لم تكن ثورة الامام الحسين حدثاً طارئاً في التاريخ , تبرز في مرحلة الحدث وتختفي مع تحقيق أهدافها بل كانت ثورة تتجدد وتتألق مع مرور الزمن وتزداد توسعا وانتشاراً عاما بعد عام كونها جاءت من اجل أصلاح خلل في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , ولم تاتي نتيجة الفراغ السياسي او ضعف منظومة الدولة ولم تكن مدعومه من الخارج لتحتل او لتتبوأ السلطة بل جاءت نتيجة استشراء الفساد والانحراف عن الخط العام لرسالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم,كذلك لم يكن الحسين شخصية طارئة او مثيره لجدل بل العكس فقد كان معروف منذ ولادته من حيث النسب الرفيع والانتماء الى مدرسة النبوة المستمدة تعاليمها من السماء , قال قولته المشهورة بعد ان تهيئة واستوجبت كل مقومات الثورة على الفساد والطغيان ومن اجل تاسيس معالم الاصلاح والقضاء على النكسة التي مني بها المسلمون (اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسدا ولاظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد (ص) اريد الامر بالمعروف وانهي عن المنكر) ,العراق اليوم يعيش ذكرى هذه الثورة ويحتاج الى هضم المعاني الحقيقية لها أكثر من اي وقت مضى ليترجمها الى واقع على الأرض لمحاربة الفساد الذي ضربت إطنابه واستشرت في كل مفاصل الحياة بسبب وجود أناس فاسدين أشبه ببني العباس الذين سيطروا على مقاليد الحكم بأسم الا البيت عليهم السلام وصدقتهم العامة , بعض رجال الاحزاب الاسلامية غيرتهم السلطة وانحرفوا عن الخط الصحيح والمبادئ و هم الآن قريبين الى سلطة القرار و أدارة الدولة ومقاليد الحكم ويتحكمون بإدارة بعض الأموال والمناصب ,الشعب أكثر المتضررين من تلك السياسات خصوصاً “أبناء المناطق الجنوبية” ولازال(السياسيين) عاجزين عن حمايتهم بسبب السياسات الخاطئة وجهلهم او تجاهلهم بمشروع بناء الدولة التي تستوعب كل المكونات وتحترم حقوقها وانتمائها وفق الدستور الذي اقر بذلك والذي صوت عليه الشعب بدعم من المرجعية الدينية ودخولهم(السياسيون) في سجالات وتقاطعات وتبادل اتهامات من اجل السلطة والمصالح الخاصة والفئوية والعنصرية, هذه التداعيات يدفع فاتورتها الشعب , الأرامل والأيتام والجرحى والفقراء وصلت الى أرقام مخيفة يستباحون من الفقر والعوز والقتل وسوء الخدمات ولا سلاح عندهم غير الدعاء والشكوى الى الله مستغلين هذه المناسبة الأليمة على قلوبهم ليذرفوا الدمع المزوج بالاهات ويخففوا عن أوجاعهم ويجددوا البيعة والولاء للحسين والبراءة ممن استباحوهم باسمه .