحسين نتذكر هذه المناسبة في كل عام بالم لما تحمله من معاني عظيمة وماساة تعرض لها اهل بيت النبي  صلى الله عليه وسلم على ايدي حكام بني امية لعنهم الله  …. كيف لا وهو يتكلم عن ابن بنت النبي عليهم السلام ….. ولكن عندما ساله المذيع المصري عن مظاهر الدماء التي تسيل في العاشر من محرم طالبا من رجل الدين شرح اسباب هذه الشعائر التي تسيل فيها الدماء …. شعرنا نحن المشاهدين بان رجل الدين هذا واجه صعوبة في شرح شعائر التطبير والزنجيل واسالة الدماء حبا للحسين عليه السلام  …. وشعرنا ايضا انه تعرض الى الحرج … علما ان هناك العشرات من رجال الدين الشيعة يتحفظون على مظاهر اسالة الدماء في عاشوراء اثناء التطبير وهم ايضا قد يحرجون عندما يسالون عنها  .
السلام على الحسين وعلى اهل بييته واصحابه واحبابه وعلى الدماء التي سالت من اجل نصرة الدين في كربلاء والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات